تاريخ النشر 24 اغسطس 2014     بواسطة الدكتور حمـود علي المطـرفي     المشاهدات 201

تضخم البروستات الحميد.. خيارات علاجية

إنَ تضخم البروستات الحميد من أكثر الحالات الصحية انتشاراً بين الرجال، وهي حالةٌ صحيةٌ تُعرف بازدياد حجم البروستات منتجةً ورماً حميداً، تزداد نسبة حدوثِ هذه الحالة الصحية بعدَ عمرِ الخمسين إلى 40%، بينما تصل نسبة حدوثها إلى 90% في عمر التسعين عاماً، وذلك بسبب زيادةِ هرمون التستوستيرون الذي يتحول
 إلى شكله النشط بواسطة إنزيم (ألفا ريدكتيز) ومن ثم يرتبط بمستقبلات ألفا الموجودة على الخلايا العضلية في البروستات والمثانة البولية، مما يؤدي إلى تحفيز انقسام هذه الخلايا وبالتالي زيادةً في حجم البروستات، لذلك فإن الأدوية المعترف بها لعلاج هذه الحالة تعمل بالمجمل على تخفيض تأثير هرمون التستوستيرون النشط
ومن الأعراض التي يمكن أن تصاحب تضخم البروستات الحميد هي صعوبة أو عدم التحكم بالتبول، وتتعدد مراحل التضخم فإن كان التضخم بسيطاً وغيرَ مُصَاحَبٍ بأعراضٍ تزعج المريض فيتمُ مراقبةِ الحالة دون اعطاء أدوية معالجة بينما إن كان المريض يعاني من أعراض صعوبة التبول ومضاعفاتها لدرجة تمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي فيتم معالجة هذه الحالة دوائياً، وتكون الجراحة خياراً للحالات المتقدمة التي لم تستجب للدواء وعادة ما تتمثل باستئصال البروستات باستخدام احدى الوسائل الجراحية المتقدمة.
وتنقسم معالجات تضخم البروستات الدوائية إلى 3 مجموعات عامة، تعمل جميعها على تخفيض التستوستيرون إما بتثبيط الأنزيم المنشط له أو بمنع ارتباطه بمستقبلات ألفا الموجودة على الخلايا العضلية في البروستات.
المجموعة الأولى هي: معاكسات الفا: تعمل هذه المجموعة على منعِ ارتباط هرمون التستوستيرون بمستقبلات ألفا فيسبب ارتخاء الألياف العضلية للبروستات والمثانة البولية مما يقلل من أعراض صعوبة التبول ويسهِل جريان البول وتمتاز أدوية هذه المجموعة بسرعة فعاليتها، حيث يشعر المريض باختفاء الأعراض في غضون عدة أيام من بدء الدواء، وتنقسم هذه المجموعة إلى 3 أقسام بناء على مدى ارتباطها في مستقبلات ألفا ومدة ارتباطها بها، وتُعطى هذه الأدوية مرة يومياً ويفضل تناولها عند المساء، وبعض أدوية هذه المجموعة تحتاج إلى البدء بجرعات بسيطة والتدرج بها ارتفاعاً وذلك لتفادي بعض الأعراض الجانبية التي من المتوقع حدوثها مثل الدوران وهبوط الضغط الانتصابي المفاجئ، ومن أمثلة أدوية هذه المجموعة: دوكسازوسين Doxazosin، تامسولوسين Tamsulosin، الفيوزوسين .Alfuzosin
المجموعة الثانية هي مثبطات الإنزيم ألفا ريدكتيز:
تعمل هذه المجموعة على تثبيت الأنزيم المنشط لهرمون التستوستيرون فتؤدي إلى تقليص حجم البروستات ويتم وصف أدوية هذه المجموعة في الحالات المتقدمة والتي لم تستجب لاستخدام أحد أدوية المجموعة السابقة لوحده، فيصبح الجمع بين دوائين من المجموعتين خياراً علاجياً مناسباً، مع الوضع بالاعتبار أن هذه المجموعة تستغرق مدة طويلة لظهور فعاليتها في تقليص حجم البروستات، تعتبر هذه الأدوية أكثر أماناً من أدوية المجموعة الأولى لمرضى القلب ومن أمثلتها: فيناسترايد Finasteride، ديتاستيريد Ditasteride .
لهذه المجموعتين بعض الأعراض الجانبية التي من المحتمل أن يواجهها المريض، وسبب معظم الأعراض يعود إلى تأثير الدواء على نسبة هرمون التستوستيرون.
المجموعة الثالثة: مثبطات إنزيم الفوسفوداييستريز: تعمل أدوية هذه المجموعة على ارتخاء عضلات الجزء السفلي من الجهاز البولي وتستخدم أدوية هذه المجموعة في حالات تضخم البروستات المصاحبة لمشاكل أخرى ومن أمثلة أدوية هذه المجموعة: سيلدينافيل Sildinafil, تدالافيل Tadalafil، ويجب الحرص عند استخدام هذه الأدوية حيث أن لها بعض الأعراض الجانية على القلب وتتعارض مع بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل النيتروجليسرين Nitroglycerin.
تضخم البروستات الحميد حالة طبية تحتاج إلى رعاية واستشارة من أطباء مختصين، والخيار العلاجي المناسب يتم بعد استشارة الطبيب ليتم التعامل مع الحالة بأفضل الحلول المتوفرة وأكثرها سلامة.


أخبار مرتبطة