تاريخ النشر 9 ديسمبر 2021     بواسطة الاستشارية تغريد طلال الهندي     المشاهدات 1

أنسجة الثدي عالية الكثافة: ماذا يعني ذلك؟

تظهر أنسجة الثدي عالية الكثافة في صور الثدي الشعاعية. وفي بعض الأحيان، يوصى بإجراء اختبارات تصويرية إضافية للنساء اللاتي لديهن ثدي كثيف. إذا أظهرت صورة الثدي الشعاعية الأخيرة وجود أنسجة عالية الكثافة بالثدي، فقد تتساءلين عما يعنيه ذلك من خطر إصابتك بسرطان الثدي. يعلم الأطباء أن وجود أنسجة عالي
ة الكثافة بالثدي يصعب من فحوصات الكشف عن سرطان الثدي، بل وقد يزيد من خطر الإصابة بذلك السرطان.
ففي الولايات المتحدة، يستلزم القانون في بعض الولايات من الأطباء إخبار النساء اللاتي تظهر صورة الثدي الشعاعية الخاصة بهم وجود أنسجة كثيفة بالثدي. ولكن ما ينبغي على النساء فعله استجابة لذلك ليس واضحًا.
ما أنسجة الثدي عالية الكثافة؟
تشير أنسجة الثدي عالية الكثافة إلى ظهور أنسجة الثدي في الصورة الشعاعية له. وهذا الأمر طبيعي وشائع.
يتكون نسيج الثدي من غدد إفراز الحليب، وقنوات نقل الحليب وأنسجة داعمة (أنسجة الثدي عالية الكثافة)، وأنسجة دهنية (أنسجة الثدي غير الكثيفة). وعندما تظهر الأنسجة عالية الكثافة في الصورة الشعاعية، فهذا يعني أن الأنسجة الكثيفة لدى المرأة أكثر من الأنسجة الدهنية.
ففي الصورة الشعاعية، تظهر أنسجة الثدي غير الكثيفة داكنة وشفافة. أما أنسجة الثدي عالية الكثافة، فتظهر في الصورة الشعاعية كمنطقة بيضاء معتمة، مما يجعل الرؤية خلالها أمرًا صعبًا.
كيف يحدد الأطباء ما إذا كان الثدي لديك عالي الكثافة؟
يحدد اختصاصي الأشعة الذي يحلل صورة الثدي الشعاعية الخاصة بكِ نسبة الأنسجة غير الكثيفة إلى الأنسجة الكثيفة ثم يعين مستوى كثافة الثدي.
وتوصف مستويات الكثافة باستخدام نظام الإبلاغ عن النتائج المسمى BI-RADS. ومستويات الكثافة هي كالآتي:
    دهني بالكامل تقريبًا وتشير إلى أن الثدي مكون بالكامل تقريبًا من الدهون. وتحصل حوالي امرأة واحدة من كل 10 نساء على هذه النتيجة.
    مناطق متفرقة من النسيج الغدي الليفي الكثيف وتشير إلى وجود بعض المناطق الكثيفة، إلا أن معظم أنسجة الثدي غير كثيفة. وتحصل حوالي 4 نساء من كل 10 على هذه النتيجة.
    الكثافة المتباينة وتشير إلى وجود بعض المناطق من النسيج غير الكثيف، إلا أن معظم أنسجة الثدي كثيفة. وتحصل حوالي 4 نساء من كل 10 على هذه النتيجة.
    كثافة شديدة تشير إلى أن جميع أنسجة الثدي تقريبًا كثيفة. وتحصل حوالي امرأة واحدة من كل 10 نساء على هذه النتيجة.
بصفة عامة، يعتبر ثدي المرأة الذي يصنف تحت فئة "كثافة متباينة" أو "كثافة شديدة" كثيفًا. وتقريبًا نصف النساء اللاتي يخضعن لاختبار صورة الثدي الشعاعية لديهن ثدي كثيف.
ما أسباب كثافة أنسجة الثدي؟
إن السبب الذي يجعل أنسجة الثدي لدى بعض النساء عالية الكثافة بخلاف أخريات غير واضح.
قد تكونين أكثر عرضة ليكون الثدي كثيفًا في الحالات التالية:
    إذا كنتِ أصغر سنًا: فالنساء اللاتي تقع أعمارهن في الأربعينات والخمسينات أكثر عرضة لتكون أنسجة الثدي لديهم كثيفة. وكلما تقدمتِ في العمر، أصبح الثدي أقل كثافة؛ ومع ذلك قد تكون أنسجة الثدي لدى بعض النساء كثيفة وذلك في أي عمر
    إذا انقطع الطمث: النساء اللاتي انقطع الطمث لديهن أكثر عرضة ليكون الثدي كثيفًا.
    تناول علاج هرموني عند انقطاع الطمث: إن النساء اللاتي يتناولن علاجًا بالهرمونات لتخفيف علامات وأعراض انقطاع الطمث أكثر عرضة ليكون الثدي كثيفًا.
لم تهم مسألة كثافة الثدي؟
إن كثافة الثدي تؤثر عليكِ بطريقتين:
    زيادة احتمالية عدم اكتشاف وجود سرطان بالثدي في الصورة الشعاعية له، حيث إن أنسجة الثدي عالية الكثافة يمكنها إخفاء وجود سرطان محتمل
    زيادة خطر إصابتك بسرطان الثدي، بالرغم من عدم تأكد الأطباء من سبب ذلك
كيف تؤثر أنسجة الثدي عالية الكثافة على فحوصات الكشف عن السرطان؟
أنسجة الثدي عالية الكثافة تزيد من صعوبة تفسير الصورة الشعاعية للثدي، حيث إن السرطان وأنسجة الثدي عالية الكثافة كلاهما يظهر باللون الأبيض في الصورة الشعاعية. وقد يزيد الثدي عالي الكثافة من خطر عدم اكتشاف السرطان في صورة الثدي الشعاعية.
والنساء اللاتي لديهن ثدي عالي الكثافة ممن يصبن بالسرطان أكثر احتمالاً لأن يتم اكتشاف إصابتهن بذلك السرطان بعد إجراء صورة شعاعية حديثة وعادية له عن أولئك اللاتي لديهن ثدي دهني للغاية.
ما الاختبارات الموصى بها للكشف عن سرطان الثدي؟
يوصى بإجراء صورة ثدي شعاعية للكشف عن السرطان لدى النساء اللاتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة.
تعتبر النساء اللاتي لديهن ثدي كثيف، مع عدم وجود عوامل خطورة أخرى للإصابة بسرطان الثدي، عرضة لخطورة متوسطة. وتوصي معظم المؤسسات الطبية النساء العرضة لخطورة متوسطة للإصابة بسرطان الثدي أن يبدأن بعمل صورة شعاعية للثدي سنويًا بداية من عمر 40 سنة، ولكن لا توافق جميع النساء على ذلك الأمر.
إن عمل صورة ثدي شعاعية كل عام قد يساعد على اكتشاف أي شذوذ بالثدي في مرحلة مبكرة لدى النساء اللاتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة، مقارنة بأولئك اللاتي يخضعن لإجراء صورة ثدي شعاعية مرة كل عامين أو أقل.
وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة باكتشاف السرطان في الثدي الكثيف، لا تزال صورة الثدي الشعاعية أداة فحص فعالة. وتسمح صورة الثدي الشعاعية الرقمية، التي تحفظ صورًا للثدي كملفات رقمية بدلاً من فيلم، بتحليل أكثر تفصيلاً وفعالية في اكتشاف السرطان في أنسجة الثدي عالية الكثافة. ومعظم أجهزة تصوير الثدي الشعاعي في الولايات المتحدة أجهزة رقمية.
هل هناك اختبارات أخرى أكثر فعالية؟
هناك بعض الأدلة على أن إجراء اختبارات إضافية قد يزيد من احتمالية اكتشاف سرطان الثدي في أنسجة الثدي عالية الكثافة. إلا أن الاختبارات الإضافية تحمل مخاطر إضافية، كما أنه لم يثبت على أي أسلوب اختبار إضافي أنه أدى للحد من خطر الوفاة جراء الإصابة بسرطان الثدي.
قد تفكرين أنتِ والطبيب في إجراء اختبارات إضافية أو تكميلية بناءً على عوامل الخطورة الأخرى وتفضيلاتك الشخصية.
قد تشمل الاختبارات التكميلية للكشف عن السرطان ما يلي:
    صورة الثدي الشعاعية ثلاثية الأبعاد (إعادة البناء المحوسب لأجزاء الثدي دون الحاجة لإشعاع إضافي): تستخدم إعادة البناء المحوسب لأجزاء الثدي الأشعة السينية لتجميع عدة صور للثدي من زوايا متعددة. ويتم تركيب هذه الصور معًا باستخدام جهاز كمبيوتر لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد للثدي.
    تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي: يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسًا لعمل صور للثدي، ولا يستخدم الإشعاع. يوصى بتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي للنساء العرضة لخطورة عالية جدًا للإصابة بسرطان الثدي، مثل المصابات بطفرات وراثية تزيد من خطر الإصابة به.
    الموجات فوق الصوتية على الثدي: في هذا الاختبار تُستخدم الموجات الصوتية لتحليل الأنسجة. وعادة ما يستخدم التصوير التشخيصي بالموجات فوق الصوتية لفحص المناطق المثيرة للقلق الظاهرة في صورة الثدي الشعاعية. وهذا النوع من الاختبار يختلف عن فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية.
    تصوير الثدي الجزيئي (MBI): يستخدم تصوير الثدي الجزيئي كاميرا (كاميرا جاما) لتسجيل نشاط مادة التتبع الإشعاعية. وهذه المادة يتم حقنها في وريد الذراع. وتختلف الأنسجة الطبيعية عن الأنسجة السرطانية في رد فعلها تجاه مادة التتبع، مما يظهر في الصور التي تنتجها كاميرا جاما.
ومن غير الواضح عدد المرات التي يجب فيها إجراء هذه الاختبارات الإضافية.
إن كل اختبار له مزاياه وعيوبه، وفي حين أثبت كل اختبار قدرته في الكشف عن سرطان الثدي مقارنة بصورة الثدي الشعاعية، إلا أنها لم تثبت قدرتها على الحد من خطورة الوفاة جراء الإصابة بذلك السرطان.


أخبار مرتبطة