تاريخ النشر 6 مارس 2022     بواسطة الدكتور ابراهيم محمد الشيخي     المشاهدات 1

حصوات الغدد اللعابية: الظاهرة وعلاجاتها الحديثة!

حصوات الغدد اللعابية هي ظاهرة تسمى التحصي اللعابي(sialolithiasis) وتنجم عن انسداد في القنوات اللعابية. سوف تقرؤون في هذا المقال عن هذه الظاهرة، المخاطر المرتبطة بها وطرق العلاج الحديثة في هذا المجال. حصوات الغدد اللعابية هي ظاهرة تسمى التحصي اللعابي (sialolithiasis)، والناجمة عن انسداد في قنوا
ت افراز اللعاب.
 سببها غير معروف وهي شائعة في كافة الأعمار.
انسداد القنوات اللعابية، وتكون حصوات الغدد اللعابية، يضر بشكل كبير بنوعية حياة أولئك الذين يعانون منه ويؤدي إلى انخفاض الوزن الحاد,  الام شديدة، جفاف الفم، الامتناع عن تناول الطعام والجوع. الحل الوحيد هو الجراحة.
أهم أعراض هذا المرض هو تورم الغدد اللعابية، عادة أثناء تناول الطعام، مع الشعور بالام شديدة.
قبل الأكل يكون هناك تحفيز لإفراز اللعاب. لدي المصابين بانسداد القنوات اللعابية فان اللعاب لا يمكن افرازة الى تجويف الفم. بالإضافة الى المعاناة وعدم الراحة الذي يسببها الانسداد، فهو يمكن أن يشكل خطرا حقيقيا: فقد يحدث تلوث، أو تكرر حالات التلوث، من تجويف الفم عن طريق قنوات الغدة اللعابية. ويرافق هذه العملية تورم وارتفاع لأرضية الفم, تحت اللسان وإفراز سائل قيحي من الغدة. مجرى التنفس يغلق وقد يسبب للاختناق.
توجد في فم الإنسان ستة غدد لعابية رئيسية: بنت الأذن، غدد تحت اللسان وغدد تحت الفكين وعشرات الالاف من الغدد الصغيرة. اللعاب يتكون من الماء, المخاط والانزيمات, ويفرز بعد التحفيز الميكانيكي والعصبي، عن طريق قنوات دقيقة ومتعرجة، والتي قد يصل طولها إلى ستة سنتمترات. وظائفه الأربعة الرئيسية هي الحفاظ على الرطوبة في الفم، والمساعدة في بلع الغذاء، الحد من التغيرات في حموضة الفم وهضم النشا. اذا تم الكشف عن حصى  واحدة أو عدة حصى في القنوات اللعابية، فيقرر عادة اجراء الجراحة.
المبنى الفريد للأنابيب اللعابية ومكان حصوات الغدد اللعابية، هي التي تحدد كيفية اجراء الجراحة: إذا كانت الحصوات موجودة في منطقة يمكن الوصول إليها، فإنها تزال. إذا كانت الحصوات في مناطق أعمق، فيتم استئصال الغدة بأكملها، بالجراحة بواسطة شق تحت الفك.
الوضع يكون معقدا أكثر من ذلك، إذا كانت حصوات الغدد اللعابية موجودة في غدد بنت الأذن، وهي حالة شائعة جدا عند الأطفال. هذا المكان إشكالي، فالأنبوب رفيع والاقتراب الى هذا المكان معقد. ازالة الغدة الملوثة، تنطوي على مخاطر حدوث إصابة في العصب الوجهي ويمكن أن تسبب شللا جزئيا في الوجه.
إشكالية المكان بالنسبة للعمليات الجراحية في الغدد اللعابية، فترة التعافي الطويلة بعد الجراحة والضرر الذي تسببه للقنوات اللعابية، التكلس, التلوث والتضيق، أدت إلى اختبار تقنيات جديدة في التعامل مع هذه المشكلة. حيث تم البدء باستخدام تقنية التنظير، لإزالة الحصى اللعابية. هذا هو أنبوب رفيع, بقطر 0.6/0.7 سم والذي يستخدم ككاميرا, وفي نفس الوقت كوسيلة للإضاءة وكذلك كوسيلة لالتقاط الحصوات وإزالتها.
يمكن بواسطة المنظار إزالة معظم حصوات الغدد اللعابية المتكونة في القنوات. وبالإضافة إلى ذلك، يسمح المنظار بإجراء مسح للقنوات اللعابية حتى نهايتها وإعادة تأهيلها بعد إزالة الحصى: يسمح المنظار  بوضع الدعامة في القنوات (على غرار قسطرة القلب) وإدخال الدواء, عادة البنسلين. يعتبر استخدام تكنولوجيا التنظير أكثر دقة وامن أكثر من الجراحة العادية. الشفاء أسرع بكثير، يكون الجرح صغيرا جدا والمريض يعود الى بيته في غضون ساعتين على الأكثر.


أخبار مرتبطة