تاريخ النشر 29 ابريل 2021     بواسطة الدكتور ابراهيم محمد الشيخي     المشاهدات 2

ألم الأذن

ألم الأذن هو حالة شائعة، في الأساس لدى الأطفال. قد ينبع ألم الاذن من التهاب مباني الأذن المختلفة أو قد يكون ألماً من مكان آخر، بشكل عام يكون مصدره البلعوم أو الغدة الدرقيه (Thyroid gland). بالرغم من أن تشخيص ألم الأذن الحاد سهلا، إلا أن ألم الأذن المزمن أصعب للتشخيص ويشكّل تحديا للطبيب المعالج.
قد تنبع ألام الأذن من عدة مشاكل في مباني الأذن المختلفة. في الغالب، تكون ألام الأذن نتيجة لإلتهاب الأذن الخارجية (الصيوان) أو التهاب الأذن الوسطى.

ألام الأذن الأكثر شدة والمترافق بانعدام النتائج في فحص الإذن بواسطة جهاز تنظير ذاتي (autoscope) – يمكن أن يكون ناجما عن تلوث بفيروس الهربس. في حالة التلوث بفيروس الهربس يكون بمقدورنا رؤية نفطات (Blister) صغيرة على قناة الأذن الخارجية.
قد يدل الم الاذن المستمر المترافق بإفرازات قيحية من الأذن على التهاب العظم والنقي (osteomyelitis) لعظام قاعدة الجمجمة، أو حتى عملية تطور ورم خبيث في هذه العظام.

من المهم الاشارة إلى وجود أسباب عديدة لألم الأذنين من مصدر غير متعلق بمبنى الأذن نفسه. تعصيب (innervation) الأذن غني جدا ومصدره من الأعصاب القحفية (Cranial nerves) الـ 5, 7, 9, 10 وحتى من الفقرات الرقبية (Vertebrae cervicales). على خلفية هذا التعصيب الغني فإن الم الاذنين الممتد من مصدر آخر هو ظاهرة شائعة، وتشمل ألماً من مفصل الفك (ألم متزايد عند المضغ) وأوجاع من مصدر البلعوم (التهابات مختلفة في طبقات البلعوم المختلفة).

أعراض ألم الأذن
ألم الأذن هو عَرَض بحد ذاته يُرافق مجموعة واسعة من الحالات مثل التهابات الأذن المختلفة، التهاب العظم الخشائي (mastoid bone)، رضح الأذن، جسم غريب في الأذن، صملاخ (Ear Wax) في الأذن أو ألم منبعث نتيجة لخلل في جهاز غير الأذن.
قد تسبب ألام الأذن لدى الأطفال الصغار عدم الهدوء، بكاء غير مفسر بعامل آخر وشد أو تربيت متكرر لصيوان الأذن.
من الممكن أن يترافق ألم الأذنين بفقدان سمع جزئي أو إحساس بالإمتلاء في الأذن.

أسباب وعوامل خطر ألم الأذن
عوامل الخطر لالتهاب الأذنين:
- التدخين والتدخين السلبي.
- التهابات أذنين متكررة.
- تغذيه من الزجاجة بدلا من الرضاعة.
- وزن ولادة منخفض أو خداج عند الولادة.
- حضانات يومية مكتظة بالأطفال.

تجدر الإشارة إلى أن البنين أكثر عُرضة لتطوير التهاب الأذن.
مضاعفات ألم الأذن
المضاعفات الشائعة لإلتهاب الأذنين هي التهابات مزمنة. المضاعفات النادرة هي إنتشار الإلتهاب للخُشاء (Mastoid) وحتى إصابة عظام السمع الصغيرة في الأذن الوسطى الأمر الذي قد يؤدي لتضرر السمع.

تشخيص ألم الأذن
يمكن تشخيص ألام الأذن بواسطة المركبات التالية:
- حادث رضح أو كدمة
- جراحة أو تلوث متكرر في الاذن.
- أعراض محددة مثل حرارة مرتفعة، أمراض مسالك التنفس العلوية أو إفرازات من الأذن.
- نوع الألم، هل يضغط. هل يحك؟ هل يترافق بصوت طنين؟
- غدد الليمفا المحيطة بالأذن وهياكل العظام القريبة.
- إفرازات من قناة الأذن.

بعد ذلك، يجب فحص الأذن الوسطى بواسطة منظار الأذن (Otoscope)  – يجب فحص طبلة الأذن مع التشديد على لونها، إنعكاس الضوء، ووجود سائل أو فقاعات هواء وحتى ثقوب في طبلة الاذن.
في حال كانت النتائج سلبية – يجب فحص الأسنان العلوية وحساسية مفصل الحنك.
في حال أظهر الفحص الجسماني أعراض التهاب الخشاء (mastoiditis) أي، نتائج ألم، إنتفاخ وإحمرار فوق منطقة خشاء الأذن (مبنى عظمي بارز نحو الأسفل خلف الأذن) يجب اجراء فحص التصوير الطبقي CT.

علاج ألم الأذن
تتم ملاءمة علاج الم الاذن بحسب مسببه:
التهاب الخُشاء (mastoiditis) – حالة نادرة نسبيا مع أعراض فوق العظم الخُشائي. ستبدو الأذن الوسطى سليمة. يكون العلاج بالإستشفاء وإعطاء مضادات حيوية عن طريق الوريد. من الممكن أن نحتاج لتدخل جراحي لتصريف التلوث.

التهاب الطبلة الفقاعي (Bullous myringitis) – ألم حاد في الأذن مع وجود أعراض على طبلة الأذن (فقاعات على طبلة الأذن). ينتج التلوث عن جرثومة المفطورة (Mycoplasma). يُعالج بواسطة مضادات حيوية بشكل أقراص، بشكل عام إريثروميسين (Erythromycin).

جسم غريب في الاذن – بشكل عام لدى الأطفال الرضع عند إدخال أغراض للأذن. يُعالج عن طريق سحب الغرض بمساعدة تخدير موضعي وتهدئة الطفل.

التهاب الأذن الخارجية – شائع لدى السابحين في البرك المشتركة. يترافق مع حكه في الأذن، إفرازات وألم عند شد الأذن نحو الأسفل. يكون العلاج بواسطة قطرة أذنين من الستيرويدات والمضادات الحيوية.

التهاب الأذن الوسطى التلوثي – يحدث، عادة، بعد تلوث في مسالك التنفس العلوية. تواجد أعراض نموذجية في طبلة الأذن. العلاج بواسطة مضادات حيوية بالأقراص.

التهاب الأذن الوسطى غير التلوثي – بشكل عام ينجم عن إنسداد قناة الصرف من الأذن للبلعوم. العلاج يكون بواسطة قطرة تخفف الإحتقان في الأوعية الدموية والأنسجة الرخوة (Soft tissues).

بالإضافه لهذه العلاجات الدوائية، من الممكن تخفيف الألم بواسطة مسكنات ألم مختلفة مثل بارسيتمول (Paracetamol) أو مضادات التهابات غير ستيرويدية (NSAID) مثل ايبوبروفين (Ibuprofen) أو آدفيل (Advil).

الوقاية من ألم الأذن
في حال تكرار التهابات الأذنين (أكثر من 3 التهابات خلال نصف سنة أو أكثر من 4 التهابات خلال سنة) من الممكن إعطاء علاج مانع عن طريق مضادات حيوية أو حتى جراحة الأزرار (earpopper) والتي يتم خلالها تركيب مصارف (drains) في طبلة الأذن.
كما يجب الإمتناع عن عوامل الخطر المذكورة أعلاه.

العلاجات البديلة
هناك العديد من الأدوية التقليدية لعلاج ألم الأذن. أحد الأدوية المقبولة أيضا في عالم الطب الإعتيادي هو غليان زيت زيتون، إمتصاصه بواسطة قطن ووضع القطنة المغموسة داخل الأذن المؤلمة. يجب الحذر لعدم إدخال كمية قليلة من القطن وذلك كي لا تعلق القطعة كجسم غريب داخل الأذن وبذلك تفاقم من خطورة الوضع.

هناك عدة علاجات إضافية وهي عبارة عن نسخ معدّلة وتشمل خلاصة شاي البابونج وخلاصة البصل المغلي والذي يتم امتصاصه بواسطة قطعة قطن مغمسة بزيت الزيتون.


أخبار مرتبطة