تاريخ النشر 19 نوفمبر 2020     بواسطة البروفيسور ياسر عبدالعزيز بهادر     المشاهدات 1

جولة «البلاد» بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز ..

قفزة علاجية على مستوى الشرق الأوسط لعلاج سرطان الثدي عندما كنا زميلي المصور وأنا ندلف الى البهو الرئيسي للمستشفى الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز، لفت انتباهنا مجموعة من الطلاب والطالبات الذين كانوا يرتدون البالطو الطبي الابيض، وأولئك هم طلاب الطب، وأمل المستقبل وأهله في السنوات القليلة القادم
ة، كنت أشعر بكثير من الراحة والفخر لهم وبهم، ومن الدور السادس بالمستشفى بدأت جولتنا. مؤتمر صحفي

في قائمة الاجتماعات بالدور السادس بالمستشفى بجامعة الملك عبدالعزيز كان يعقد مؤتمر صحفي، شاركت فيه (البلاد) وكان اركان المؤتمر هم: د. محمود شاهين الأحول عميد كلية الطب، ود. عدنان مرداد استاذ الجراحة، ود. ياسر بهادر رئيس قسم الأشعة، ود. حامد حبيب مدير المستشفى الجامعي، ود. زهور الغيثي.. وفي بداية الاجتماع اعلن الدكتور الأحول ان الجامعة نجحت في استقطاب جهاز طبي جديد، احدث نقلة مميزة في علاج سرطان الثدي بأن يشكل 20%.. وجاء الجهاز الطبي الحديث (الالماني الصنع) ليقلص فترة العلاج بعد استئصال الورم من الثدي، لتكون 15 دقيقة.

800 حالة سنوياً

وتحدث الدكتور حامد حبيب مدير المستشفى الجامعي فقال اننا في الجامعة بما في ذلك المستشفى حصلنا على عدة اعترافات اكاديمية عالمية، وقدم شكره لزملائه في المستشفى وكلية الطب، وفي الجامعة عموما.. ثم تحدث الدكتور ياسر بهادر معتبرا وصول الجهاز الطبي الجديد انجازا على مستوى الشرق الأوسط، فازت به جامعة الملك عبدالعزيز، مشيرا الى ان هناك (800) حالة سرطانية يتم اكتشافها او الاصابة بها سنويا في السعودية، وان 30% من هذه الحالات هي – للاسف – التي يتم اكتشافها مبكرا.

الوعي العام

لكن د. بهادر عاد ليقول ان هذه النسبة لا بأس بها، مقارنة مع النسبة السابقة قبل عشر سنوات وهي 20% من الحالات يتم اكتشافها في وقت مبكر، مؤكدا ان للوعي والثقافة الصحية العامة دورا مهما جدا في نجاح العلاج، حيث ان الكشف المبكر على السرطان يساهم كثيرا في نجاح خطة العلاج، وقال ان النسبة في اوروبا مثلا افضل، فهم هناك يكتشفون السرطان مبكرا في 60% من الحالات المرضية نتيجة اتساع الثقافة والوعي، وعاد ليقول ان مشكلة سرطان الثدي يتم علاجها اولا باستئصال الورم، ثم بجلسات علاج لمدة ستة اسابيع متوالية، لكن الجهاز الجديد الذي وفرته جامعة الملك عبدالعزيز قلص فترة العلاج هذه الى جلسة دقائق في حدود من 15 – 20 دقيقة، وهذا هو التميز الذي نجحت في تحقيقه الجامعة.

نجاحات علاجية

وتحدث الدكتور عدنان مرداد استاذ الجراحة، مؤكد على تقدم الطب في السعودية، وان نجاحات علاجية كثيرة عندنا في المملكة فاقت ما عليه الحال في بلدان اخرى خارج بلادنا، وقال انني كثيرا ما انصح بعض المرضى بأن يتعالجوا هنا، لان الخدمة افضل من الخارج.ثم تحدث الدكتور زهور الغيثي فقالت أنا كنت في ميلانو الايطالية في مهمة عمل وكنت أرى عدة حالات تأتي الى هناك من العالم للعلاج من السرطان، وبعضها للاسف من عندنا من هنا، ولكن بوجود الجهاز الطبي الجديد في جامعة الملك عبدالعزيز يمكن تقديم خدمة محلية جيدة ومميزة.

البحث العلمي

وفي رد على سؤال لـ(البلاد) حول اهمية البحث العلمي كأولوية لا يتقدمها شيء، وان النجاح المهم هو في الحدّ من انتشار السرطان بإيجاد آليات توقف مدّه البشع قال الدكتور محمود شاهين: ان البحث العلمي للوقاية من السرطان قائم، ويوجد دراسات جينية، وكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز تعطي هذا الامر اهمية خاصة، وذلك من خلال البحث للكشف المبكر عن السرطان قبل ان يبدأ من خلال الاعراض والدراسات قائمة وتقوم لمعرفة ان هذا او ذاك في مأمن من السرطان للعشر سنوات القادمة.

كرسي العمودي

واضاف الدكتور شاهين مؤكداً أن لدى كلية الطب والجامعة مركزا لسرطان الثدي، وكرسي الشيخ العمودي، والفحص المبكر، وهناك دراسات تُعمل، وهناك تشجيع للسيدات بالفحص المبكر، ولا شك أن للاعلام – والصحافة من بين الاعلام – دورا مهما في مساعدتنا في زيادة درجة الوعي والتوعية، ولقد بدأنا نحس بأن الحالات التي تأتينا – وعندي أنا في العيادة كمثال – أن 50% من الحالات مبكرة و 50% منها متأخرة، وذلك خلال الخمس سنوات الأخيرة.

حرفة لا هواية

وقال الدكتور مرداد: إن البحث العلمي يحتاج بالتأكيد إلى ثلاثة عناصر مهمة هي: التقنيات والمال، والامكانات البشرية .. مؤكداً أن البحث العلمي لم يكن هواية بل هو حرفة، مقترحا انشاء وزارة مستقلة للبحث العلمي مرتبطة بخادم الحرمين الشريفين مباشرة، خاصة وأن البحث صار بهذه القيمة في العالم كله، واضاف: إن من غير المقبول أن نرى مثلاً مواد طبية تظل في نقاط الوصول مثل الموانئ حتى تعطب، أو بعضها يفقد خاصيته الاشعاعية.

مسؤولية التميز

وقال الدكتور حامد حبيب: إن المواطن يشهد أن هناك بدايات لتطور صحي عندنا، ونحن نتكامل مع وزارة الصحة، وما نحققه هنا من ريادة في المستشفى، إنما يحملنا مسؤولية جديدة ومضاعفة، فمثلاً الجهاز الجديد الذي بدأنا نعمل عليه الآن هناك من يسألنا إلى أي مدى يمكن له أن يخدم الاعداد المحتاجة له من المرضى، خصوصاً وقوائم الانتظار في عدة حالات هي قوائم ضخمة، ولكننا مع ذلك نحاول أن نتوسع بخدماتنا ومبانينا وأسرتنا.

جولة على المستشفى

وخلال جولة (البلاد) مع الفريق الاعلامي كان لنا لقاء خاص مع عميد كلية الطب الدكتور محمود شاهين الأحول قال لي فيه: إنني فخور جداً بأنني أول عميد لهذه الكلية من طلابها..فأنا كنت طالباً هنا، وبعد أن تخرجت منها دارت الأيام لأعود لها عميداً، وقد كنت من رابع دفعة تخرجت من كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، وهي الكلية التي أسست عام 1975م، لتكون ثاني كلية طب في السعودية بعد طب الملك سعود.

عدد الطلاب

وأضاف د. الأحول: إن عدد طلابنا الآن في كل المستويات هم (2400) طالب وطالبة.. ويتخرج من عندنا في كل عام (350) طبيبا وطبيبة.. وسألته: ولكنكم «تعصرون» الطالب حتى تقبلوه.. فلماذا؟.. فرد علي قائلاً: هل تعلم أنه تقدم لنا هذا العام حوالي ثلاثة الاف طالب وطالبة يريدون الالتحاف بكلية الطب وبطب الأسنان.. ولكننا لا نستطيع قبول عدد كبير كهذا، فلم نقبل سوى (350) طالباً وطالبة . لكننا من الجانب الآخر سعداء بوجود (24) كلية طب في السعودية حالياً.منها (15) كلية تم انشاؤها في الخمس سنوات الأخيرة.ثم علق الدكتور حامد حبيب بقوله: يوجد لدينا الآن في الجامعة ثلاث كليات طبية هي كلية الطب – هنا وكلية رابغ- وكلية شمال جدة.

أقسام الأشعة

وخلال جولتنا على بعض أقسام المستشفى الجامعي، كان الدكتور ياسر بهادر رئيس قسم الأشعة بالمستشفى يشرح لنا كل مراحل الزيارة، فقد حدثنا أولاً عن جهاز للاكتشاف والتعامل مع سرطان الرحم، مشيراً إلى (100) حالة، ومؤكداً دور التكنولوجيا في العلاج.. وموضحاً أن المستشفى يتعامل مع حوالي (130) حالة سرطان للثدي في السنة.وفي مكان آخر شرح لنا الدكتور بهادر مكونات واسلوب العمل الذي يؤديه جهاز الاشعاع الداخلي، والذي كان يقع في احدى الحجرات بالمستشفى ويقدم خدماته للمرضى.. ثم في مكان آخر تحدث لنا الدكتور بهادر عن مهام جهاز آخر هو جهاز التسارع اللحظي وجهاز العلاج بالأشعة الخارجية، وعن هذا الجهاز قال الدكتور بهادر أنه من الاجهزة المميزة على مستوى المنطقة ، ولنا ثلاثة أجهزة ، وسوف نركّب جهازاً جديداً آخر.

الخدمات الفنية

وفي مكان غير بعيد عن هذا الجهاز كانت تجلس الفنية الأمريكية «أليسا» التي كانت تراقب عدة أجهزة امامها، وتحدثت لنا كأخصائية علاج بالمستشفى وكمراقبة للمرضى يومياً، عن متابعاتها العلاجية للمرضى أولاً بأول وباستخدام التكنولوجيا.

لقاء مع مراجعة

وكان لنا في احدى حجرات الانتظار بالمستشفى لقاء مع السيدة فايزة طه محمد ناصر والتي حمدت الله تعالى على الخدمات العلاجية التي لقيتها إثر ترددها على العلاج من بعض المتاعب السرطانية، وكان يقف معي في ذات اللحظة الدكتور الأحول الذي بدأ يتحدث بعفوية واريحية مع مريضته، وهو الأمر الذي يؤكد نجاح المستشفى في أداء جوانب مهمة من ادواره تجاه مرضاه، وقد أكدت لي السيدة (فايزة) أنها وجدت خدمات جيدة خلال كامل مراحل استشفائها بالمستشفى.


أخبار مرتبطة