تاريخ النشر 18 يوليو 2014     بواسطة الدكتور علي بن محفوظ     المشاهدات 201

الثقافة الجنسية.. ليست غريزية فقط!!

فيما أسيء مفهومها لدى الشباب.. ضيوف الندوة.. من اليمين د. علي عبيد، د. علي محفوظ، د. عمرو جاد ثم حمد الفحيلة ضيوف الندوة.. من اليمين د. علي عبيد، د. علي محفوظ، د. عمرو جاد ثم حمد الفحيلة أدار الندوة :حمد الفحيلة المشاركون في الندوة د. عمرو ممتاز أحمد جاد استشاري أمراض الذكورة بمستشفى القوا
ت المسلحة بالرياض
د. علي أحمد بن محفوظ استشاري مسالك بولية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض
د. علي أحمد عبيد استشاري مسالك بولية برنامج مستشفى الرياض والخرج
عجيب جداً ان نجد من يجهل في ثقافته الجنسية والأعجب ان ترد قصص تصل الى درجة الخيال حين نرى ان البعض يطالب بالانجاب لسنتين متواليتين وهو جاهل في هذه الامور، فبالرغم من ان ديننا الإسلامي هو الدين الوحيد الذي ذكر معلومات دقيقة في الثقافة الجنسية وعن اهمية المعرفة السليمة لما يترتب عليها من علاقات سليمة وليس كما يتهمنا الغرب بأن ديننا دين مغلق وليس فيه حرية للمناقشة، ولكن ماذا نقول ونحن نرى قنوات فضائية فاضحة بدأت تدخل البيوت ونصبت نفسها عالمة في هذا الشأن مما جعل شبابنا يتلقون ثقافة جنسية خاطئة؟ ان الامر يدعونا الى الوقوف على هذه الثقافة لمعرفة المزيد عنها ولتوعية الشباب وأولياء امورهم بأهمية الإلمام بها قبل بدء الحياة الزوجية، فهي مهمة للرجل والمرأة على حد سواء حيث انه من الافضل بدايتها في المرحلة السنية الصغيرة وهذا لتوعية الشباب عن امورهم الجنسية ومعرفة العيب فيها وكيفية المحافظة على أنفسهم وذلك لمنع وقوع عدة مشكلات في الصغر قد تحدث في المدارس او الشوارع او بين الاقارب.. «الرياض» أخذت على عاتقها هذه المهمة حيث طرحت هذا الموضوع في هذه الندوة على عدد من المختصين.
٭ «الرياض»: كتوطئة لهذه الندوة، هناك تركيز لدى الكثير من الشباب على أن الثقافة الجنسية هي الممارسة فقط، بالاضافة إلى أخطاء يقعون فيها أثناء الزواج، ما الثقافة الجنسية بشكل عام؟
- د. عمرو جاد: انه من الغريب ان يكون العالم العربي والإسلامي في حالة ضعف شديد في الوعي في العلاقة الجنسية، خاصة أن الثقافة الجنسية التي نتحدث عنها مختلفة تماماً عن الثقافة الغريزية الخاطئة والهدامة والتي يتلقاها الشباب من بعض القنوات الفضائية الإباحية في الانترنت وغيرها ومن جلسات السمر الخاصة بهم، بالرغم من أن ديننا الإسلامي هو الدين الوحيد الذي ذكر في كتابه الكريم معلومات دقيقة عن الثقافة الجنسية وعن أهمية المعرفة السليمة لها ولما يترتب عليها من علاقات جنسية سليمة، وليس كما يتهمنا الغرب بأن ديننا مغلق وليس فيه حرية للمناقشة والمعرفة، ففي القرآن الكريم في سورة البقرة {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين٭ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}. وفي هذه الأيتين توضيح شديد لأهمية الثقافة الجنسية، وان الصحابة رضوان الله عليهم رغم حيائهم الشديد لم يمنعهم هذا الحياء من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المصدر السليم للمعرفة عن العلاقة الجنسية في أوقات معينة، ومن حكمة رب العالمين أن يأتي الرد ليس من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة ولكن يأتي الرد من رب العالمين مباشرة ليوضح لهم ما تشابه عليهم أو ما سألوا عنه، ثم تأتي الآية مفصلة تفصيلاً أكثر عن العلاقة الجنسية وعن امكانية مجيئها في العديد من الأوضاع ولكن على أن تكون في الموقع الشرعي، لذلك أقول للشباب إن المداعبة والعلاقة الحميمة العاطفية بين الزوج والزوجة هامة جداً، كما جاء في كتاب الله {وقدموا لأنفسكم} وذلك كي لا تكون العلاقة علاقة بهيمية تعتمد على الغريزة دون العناية بالمشاعر والتحضير لها قبل البدء فيها، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة النور {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت إيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم}، وهنا نقطة أخرى نضيفها في المعلومات والثقافة الجنسية المذكورة في القرآن عن وجود خلوة أو أهمية ضرورة الخلوة بين الزوج والزوجة حتى دون وجود علاقة جنسية بما يترتب عليها من صفاء ونقاء للعلاقة بينهما حتى تكون العلاقة الجنسية سليمة في المستقبل، وكل هذا مذكور في القرآن وبالرغم من ذلك نحن بعيدون عنه، وللأسف أنه لا يوجد إلى الآن قنوات واضحة وذات مرجعية سليمة للشباب أو لعامة الناس ليستسقوا منها ثقافة جنسية بشكل واضح وان كنا الآن بدأنا في الانتباه والتلميح للعديد من القنوات الفضائية على أهمية الثقافة الجنسية، ومع تطور العلاج الخاص بالاضطرابات الجنسية بدأ العديد من الشركات في القيام بإجراء المؤتمرات للتوعية ومؤتمرات علمية لتوضيح أهمية هذا الموضوع بالنسبة للناس، وشوهد في الأعوام الأخيرة تطور في هذا المجال فقد شُكلت الجمعية العربية للصحة الجنسية واهتمت بالوعي الجنسي لدى الشباب ولدى الكبار على شكل مقالات تطبع وتنشر، وسيتم قريباً ان شاء الله اصدار موقع في الانترنت له مرجعية معروفة حتى يأخذ الناس منه ما يناسبهم ويبتعدوا عن المواقع ذات الصدقية المعدومة. والآن المملكة قامت بإجراء الكشف قبل الزواج، ومن أهمية هذا الكشف هو أن يجلس الطبيب مع الزوج والزوجة ليشرح لهم بعض الأمور الهامة المتعلقة بالثقافة الجنسية قبل أن تبدأ حياتهم الزوجية لتلافي عنة ليلة الزواج ومشكلات الاضطرابات الجنسية بعد الزواج.
- د. علي محفوظ: مفهوم ضعف الجنس عند كثير من الشباب يتحدد بعدم إتيان الزوجة في اليوم عدة مرات، ويعتقد الزوج ان ذلك بسبب عجز جنسي لديه، وهناك عدة اسباب في هذه الحال، والفهم الشخصي لكل شخص يعتمد على الحالة نفسها من شخص إلى آخر.
- د. علي العبيد: بالنسبة للثقافة الجنسية فهي مهمة لدى الرجل والمرأة، قد نفتقدها كثيراً في الوسط الشبابي أو عند صغار السن، لأن لديهم كل ما يتعلق بالجنس هو أمر معيب، ولا يمكن مناقشته، بينما تبدأ الثقافة الجنسية في الحقيقة في المرحلة السنية الصغيرة لتوعية الأطفال فيما يخص اعضائهم الجنسية وما هو العيب فيها وكيف المحافظة عليها وذلك لمنع وقوع عدة مشكلات في الصغر والتي قد تحدث في المدارس والشوارع وبين الأقارب، وعندما يعي الطفل ان هذه الأعضاء التناسلية ليس لأحد الحق في الاطلاع عليها، فعندها نقوم بحماية الطفل كثيراً من وقوع مشكلات قد تحدث له، وبالنسبة لسن الشباب نرى أنه لا توجد ثقافة جنسية في مناهج التعليم، حيث إنهم لا يعرفون العلاقة بين الرجل والمرأة، وعند الكثير منهم، بينما العلاقة الجنسية يرتبط بها علاقة عاطفية ومودة، ودونهما لا تتم العلاقة الجنسية السوية الكاملة، ولذلك أقول إن من الأهمية وجود التوعية الصحية الجنسية التي تبدأ في مرحلة متقدمة من العمر، حتى تقف مانعاً للكثير من الأمراض الجنسية في المستقبل.
- د. عمرو جاد: ارى انه يجب تثقيف الآباء ثقافة جنسية فيما هو مطلوب أن يعلموه لأبنائهم وما يجب أن يتم تعليمه في كل مرحلة عمرية حسب اختلافها وعدم الترهيب الشديد للأطفال من هذا الموضوع الذي يؤدي أحياناً إلى مشكلات واضطرابات جنسية في المستقبل، ومن هذا المنطلق أرى أن هناك واجبا على الأطباء والعلماء والمشايخ في نشر أساليب التوعية للمراحل السنية المختلفة دون خدش الحياء والدين، ونجد في الدول الغربية هناك مراجع لكل فئة عمرية من حيث ما يتلقى فيه هذا العمر من ثقافة جنسية، لذلك علينا أن نبث هذه المعلومات لجمهور الناس ليعرف الأب

ما الذي يقوله للولد دون خدش الحياء.

٭ «الرياض»: الثقافة الجنسية مسؤولية كبيرة، هل نحملها للأسرة أم للمدرسة أم لوسائل الإعلام؟
- د. عمرو جاد: يجب ان يتحمل المسؤولية الاطباء النفسيين في وضع الهيكل العام للثقافة الجنسية ثم يأتي بعد ذلك مسؤولية الاعلام في نشر هذه الثقافة الى من سيحملها للمرحلة التالية في ذلك، وهناك فرق كبير بين الثقافة الغريزية والثقافة الجنسية، حيث ان الثقافة الجنسية هي ثقافة علمية هادفة شرعية مراعية للحياة واصول الدين، اما الثقافة الغريزية فنحن ننبذها تماماً وهي اساس من اساسات الاضطرابات الجنسية في الوقت الحالي.
- د. علي محفوظ: حقيقة الكل يعلم ان ديننا الحنيف هو دين التعلم والفهم والاتقان في الوقت نفسه، وأول آية نزلت في القرآن هي آية التعليم {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق...}، لذلك يجب ان يبدأ التعليم من المنزل، حيث يكون الاب مصاحباً لابنه والام تكون قدوة لابنتها، لذلك يجب ان يبدأ التعليم من السنوات الاولى تفادياً لوقوع اخطاء مع تعدد القنوات الفضائية وما تبثه من سموم.. فمنذ نعومة اظافر الابن او الابنة يجب ان يبدأ تعليم الام الثقافة الصحية ثم الثقافة العلمية ثم الثقافة الجنسية وبدورها تنقلها بالترتيب لابنتها، خاصة ان الثقافة التي يتعلمها الطفل او الطفلة خارج المنزل هي ثقافة محاطة بالسموم وبأشكال مختلفة بحيث يتلقاها الطفل من اكثر من مصدر دون العلم بصحتها او خطئها، خاصة ان ديننا الحنيف قد فرق بين الاطفال في المضجع في سن السابعة، ومن هنا تبدأ شخصية الطفل من خلال معرفته بنفسه وبأعضائه وغير ذلك.
- د. علي العبيد: ان المسؤول عن الثقافة الجنسية هو عدة جهات حيث تبدأ المسؤولية من البيت ثم المدرسة وكذلك المؤسسات الاجتماعية، وامر الثقافة الجنسية ليس بالسهل ويحتاج الى خطة وتعاون كلي، حيث نسمع ونشاهد الكثير من المتزوجين الذين يعانون ويواجهون صعوبات جنسية في بداية حياتهم. وقد نشاهد كلاً من الرجل والمرأة في احسن صحة جسدية وقد تواجهما مشكلات جنسية كبيرة وقد تصل الحال الى الطلاق، وهذا الامر ليس موضحاً للناس بشكل عام من خلال الاعلام، ولذلك لا بد من حلول لهذه المشكلات وتكون بدايتها التثقيف في المدرسة ثم في المنزل وايضاً الثقافة الجنسية قبل الزواج مهمة جداً، لهذا ارى وجوب قيام دورات اجبارية وليست اختيارية وتكون مجانية تقيمها مؤسسات اجتماعية كالجمعيات الخيرية والجامعات وغيرها، حيث يتعلم فيها الرجل والمرأة التعامل الصحيح بينهما والتعرف بالشكل الصحيح على الأعضاء التناسلية والتخطيط لحياتهم المستقبلية مالياً واجتماعياً وانجاب الاطفال وغير هذا مما تساعد على فهم الحياة الجنسية بين الزوجين وتجعلها سهلة ومحببة.
- د. عمرو جاد: الصورة التي ذكرها الدكتور علي العبيد صورة مثالية ونحن نحتاج الى وقت اطول للوصول اليها ولن تكون في القريب العاجل، اذ في صدر الإسلام نجد ان الصحابة يستقون ثقافتهم واسئلتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة الشريفة والمشايخ وعلماء الدين والى وقت قريب كانت العروس تلتقي كبيرات السن في ليلة الحناء لتعليمها وتعريفها بالعملية الجنسية والخطوات المتبعة في ذلك، وفي الوقت نفسه يلتقي الشاب او العريس بأكبر شخص في حي العروس ليعرفه على الجيران واثناء مسيره مع هذا الرجل المسن يكونان وحدهما حيث يستقي العريس المعلومات الكاملة عن الحياة الجنسية من هذا الرجل بالإضافة الى المعاملة الجيدة للمرأة وكيفية ملاطفتها واحترامها وغير ذلك، ولكن في زمننا الحالي تفاجأ الشباب بالفضائيات والانترنت والتي تبث فقط ثقافة غريزية تجعل الشاب يتخيل ما هو ليس حقيقياً وصورة خاطئة تماماً عن الحياة الزوجية وكذلك الامر ينطبق على الفتاة، مما تدخل الفتاة والشاب في متاهمة مع عدم وجود المصدر الصحيح لهذا الامرخاصة مع وجود الخجل وعدم القدرة على السؤال، لذلك يجب توضيح الهيكلية العامة لهذا الامر وهي مسؤولية الاطباء ورجال الخدمة الاجتماعية ثم رجال الاعلام.
٭ «الرياض»: من خلال انعدام الثقافة الجنسية في اي مجتمع كان، هناك اسباب ادت الى تأثيرات سلبية، هل يمكنكم الوقوف على هذه الاسباب ثم الوقوف على التأثيرات السلبية؟
- د. علي العبيد: ان الاسباب التي ادت الى تأثيرات سلبية هي نقص الثقافة الجنسية عموماً والثقافة التعاملية، ونحن نتكلم على ثقافة جنسية مرتبطة بالزواج، وعادة الثقافة الجنسية تبدأ من ليلة الزواج وقليلاً ما تبدأ قبل الزواج وهذه قد تكون لها ايجابيات وان كنت اعتقد ان ايجابياتها اقل من سلبياتها، ولو نظرنا الى الاسباب المؤدية للسلبيات لوجدنا ان كلها يتركز في نقص الثقافة الجنسية والتعاملية بين الرجل والمرأة، فالرجل دائماً عند المرأة (بعبع) في ليلة الزفاف وكذلك الرجل تشكل هذه الليلة لديه مشكلة، حيث ان ثقافة الناس تتركز على ان العريس يجب ان ينهي مهمته بصورة عاجلة أثناء دخوله على زوجته، خاصة ان العملية الجنسية عند الشباب وحسب مفهومهم يجب ان تتم فوراً او في اول ليلة على اقل تقدير، وبالتالي تسبب هذه العملية ضغوطاً نفسية بشكل مبكر عند الزوجين، فتأتي العملية الجنسية بسلبيات قد تؤدي في المستقبل الى مشكلات بين الاثنين، او الى ردة من الجنس عند المرأة او عند الرجل او الى خوف مما يسبب ضعفاً جنسياً او عدم القدرة على الجنس عند الرجل، ونحن بدورنا نقول للزوج انت جديد على معرفة زوجتك ويجب بداية ان تصادقها وتبعد عنها خوف العملية الجنسية واقنعها ان العملية الجنسية ستتم بعد شهر او شهرين وحاول ان تخرج معها الى الاسواق والمطاعم ومن خلال تواجدهما مع بعضهما البعض وتدريجياً حتى يصل بهما الامر الى العملية الجنسية التي ستكون وقتها مطلوبة من الاثنين ولن تكون حاجزاً، واقول مرة أخرى السبب في وجود السلبيات هو ضعف الثقافة الجنسية وعدم الترتيب لها بالشكل الجيد، اما الاسباب التي قد تحدث جراء ضعف الثقافة الجنسية فقد يكون الرجل لا يستطيع ان يقوم بالعملية الجنسية، وسوف يجد ممانعة من المرأة، وهذه الممانعة يسببها الخوف والقلق، مما يؤدي ذلك الى ضعف جنسي لدى الرجل ومن ثم الكره لهذه العملية الجنسية وقد تولد لديه تساؤلات كثيرة بهذا الخصوص ويحوم حوله الشك بأن زوجته لا تحبه وقد تؤدي هذه المسألة في الأخير الى الطلاق، وقد تنتقل معهم هذه المشكلات الى قرابة العشر سنوات او اكثر، ورأيت بعض المرضى الذين شكلت لديهم هذه المشكلة اعراضاً نفسية كبيرة وقد يحتاجون الى العلاج النفسي بسبب عدم التخطيط السليم لهذا الامر منذ البداية. ولا ننسى ان امر الثقافة الجنسية قد اختلف ما بين الماضي والحاضر، فالآن نجد ان الشباب قد اطلعوا على الغرائز الجنسية من خلال بواباتها المتعددة
وبالتالي أصبح لديهم تصور غير حقيقي وغير واقعي لهذه العملية، ولهذا يجب تثقيفهم ثقافة صحيحة، خاصة أن الشباب الآن بحاجة الى ثقافة جنسية صحيحة وسليمة أكثر من أي وقت سابق خاصة مع دخول الكثير من الافكار المشوشة وغير الحقيقية.
- د. علي محفوظ: أرى أن عدة عوامل في أسباب ضعف الثقافة الجنسية، ونحن لا نعني الغريزة الجنسية، ولكن أود أن أقول ان هناك فجوة ما بين المشايخ ورجال العلم، لأن كل ما يراه المشايخ في المسجد هو غير الواقع الذي تعيشه شريحة المجتمع وغير الواقع الذي نراه في المستشفيات، وأنا على يقين أن هناك الكثير من النساء على علم بالثقافة الجنسية أكثر من الرجال، لكن نجد أن الرجل العربي في مجتمعنا له حرية التنقل بين قنوات الانترنت والقنوات الفضائية، لكن المرأة محصورة بين قناتين معينتين ملتزمتين، حيث نجد أن الرجل يقرأ كل ما يراه في الانترنت حول الجنس فيما يخص الفياغرا او آخر الابحاث الغربية في علاجات الانتصاب الجنسي، بينما لم يسمح للمرأة الاطلاع على أي جزء بهذا الخصوص، ولهذا أقول ان مصدر التوجيه المبكر مهم جداً ومن أين يتلقى الرجل او المرأة هذه المصادر، وعلى سبيل المثال هناك رجل يراجع مستشفى الملك فيصل التخصصي لمدة سنتين بخصوص (الخلفة) فتبيّن أن زوجته ما زالت بكراً، فهو يريد أن يخلف دون أن يجامع زوجته حسب اعتقاده، وهذا يدل على ثقافة جنسية متدنية جداً.
- د. عمرو جاد: أخالف كلام الدكتور علي العبيد بأن الثقافة الجنسية تبدأ من ليلة الزواج، وهذا لاشك أنه خطأ، ولكن الثقافة الجنسية يجب أن تكون في كل مراحل الحياة كلاً حسب سنه، وسبب الخوف في ليلة الزواج هو الجهل، والجهل عادة ما يخاف منه الانسان، لأن الانسان دائماً يخاف ما يجهل، فيبدأ الجهل عند كل من العروسين ويرافقه خوف شديد من الممارسة او من الفشل او من طبيعة العلاقة، ومن هذا الخوف ينتج الخطأ في أول محاولة، خاصة إذا قابلت الزوجة الزوج ببكاء شديد ورهبة وخوف فيظن أنها لا تحبه او انه قد يؤذيها لأن العملية مؤلمة جداً بالنسبة لها، خاصة أن المشاعر مختلفة تماماً ما بين الرجل والمرأة في العلاقة الجنسية وحتى في تكوين جسميهما، وهذا ناتج عن خطأ في العلاقة الجنسية سببه الخوف والجهل، وينضج هذا الأمر في النهاية الى الهروب من هذه العلاقة، وبداية الهروب ربما يكون موضوع الطلاق، حيث تذهب الزوجة مباشرة الى أهلها، ويتقاتل أهله مع أهلها وتنتهي المشكلة في المحكمة التي بدورها تحول الأمر الى الطبيب، ولو توجه الزوجان في بداية الأمر الى الطبيب دون مشكلات لجرى حل الموضوع بمنتهى السهولة، ولكن الموضوع قد أتى عكسياً خاصة أن من أرسلهما الى الطبيب هي المحكمة وقد أخذا مراحل من الخلافات النفسية والمعنوية والمالية التي تعقد الأمور، وان كانت نسبة (40٪) من الحالات المحولة إلينا قد تم فيها الصلح بين الزوجين، وذلك بمجرد الجلوس إلينا وافهام كل منهما بحقوقه، وبعض الترهيب من الأمور المالية والدخول في مشكلاتها، والكثير من المشايخ في المحاكم يقوم بهذا الدور نفسه وذلك محاولة في الاصلاح.
ولو نظرنا الى الزواج حسب السنة النبوية الشريفة خاصة في زواج فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه وما فعله الرسول في تلك الليلة لتبين لنا أن الموضوع له علاقة دينية ونفسية أهم من العلاقة الجنسية نفسها، فوجود الأب بعد زواج ابنه وحضوره الى ابنه كنوع من الرضا على الابن يضفي على الزوجة هيبة الزوج وحبها له.
٭ «الرياض»: ما علاقة معرفة الثقافة الجنسية بالاضطرابات لدى كبار السن والشباب ومرض البروستاتا؟
- د. عمرو جاد: أنتم ذكرتم ثلاث مشكلات ولكنني سأحاول أن أوجز فيها، بالنسبة للاضطرابات الجنسية عند الشباب وكما ذكرنا آنفاً سببها الجهل ويأتي بعد ذلك الأمراض التناسلية والافراط في العادة السرية مما يؤدي الى التهابات البروستاتا والتي لها تأثير على الاضطرابات الجنسية، والنقطة الأخرى قد تكون هناك أمراض عضوية وأسباب الاضطرابات الجنسية عديدة جداً، لأن العملية الجنسية لدى الرجل مرتبطة بالعديد من الأجهزة المكونة للجسم، الجهاز العصبي والدورة الدموية والجهاز الهرموني والحالة النفسية الفيزيولوجية في العديد من أجهزة الجسم الداخلية، فأي اضطراب في هذه الأجهزة قد يكون سبباً في الاضطرابات الجنسية الحقيقية او العضوية، وقد يكون لدى الشاب سكر او اضطرابات في جهاز الدورة الدموية او اضطرابات هرمونية، وهذا موضوع كامل ويجب على الطبيب بحثه لمعرفة السبب بالاضافة الى الأمراض الاخرى والتهابات البروستاتا، وبالنسبة لكبار السن أود ان أؤكد انه لا توجد سن تعتبر الحد النهائي الذي لا يستطيع بعده الرجل القيام بالممارسة الجنسية او حتى المرأة، ولكن بخصوص أمراض الشيخوخة او سن اليأس عند الرجال أقول انه ثبت طبياً انه سبب في العجز الجنسي وذلك بسبب حدوث العديد من الامراض للرجل في سن معينة سواء الكلسترول او زيادة الوزن والسكر واضطراب جهاز الدورة الدموية، فهذه قد تؤدي الى اضطرابات جنسية لدى كبار السن، والحل هو في البعد عن هذه الأمراض من خلال الاهتمام بالصحة العامة، والكشف المستمر على الصحة، والأكل الصحي بالنسبة للشباب وكبار السن على حد سواء، وممارسة الرياضة والمشي، وأهم من هذه النقاط كلها وهو السبب الأساسي في كثير من الأحيان لدى الشباب وكبار السن، التدخين والمخدرات والكحوليات. أما بالنسبة للبروستاتا وعلاقتها بالاضطرابات الجنسية خاصة انه قد طال الحديث في وسائل الإعلام عن أمراض البروستاتا مما جعل هناك نوعاً من الرهبة والرعب لدى المرضى والكل يهرول الى العيادات، فإن هناك خطأ في الفهم، حيث ان اضطرابات البروستاتا ثلاثة أنواع وأكثرها شهرة هو التهابات البروستاتا وهي تحدث عند الشباب الى سن الخامسة والاربعين، وتضخم البروستاتا ويبدأ من سن الخامسة والأربعين ويستمر، أما أورام البروستاتا وسرطان البروستاتا فإنهما يأتيان لكبار السن، ومن المهم أن نوضح أن كل مرض ليس له علاقة بالآخر ولا يربطهما إلا اسم البروستاتا، حيث إن اضطرابات البروستاتا لا تؤدي إلى تضخم البروستاتا والتضخم لا يؤدي إلى ورم البروستاتا، وليس كل من جاءه التهاب بروستاتا سيؤدي به الأمر إلى التضخم أو الورم أو بالعكس، وأقول إن كل مرض منها مستقل وله مسبباته ونتائجه وعلاجه. ولكن هناك علاقة بين أمراض البروستاتا عامة والاضطرابات الجنسية، وإن كانت هذه العلاقة لغاية الآن لم توضح كيفيتها ولكن هذه ظاهرة نراها في العيادات عامة، وحديثاً تم في العديد من الأبحاث والتجارب التي أجريت على الحيوانات لمعرفة العلاقة، اكتشاف أن هناك علاقة بين أمراض البروستاتا والحالات التي تؤدي إلى اضطرابات في التبول وتغيّر في الأنسجة المكونة للأعضاء التناسلية للرجل وهذا ليس مصادفة، وهذا يؤكد لنا على أهمية علاج أمراض البروستاتا مبكراً، وأنه ليس شيئاً مخيفاً، ولكنه مرض يُعالج مثل الأمراض الأخرى والكل له علاجه.
- د. علي محفوظ: غالباً ما تكون أسباب الاضطرابات الجنسية غير معروفة المنشأ وتحدث عند صغار السن وعند المرضى الذين لا توجد عندهم مشكلات عضوية، ثم تأتي المشكلات العضوية وسببها إما عدم وصول الدم إلى العضو الذكري أو السبب في الشرايين المغذية للعضو الذكري أو أمراض القلب ومضاعفاته من حيث الأوعية الدموية وإحساسات الأطراف الخارجية، ولتغيّر الهرمونات سبب كبير في تغيّر الرجال في سن الخمسين فأكثر، بالإضافة إلى ذلك إذا لم تكن الزوجة مشجعة للزوج على ممارسة الجنس فسيؤدي ذلك إلى انعكاسات نفسية في الاضطرابات الجنسية، وبمجرد وجود مشكلة في أي عضو قريب من العضو الذكري فهذا بحد ذاته يسبب ارتباكاً نفسياً يؤدي إلى اضطرابات نفسية، والكثير من الاضطرابات النفسية تسبب القذف المبكر عند الرجل، ويعتبر من أكثر الأشياء التي نراها في العيادات التخصصية، فهذه الأمور تحتاج إلى إيضاح وتعليم في الثقافة الجنسية.
- د. علي العبيد: هناك مشكلات جنسية معينة تسبب الضعف الجنسي، ونجد عند الصغار المشكلات النفسية أكثر من العضوية، بينما عند كبار السن نجد أن الأسباب العضوية هي الأساس في الاضطرابات الجنسية، وهناك أشياء قد تقلل من هذه المشكلات ومن أهمها الصحة النفسية والاهتمام بالطعام والقيام بالرياضة التي أصبحت شبه معدومة في المجتمعات العربية، وكذلك الاهتمام بالأوقات التي يمارس فيها الإنسان العملية الجنسية، فكثيراً من الناس تجده يأتي آخر النهار بعد جهد يوم كامل ويريد أن يقوم بالعملية الجنسية مع زوجته، بينما هو منهك، وتبدأ مضاعفة المشكلات التي تؤدي إلى الضعف الجنسي، بينما لو حاول أن يقوم بالعملية الجنسية في وقت نشاطه لكان الوضع مختلفاً. وبالنسبة للثقافة الجنسية أرى أنه يمكن التقاء الزوج بالزوجة قبل الزواج والتحادث مع بعضهما البعض وفي أشياء كثيرة، فهذه قد تعمل لتسهيل لقاء ليلة الزواج وما بعده، وشخصياً أنصح في هذا الأمر وتحت شروط معينة بحيث يكون الأهل موجودين أو قريبين حتى لا يحصل المحظور لا سمح الله، والهدف من ذلك رفع درجة التعارف بين الزوجين وتسهيل الأمور الأخرى.
- د. عمرو جاد: حضرت ندوة علمية ووجدنا أن بعض النساء العاملات في الدول الأخرى يقول كيف أجهز نفسي للرجل بعد يوم طويل من العناء في العمل ومن ثم الاهتمام بالأطفال؟ لذلك يجب ايجاد أوقات للخلوة ما بين الرجل وزوجته حتى وإن لم تكن هناك علاقة جنسية، حتى يعطي الرجل العلاقة الزوجية حقها، وتم تحديد هذه الأوقات في القرآن الكريم وهي: ما بعد صلاة الفجر وعندما يعود من العمل وقبل العشاء، وبالفعل هذه الأوقات هي التي يحتاجها الزوجان من أجل جلسة هادئة، وهنا يأتي دور الثقافة الجنسية والتربية الدينية.
٭ «الرياض»: ما دور الفضائيات في إثارة الشباب وحدوث الاضطرابات الجنسية؟
- د. علي محفوظ: نقول إن الأدوية الجنسية متوفرة وبالأخص الأدوية التي تُصرف من قبل الطبيب المختص، ثم أود أن أذكر أن القنوات الفضائية لها تأثير كبير على الشباب، خاصة الأفلام الجنسية وما تحمله من أكاذيب عن استمرار العملية الجنسية أربع ساعات أو الاستمرار في ممارسة الجنس أكثر من نصف ساعة فهذه كلها تؤدي إلى انعكاسات سلبية نفسية على الشخص وبالذات الشاب الذي يعتقد في حد ذاته أنه إذا لم يمارس الحالة الجنسية مع زوجته بمعدل مرة أو مرتين يومياً فهو عاجز أو لديه ضعف جنسي مما يضطره إلى الذهاب إلى المستشفيات أو العيادات للبحث عن حلول لهذه المشكلات، فهناك حلول واقعية لدى الطبيب لذا يجب عليه مراجعة العيادة حتى يحصل على الإجابة الصحيحة.
- د. عمرو جاد: إن موضوع القنوات الفضائية مصيبة كبرى لأنه مصدر خطر على الشباب حيث تؤدي هذه المشاهد إلى إثارة الغرائز والاحتقان في بعض الأحيان عند كثير من الشباب، ولكن الأهم من الاحتقان هو التصور الخاطئ عمّا يجب أن تكون عليه المرأة، أو ما يجب أن تكون عليه العلاقة الجنسية، وينسى الشاب أن الذي يشاهده في القنوات الفضائية هو عمل مدرَّب للتصوير وليس الأداء وقتياً ولكن مُعد ومعاد أكثر من مرة وليس هو الطبيعي في العلاقات الجنسية وهذه عبارة عن خُدع تصويرية، ويؤدي هذا في النهاية إلى عدم الرضا عند الشباب، وهنا يجب لفت أنظار الشباب الذين لا يرضون عما تقوم به زوجاتهم أقول لهم إن الذي ترونه غير طبيعي في القنوات، وحضرت شخصياً الكثير من المؤتمرات التي حضرت إليه نساء غربيات غير راضيات عن أداء أزواجهن، وتبيّن أن هؤلاء النساء يشاهدن الأفلام وحصلن على معلومات غير صحيحة.
د. عمرو جاد: يجب ان نوضح ان اهتمامنا بالثقافة الجنسية ليس من منطلق الاهتمام بالغريزة وإنما لما ينتج عن هذه العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة من هدوء ووئام في العلاقة الأسرية لتكوين الأسرة وهي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع ولهذا اهتم ديننا الحنيف بها، ومع تطور العصر وتطور وسائل الاتصال والإعلام التي أدت إلى زيادة الضغوط العصبية والنفسية على الفرد والأسرة وما جلبت معها من ثقافات هدامة منافية لتعاليم ديننا الحنيف وكان من نتائج هذه الثقافات الاعتقاد الخاطئ بالمعرفة الذي ينتهي عادة إلى عدم التفاهم بين الزوجين والناتج عن الجهل واهمال كل من الزوجين لمتطلبات الآخر مما قد يفسد هذه العلاقة أو يزيد من أعبائها ومشاكلها لذا أرى أنه من واجبنا إعادة تثقيف الأفراد بما يتمشى مع شريعتنا السمحة كما ذكرت.
وأرى ان اللبنة الأولى هي تأسيس منهج الثقافة الجنسية حسب مختلف الأعمار وذلك قبل ان نحدد من المسؤول عن نشر هذا المنهج في المجتمع، ويتطلب تضافر جهود الأطباء المتخصصين مع الشيوخ والعلماء لتأسيس هذا المنهج، فهذا الموضوع يحتاج إلى توجيه ديني لكي لا يخرج عن سياق الحياء والعفة أثناء شرحه للأفراد والأطباء وحدهم وان اجتهدوا في الأخذ بأسباب الدين في ذلك إلاّ أنه يظل علمهم في أصول الدين تنقصه المرجعية التي قد تتسبب في بعض الأخطاء إما في كيفية شرح المعلومة أو في تفسير بعض آيات القرآن كما رأينا في بعض القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة.
فالمعلومات الطبية في عصرنا هذا تستقى من ثقافات أجنبية ولو ظهر عليها طابع أو أسماء إسلامية، لأنها لا زالت تعتمد على مجهود الطبيب الفردي في الوصول إلى أصول الشرعية والسنة النبوية.
كما ان العلماء يرجعون عادة إلى الأطباء للحصول على المرجعية العلمية في الأمور الطبية.
لذلك وجب على الطرفين العمل سوياً لوضع المنهج الأساس في الثقافة الجنسية وتوزيع المعلومات المذكورة فيه حسب فئات العمر المختلفة، وذلك لكي لا نترك شبابنا فريسة للثقافات الهدامة التي قد تتخطى سن الشباب لتهدم علاقات أسرية.
ونحن الآن بصدد عمل منهج للثقافة الجنسية ليس فقط لبلادنا العزيزة ولكن للمنطقة العربية والإسلامية وذلك بالتعاون مع الجمعية العربية للصحة الجنسية ولكن لا يزال ينقصنا الجزء الهام لرأي علماء الشريعة فيما نضعه من أسس لذلك.
وانتهز هذه الفرصة لأطلب من المتخصصين من علماء الشريعة في هذه المسائل الفقهية ان يشاركوننا بما أفاض الله عليهم من علم في انهاء هذا العمل.

التوصيات
- د. علي العبيد: بالنسبة للقنوات الفضائية قد تؤدي إلى انطباع خاطئ عن العلاقات الجنسية وقد تؤدي إلى تهيّج في الغريزة وما قد يؤدي إليه هذا التهيّج إلى إفراغ المحتوى عن طريق العادة السرية والافراط فيها وما قد تؤدي إليه العادة السرية من مشكلات جنسية في المستقبل مثل سرعة القذف وغيرها، وقد تؤدي إلى ارتكاب جرائم في الأقارب وفي الغير، وقد تؤدي إلى تهيّج في البروستاتا. والإنسان الطبيعي يمارس العملية الجنسية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً وأكثر من ذلك يكون أيضاً طبيعيا ولكن هذا هو المعدل العام للممارسة الجنسية في الأسبوع، وكذلك لا بد من التركيز على الثقافة الجنسية الصحيحة، وأعتقد أن أئمة المساجد لا بد أن يدلوا بدلوهم في هذا الأمر ولا بد أن يثقفوا المجتمع في خطب الجمعة عن الطريقة السليمة والعلاقة الجنسية والتواد قبل الزواج وبعد الزواج في العائلة بصورة تبقى مقبولة للناس دون تفريط وإفراط. وأيضاً يقع على عاتق الإعلام مسؤولية كبيرة لتثقيف الناس تثقيفاً صحيحاً سليماً في هذه النقطة، والتركيز عليها لأنها مهمة وخصوصاً في هذا العصر الذي جرى غزونا فيه من كل مكان، وأيضاً يجب الاهتمام بالثقافة المدرسية من خلال الشرح عن الأعضاء التناسلية، وايجاد دورات تعليمية قبل الزواج وهذه مهمة ليس فقط من أجل الثقافة الجنسية ولكن من أجل حياة سعيدة تملؤها ثقافة صحيحة يستفيد منها الزوجان قبل إقامة علاقة.
- د. عمرو جاد: أقول إنه لا يوجد عدد طبيعي وغير طبيعي للعلاقة الجنسية وإنما يتوقف ذلك على حسب الظروف والأوضاع بين الرجل وزوجته، لكن هناك نقطة مهمة جداً وهي الفحص قبل الزواج، وأناشد جميع الأطباء الذين يقومون بالفحص قبل الزواج أن يبيّنوا أهمية الثقافة الجنسية للزوجين وإن الموضوع ليس من أجل إجراء تحليل طبي فقط، بل يجب توعية الزوجين بما سيتم فعله وتعريفهم الصحيح، وإذا كان الطبيب لا يعرف كيفية الوصول إلى هذه الغاية فعليه أن يقوم بتثقيف نفسه ويقرأ كي يعرف كيفية مساعدة الشباب على مثل هذا الموضوع.
- د. علي محفوظ: لا ألقي بهذا الأمر على عاتق مدرسة أو على المشايخ والعلماء، بل أؤمن بالعمل يداً بيد وتغطية الموضوع من عدة جوانب، ويبدأ هذا الأمر من البيت عن طريق الوالدين ثم المسجد ثم الأطباء والمجتمعات الطبية، فنحن من الذين يؤمنون بصحة المجتمع وخدمته لذلك نضع هذا الأمر على عاتق كل رجل وامرأة في هذا المجتمع.
- د. عمرو جاد: يوجد علاج متوفر لكل حالات الاضطرابات الجنسية، ولكن عن طريق الأطباء المتخصصين وإن كان هذا ليس مجالنا اليوم مناقشة علاج الضعف الجنسي، ولكن يجب على عامة الناس من كبار وصغار أن يعرفوا أن هناك علاجاً وحلولاً سهلة موجودة لدى الأطباء وحسب الحالة.


أخبار مرتبطة