تاريخ النشر 21 ديسمبر 2015     بواسطة البروفيسور حسن نصرت     المشاهدات 201

الولادة القيصرية تضر بمولودك !

يتحدثون كثيراً عن سلبيات الولادات القيصرية، فهل الخيار الجراحي للولادة هو خيار سيئ بهذا القدر؟ قبل ثمانية أسابيع، وجدت لما، نفسها أمام أسوأ سيناريو، فهي تقول: «ظللت في مرحلة المخاض 30 ساعة، وكنت أشعر بإنهاك شديد، ومهما حاولت، لم أستطع دفع طفلي للخارج»، وحين أظهر الفحص أن طفلها يعاني، قرر الأطب
اء إجراء عملية قيصرية طارئة، وتقول لما: «شعرت بالذعر، ولكني شعرت بالسعادة أيضًا، لأنني سأنتهي أخيرًا من المخاض، ولم تكن تلك الولادة التي حلمت بها، ولكن بالطبع صحة طفلي تأتي في المقام الأول، وولدتُ نينا بأمان، وشعرنا بعلاقة تربطنا فورًا، ولكن بعد فترة ليست بالطويلة، كنت أقرأ في صحيفة قصة بأن الولادة القيصرية تجعل الطفل عرضة للحساسية والأمراض، فشعرت بالذنب».
بالنسبة للعديد من الأمهات مثل لما، فإن صدمة العملية القيصرية لا تنتهي في غرفة العمليات، فهذا التقرير الذي قرأته هو بحث آخر من البحوث التي تنتقد الولادات القيصرية، حيثُ تؤكد أنها قد تكون السبب لعدة مشاكل، تتراوح من ضعف المناعة لدى الطفل، إلى زيادة خطر الالتهابات التي يمكن التقاطها من المستشفى، وحين تفكر أن حوالي 24% من الولادات في بريطانيا تنتهي بعملية قيصرية، تجد أن هذا عدد كبير من الأطفال، فما هي الحقيقية إذن بشأن هذه التقارير؟
حرب الجراثيم
جاء في هذه الدراسة الأخيرة، التي تم نشرها في US science journal، أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية لا يحصلون على البكتيريا النافعة التي تعيش في قناة الولادة، ويُعتقد أن هناك أنواعًا معينة من الميكروبات الموجودة في مهبل المرأة قد تشجع نمو الجهاز المناعي للطفل، مما يمنح الطفل أول لقاح له، وأظهرت دراسات أخرى أن استيطان بكتيريا حامية في الأمعاء يتأخر لدى الأطفال المولودين بعملية قيصرية.
ويشير بعض العلماء إلى أن الاتصال الأول مع أنواع معينة من البكتيريا، قد يفسر لماذا يبدو الأطفال المولودين بعملية قيصرية أكثر عرضة لأنواع معينة، مثل بكتيريا MRSA.
قبلة الحياة
يزيد البحث الجديد أيضًا المخاوف بأن الأطفال المولودين بعملية قيصرية، أكثر احتمالاً للإصابة باضطرابات المناعة، مثل الحساسية والربو، وفي العام الماضي، أشارت دراسة هولندية شملت حوالي 3000 طفل، إلى أن الأطفال الذين تمت ولادتهم قيصريًا يزداد لديهم خطر الإصابة بالربو، بنسبة 80% عند بلوغهم الثامنة من العمر.
ويشير معلقون آخرون إلى حقيقة أن العمليات القيصرية تؤخر عملية ارتباط الطفل بالأم، وقبل أربع سنوات، تصدّر طبيب الولادة مايكل أودنت عناوين الصحف، حين قال إن العمليات القيصرية قد تمنع إفراز «هرمون الحب»، oxytocin، لدى الأمهات، مما يجعل إقامة علاقة بين الأم والطفل أكثر صعوبة، وهو يقول: «الولادة دون إفراز هرمون الحب هذا يفسد الاتصال الأول بين الأم وطفلها».
وبالمثل، وجدت دراسة عام 2008م، عن فحوصات الدماغ للأمهات الجدد من مركز دراسات الأطفال في جامعة يال في الولايات المتحدة أن النساء اللواتي يلدن بصورة طبيعية «أكثر استجابة من الناحية العاطفية» لأطفالهن من اللواتي يلدن بعملية قيصرية.


أخبار مرتبطة