تاريخ النشر 12 سبتمبر 2020     بواسطة البروفيسور احمد سالم باهمام     المشاهدات 1

د, باهمام استشاري أمراض اضطرابات النوم

يعد شلل النوم كما يسميه الأطباء أو الجاثوم كما يسميه العامة تجربة مرعبة تحدث عند البعض منا أثناء النوم حيث لا يستطيع الإنسان القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة. عن هذا المرض تحدث لنا الدكتور أحمد سالم باهمام أستاذ الأمراض الصدري
ة واضطرابات النوم المساعد بكلية الطب بجامعة الملك سعود وذلك عبر السطور التالية:

تعريف بالمرض
* في البداية,, هل من الممكن أن تقدم لنا تعريفاً بالمرض؟
تستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء، لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج, وقد أظهرت الدراسات أن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر, وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر، ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة.

حركة الدماغ
* ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟
من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، احدى هذه المراحل تدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة, وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا، تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات).
وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين, فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك, وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد، وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتا، وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.

ساعة الموت
* هل شلل النوم مؤذ ومزعج؟
يظن البعض أن ساعة الموت قد حانت، والبعض الآخر يعتقد أن هناك جنيا يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي, كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعيا وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.
عند أكثر المرضى يكون شلل النوم العرض الوحيد، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوباً باضطراب آخر يدعى (فرط النعاس), وفرط النعاس اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم, والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب لفرط النعاس يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج فرط النعاس.
من ناحية أخرى فإن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحبا لفرط النعاس، فأود أن أطمئنهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي.

العلاج
* ما هو العلاج المناسب لهذا المرض؟
يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب بفرط النعاس أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي، وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض, وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض كحدوثها أكثر من مرة في الأسبوع على سبيل المثال قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها.
ومن المعروف أن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم يزيد من حدوث هذه الأعراض، لذلك ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح باتباع التالي:
حاول الحصول على القدر الكافي من النوم.
حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.
مارس التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كاف.
حافظ على جدول نوم واستيقاظ منظم.
بعض الفرضيات تقول بأن النوم على الجنب قد يساعد في التخلص من هذه النوبات.


أخبار مرتبطة