تاريخ النشر 13 سبتمبر 2022     بواسطة الدكتور عادل عبدالمقصود الطحلاوي     المشاهدات 1

التهاب الحنجرة

تقع الحنجرة في الجزء العلوي من القصبة الهوائية، يوجد داخل الحنجرة زوجان من الحبال الصوتية، وكل حبل مركب من عضلة ووتر (Tendon) وغشاء مخاطي. إننا نتنفس عندما يكون الحبلان منفتحين ومتباعدين، حيث يمر هواء الشهيق من خلال الأنف، والفم، والبلعوم مرورًا بين الوترين إلى أسفل داخل القصبة الهوائية حتى ال
رئتين، ويتم إخراج الزفير بنفس المسلك، كما نستطيع إخراج الصوت إذا كان الحبلان منغلقين ملتصقين ببعض.
التهاب الحنجرة هو التهاب مصدر النطق أي الحنجرة (Larynx).
أنواع التهاب الحنجرة
هناك نوعان رئيسان لالتهاب الحنجرة، وهما على النحو الآتي:
1. التهاب الحنجرة الحاد
هناك بلبلة في الحديث عن المصطلحين عند العامة حول الحنجرة والبلعوم، فالحنجرة كما ذكرنا هي مركز النطق ميزتها الخارجية العليا هي لسان المزمار، أما البلعوم فهو مركز البلع، وهو يقع فوق الحنجرة في الجزء الخلفي من الفم بعد اللسان، ولذلك فعندما نقول تؤلمني حنجرتي قد يكون معناها يؤلمني بلعومي بشكل أكثر دقة.
إن أكثر ميزات التهاب البلعوم هي الألم؛ في المقابل التهاب الحنجرة الحاد هو التلوث الفيروسي أو الجرثومي، ويُشكل الالتهاب جزءًا من التهاب القنوات التنفسية، مثل: إنفلونزا، والتهاب القصبة الهوائية (Bronchitis)، والتهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis) يُصاحبه التهاب وانتفاخ في الحبال الصوتية مما يُعيق عمل الأوتار السليم وإخراج الصوت.
إن النتيجة هي البحة، وفي الحالات الصعبة من الممكن أن نفقد الصوت، تُسبب محاولة الحديث أثناء البحة الصوتية ألمًا في منطقة الحنجرة؛ لأن عضلات الصوت تُحاول جاهدة التغلب على البحة، يختفي التهاب الحنجرة بشكل عام باختفاء التهاب القنوات التنفسية، وهو غير مرتبط بتعقيدات أخرى مثل ضيق التنفس.
إن الحنجرة عند الأطفال تكون ضيقة بحيث تبقى مسافة التنفس بين الحبلين ضيقة، ولذلك قد يُصابون بضيق في التنفس في حال التهاب الحنجرة لديهم.
يرتبط بصورة عامة مع التهاب المجاري التنفسية الحاد ويختفي خلال أيام قليلة.
2. التهاب الحنجرة المزمن
يتميز التهاب الحنجرة المزمن ببحة مستمرة مدة 3 - 4 أسابيع أو أكثر.
أعراض التهاب الحنجرة
هناك العديد من الأعراض التي تدل على وجود التهاب في الحنجرة، ومن أهمها:
1. أعراض التهاب الحنجرة العامة
من أبرز أعراض التهاب الحنجرة ما يأتي:
    بحة في الصوت.
    ضعف الصوت.
    فقدان الصوت.
    إحساس بالدغدغة والخشونة في الحلق.
    التهاب الحلق.
    جفاف الحلق.
    السعال الجاف.
2. الحالات التي تستوجب استشارة طبية
من أبرز الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب ما يأتي:
    البحة التي لا تختفي خلال 7 - 10 أيام في حالات الأنفلونزا، أو البرد.
    ارتفع درجة حرارة الجسم أعلى من 38.5 درجة مئوية.
    حدوث ضيق التنفس، أو مشاكل البلع، أو سعال مستمر، أو مخاط صديدي.
    ظهور البحة عند الأطفال وخاصة إذا كان صوت البكاء يشبه النباح.
    الأشخاص الذين يُشكل الصوت لديهم مصدرًا لعيشهم، مثل: الفنانين، أو المغنين، أو المدرسين، أو المحامين، أو عاملي الهاتف.
    البحة التي تستمر لمدة أكثر من شهر بدون وجود سبب واضح.
    عندما يُصاحب البحة سعال تهيجي مستمر.
    خروج بلغم دموي مع أو بدون سعال.
    تفاقم حالة البحة بدون وجود سبب مرئي.
أسباب وعوامل خطر التهاب الحنجرة
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى التهاب الحنجرة، وهي على النحو الآتي:
1. أسباب التهاب الحنجرة
تختلف أسباب التهاب الحنجرة باختلاف النوع على النحو الآتي:
    أسباب التهاب الحنجرة الحاد
من أبرز أسباب التهاب الحنجرة الحاد ما يأتي:
    الالتهاب الفيروسي الذي يُسبب الإصابة بنزلات البرد.
    إجهاد الصوت الناتج عن الصراخ، أو الإفراط في الكلام.
    الالتهاب البكتيري ولكنه يُعد السبب الأقل شيوعًا.
    أسباب التهاب الحنجرة المزمن
من أبرز أسباب التهاب الحنجرة المزمن ما يأتي:
    الاستعمال المفرط للصوت خصوصًا عندما تكون طريقة إخراج الصوت غير صحيحة، وتُسبب تهييجًا مستمرًا لغشاء الحنجرة المخاطي.
    الحساسية، والتهاب مزمن في القنوات التنفسية، مثل: التهاب الجيوب الأنفية.
    استنشاق المهيجات، مثل: المواد الكيميائية، والدخان.
    الارتجاع المريئي.
    الإفراط في شرب الكحول.
    التدخين.
تختلف الأسباب وشدة تأثيرها من شخص لآخر.
2. عوامل الخطر
من أبرز عوامل الخطر العامة لالتهاب الحنجرة ما يأتي:
    التعرض لالتهاب في المجرى التنفسي، مثل: نزلات البرد، والتهاب القصبات الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية.
    التعرض للمهيجات، مثل: الدخان، والمواد الكيميائية.
    الاستخدام المفرط للصوت.
مضاعفات التهاب الحنجرة
في بعض الحالات التي يكون سبب التهاب الحنجرة هو العدوى الجرثومية يُمكن أن تنتشر العدوى في الجهاز التنفسي العلوي.
تشخيص التهاب الحنجرة
يقوم الطبيب بتشخيص التهاب الحنجرة على النحو الآتي:
1. تنظير الحنجرة (Laryngoscopy)
في إجراء يُسمى تنظير الحنجرة يُمكن للطبيب فحص الحبال الصوتية بصريًا باستخدام ضوء، ومرآة صغيرة للنظر في الجزء الخلفي من الحلق، أو قد يستخدم الطبيب تنظير الحنجرة بالألياف الضوئية يتضمن ذلك إدخال أنبوب رفيع ومرن بكاميرا صغيرة وضوء من خلال الأنف، أو الفم، ثم يُمكن للطبيب أن يُراقب حركة الأحبال الصوتية والمريض يتحدث.
2. الخزعة (Biopsy)

إذا رأى الطبيب منطقة مشكوك بها فقد يقوم بأخذ خزعة عن طريق أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.
علاج التهاب الحنجرة
يتم علاج التهاب الحنجرة على النحو الآتي:
1. علاج التهاب الحنجرة الحاد
يُمكن لتدابير الرعاية المنزلية الذاتية تخفيف أعراض التهاب الحنجرة الحاد وذلك عن طريق:
    إراحة الصوت.
    شرب السوائل.
    ترطيب الهواء.
2. علاج التهاب الحنجرة المزمن
يُساعد علاج مسببات التهاب الحنجرة المزمن في التخفيف من الالتهاب وعلاجه، ومن أبرز العلاجات المستخدمة:
    المضادات الحيوية: يتم استخدام المضادات الحيوية في حالات محددة، حيث أن البكتيريا ليست المسبب الرئيسي لالتهاب الحنجرة.
    الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid): يمكن أن تساعد الكورتيكوستيرويدات في تقليل التهاب الحنجرة في بعض الحالات الضرورية.
الوقاية من التهاب الحنجرة
يُمكن الوقاية من التهاب الحنجرة عن طريق الآتي:
    الإقلاع عن التدخين، حيث أنه من مهيجات التهاب الحنجرة.
    التقليل من شرب الكحول والكافيين.
    شرب كمية وفرة من الماء للتخلص من المخاط العالق في الحلق.
    الابتعاد عن الأطعمة الحارة التي تزيد من التعرض للحرقة والارتجاع المريئي.
    الحرص على التنويع في الأطعمة الصحية وخصوصًا تلك التي تحتوي على فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ.
    تجنب القيام بمحاولة تنظيف الحلق بشكل ذاتي، فذلك قد يزيد من تهيج الحنجرة.
    الحرص على الوقاية من التقاط عدوى الجهاز التنفسي عن طريق الحرص على النظافة الشخصية، والابتعاد عن المرضى.
    الحرص على أخذ مطعوم الإنفلونزا في مواعيده.


أخبار مرتبطة