تاريخ النشر 6 مايو 2021     بواسطة البروفيسور احمد سالم باهمام     المشاهدات 1

مــــا الأنبوب العنقي؟

يصاب كثير من أقارب المرضى المصابين بالفشل التنفسي والمنومين في وحدة الحالات الحرجة بالهلع عندما يسمعون بحاجة المريض إلى الأنبوب العنقي؛ حيث إن المعلومات العامة عن هذا الأنبوب قليلة جدًا، ولا يستطيع الكثير الحصول على معلومة موثقة عن هذا الأسلوب العلاجي. وهناك أسئلة مهمة كثيرة عن أنبوب التنفس
العنقي مثل مدى الحاجة إليه ولأي نوعية من المرضى يُوصى بعمله وما مضاعفاته المحتملة، وهل يمكن إزالته بعد تحسن حالة المريض؟ وهل تحتاج إزالته إلى عملية؟

وقد يكون القارئ قد لاحظ بعض المرضى الذين لديهم فتحة التنفس في العنق أو ما يعرف بفتحة الرغامي للتنفس. وفتحة التنفس في العنق كما هو موضح في الصور إجراء جراحي، كان يُجرى سابقا في غرفة العمليات تحت تخدير عام، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح هذا الإجراء يجرى في وحدة العناية المركزة تحت التخدير الموضعي.

ويتخوف كثير من المرضى وأقاربهم من هذا الإجراء ويرفضون قبوله في بعض الحالات، ما ينتج عنه تأخر علاج المرضى، ما قد يؤثر في حالتهم الصحية، لذلك أحببت هنا أن أشرح للقارئ بعض الحقائق عن هذا الإجراء الطبي.

ويهدف الإجراء إلى إيجاد فتحة في القصبة الهوائية متصلة بالعنق يوضع داخلها أنبوب خاص لخلق مجرى للتنفس. ويوصل أنبوب التنفس بجهاز التنفس الصناعي، ويستطيع المريض عند تحسن حالته أن يتنفس من خلال الأنبوب دون الحاجة إلى جهاز التنفس. وفي أكثر الحالات يحتاج المريض إلى أنبوب التنفس العنقي لفترة قصيرة تصل إلى عدة أسابيع ولكن في حالات أخرى قد يحتاج المريض إلى الأنبوب لفترات أطول.

ويُوصى بوضع أنبوب التنفس العنقي للمرضى الذين يحتاجون إلى جهاز التنفس في العناية المركزة لفترة قد تطول؛ لأن أنبوب التنفس الذي يوضع من خلال فم المريض قد يسبب آلامًا للمريض، ما يضطر الفريق المعالج إلى استخدام بعض المهدئات ومسكنات الألم، ما قد يؤثر في حالة المريض وسرعة شفائه، كما أن أنبوب الفم ربما لا يساعد على إيقاف جهاز التنفس في بعض الحالات التي يعاني المريض فيها ضعفًا عامًا أو مرضًا صدريًا مزمنًا. وبقاء أنبوب التنفس عن طريق الفم فترة طويلة قد يسبب تضيقًا لاحقًا في القصبة الهوائية.

كما يُنصح بأنبوب التنفس العنقي للمرضى المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز العصبي، تؤثر في قدرتهم على التنفس. ويساعد أنبوب التنفس العنقي على شفط الإفرازات التنفسية التي قد يعانيها بعض المرضى، والتي قد يؤدي بقاؤها إلى مضاعفات عدة. ويمكن للمريض أن يتحدث خلال استخدام أنبوب التنفس العنقي إذا لم يكن موصلاً بجهاز التنفس الصناعي. والأنبوب غير مؤلم للمرضى، وفي حال تحسّن حالة المريض فإن إزالة الأنبوب تتم بسهولة ومن دون أي تدخل جراحي ومن دون أي ألم.

كما أن الأنبوب العنقي قد يتم بصورة إسعافية كإجراء إسعافي لإنقاذ حياة المرضى الذين يصابون بتوقف التنفس، ولا يستطيع الفريق الطبي وضع أنبوب التنفس الحلقي، مثل المرضى المصابين بالحساسية الشديدة التي ينتج عنها انسداد حاد في البلعوم يتعذر معه وضع أنبوب التنفس الحلقي.

ورغم أن مضاعفات عمل الأنبوب التنفسي نادرة جدًا إلا أنه وكأي تدخل جراحي يمكن أن تنتج عنه مضاعفات. من هذه المضاعفات النزيف والتهاب مكان الفتحة العنقية أو حدوث ضرر لمجرى التنفس (البلعوم أو القصبة الهوائية)، كما أن حدوث تغيّر في الصوت بعد نزع الأنبوب أو ندبة في العنق من المضاعفات النادرة.

وبالنسبة إلى المرضى الذين يحتاجون إلى الأنبوب لفترات طويلة مثل مرضى ضمور العضلات التصلبي الجانبي، فإن الفريق الطبي يدرّب المريض وأفراد العائلة على العناية بالأنبوب؛ حيث لا بد من شفط الإفرازات بصورة دورية، كما يجب تغيير الأنبوب دوريًا وعند الحاجة. وإذا كان المريض يستخدم جهاز التنفس الصناعي المنزلي، فإنه يحتاج إلى زيارات منتظمة من فريق الرعاية الطبية المنزلية، ويستمر تواصل الفريق الطبي مع المريض طالما بقي الأنبوب العنقي.

وعند تحسن حالة المريض، فإن إزالة الأنبوب العنقي لا تتطلب تدخلا جراحيا، وإنما تتم إزالته من قبل الفريق الطبي بسحب الأنبوب وإغلاق الفتحة بغطاء طبي. والفتحة تقفل بنفسها خلال أيام إلى أسابيع دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

 إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام


أخبار مرتبطة