تاريخ النشر 25 أكتوبر 2014     بواسطة الدكتورة بلقيس عابد باخطمة     المشاهدات 201

نساء هجرن المطبخ وأدمن «الدليفري»!

اعتمدت المرأة عموماً، والعاملة بشكل خاص على طلب الوجبات من المطاعم التي توفر خدمة التوصيل السريع (الدليفري)، حتى أنها هجرت المطبخ وبدأت تطلب كافة الأكلات من شعبية وسريعة عن طريق المطاعم بكل يسر وسهولة، حيث تبين أن 75 %من طلبات "الهوم دليفري" تعود لسيدات. واجتاح "الدليفري" المجتمع بشكل كبير، س
اعد على ذلك أن الخدمة أصبحت تنقل الوجبات إلى المنازل والى أماكن العمل والمدارس والكليات وحتى إلى الاستراحات، لدرجة أن المطاعم أخذت تتنافس فيما بينها على الوصول الزبائن.
المرأة الموظفة
وقالت إيمان سعد (موظفة) إنها مرتاحة لوجود خدمات الدليفري التي تخدم المرأة الموظفة، والتي تحتاج إلى وقت لتحضير الوجبات وتجهيزها على أكمل وجه، في حين ترى المعلمة وفاء النهاري أن الكثير من الموظفات يعتمدن على الوجبات الجاهزة في حياتهن اليومية، خاصة وجبه الغداء، والتي تتطلب من الموظفة إعداداً مسبقاً لها، مؤكدة أن العديد من المعلمات يطلبن خدمات توصيل الطعام في العمل، خاصة الساندوتشات والفطائر، معتبرة الموظفات من أهم زبائن المطاعم التي توفر هذه الخدمة، وقالت إن ربات البيوت أيضا يطلبن هذه الخدمة، وخاصة عند وجود الولائم وعند مللهن من تكرار الطهي، كما أن هذه الخدمة مفيدة و تحتاجها الزوجة في حال غياب الزوج.
وأضافت رجاء إسماعيل الموظفة في مختبر مستشفى عسير المركزي أن الخدمة مفيدة للموظفات، وخاصة الآتي لا يستطعن تجهيز الأطعمة في وقت مبكر، مبينة أن استخدام الخدمة غير مناسب إلا في وقت الضرورة، حتى لا تتسبب في أضرار صحية عند الإكثار منها، وذلك لأن مستوى نظافة المأكولات في المطاعم سيئ، إلى جانب أثرها الاقتصادي السيئ على الأسرة.
تفريغ جيوب الأزواج
واعتبر عبد الله الشهري (موظف) هذه الخدمة وسيلة لتفريغ جيوب الأزواج، وان المستفيد منها أصحاب المطاعم والزوجات على حساب ميزانية الأسرة، كما تزيد من اعتماد الزوجات على أكل المطاعم، مما يؤدي إلى تقاعسهن عن تحضير الطعام بأيديهن.
وقال شريف حسن الذي يدير احد هذه المطاعم بخميس مشيط أن 75 % من الطلبات تأتي من سيدات، مبينا أن الفطائر والبيتزا الأكثر طلبا، والذروة تكون خلال فترة المساء، بينما أوضح احمد الملا المسئول عن الخدمة في احد مطاعم أبها أن الطلبات تتزايد بعد الساعة السادسة وان 80% منها لسيدات يطلبن المشويات و"البروست" والشاورما بكميات كبيرة، بينما يكثر الطلب على "الكبسة" والوجبات الدسمة فترة الظهر.
وأضاف حسن: تتم إضافة ريالين على الفاتورة لتكاليف التوصيل، وهناك تأثر كبير بالدعايات التلفزيونية التي تحفز الكثير من السيدات لطلب المنتج، وغالبا ما يكون هناك في فترة المساء زيادة في الطلبات، وقد تكون زيادة الطلب من قبل السيدات ناتجة عن عدم قدرتهن على الحضور للمكان، مبينا أن الدليفري أصبح خدمة متوفرة في معظم المطاعم، وهناك تنافس بينها في تقديم هذه الخدمات.
طبخ البيت أفضل
وقالت رئيسة اللجنة النسائية لسيدات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بأبها نورة الرافعي أن على المرأة التعرف على قدراتها المادية وتتصرف في غذاء بيتها بناء على هذه القدرات، مطالبة المرأة بالترتيب والتخطيط لمصروفات بيتها، ومبينة أن الدليفري يجب أن لا يتحول إلى عادة يومية، معتبرة بركة طهي الزوجة والأم لأولادها لا تعادلها بركة من حيث المنفعة والفائدة والنظافة، مشيرة إلى أن الرجال أيضا يستفيدون منها وخاصة العزاب.
و أكدت الدكتورة بلقيس باخطمة أن الخدمة لابد وان تكون خاضعة لقوانين، لأن لها تأثيراً من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، فاعتماد الزوجات على وجبات الدليفري في منازلهن سيؤثر على العلاقات بين أفراد المجتمع الذي اعتاد على تقديم الوجبات وتبادلها والتباهي بمهارة الطهي، فكثير من أفراد الأسرة يحبون أن يأكلوا من أيدي الزوجات، بينما تبحث الزوجات عن الراحة من خلال طلب خدمات توصيل الأطعمة، وقالت إن الزوج والأخ يفتخر بمهارة زوجته وأخته في صنع الطعام، إضافة إلى تبادل الطعام بين الجيران، وخدمات التوصيل يحرم المجتمع من هذه المتعة والتواصل، إلى جانب عدم معرفة مكونات هذه المأكولات وطريقة الطهي ومواصفاتها الصحية.
وبالنسبة للتأثيرات الصحية أشارت الدكتورة بلقيس إلى أن
طبخ هذه الأطعمة يعتمد على زيادة الدهون الحيوانية لإعطاء طعم ورائحة شهية، مما يسبب السمنة، مضيفة أن هذه الوجبات الجاهزة تحرم الفتيات السعوديات من تعلم الطهي، وقالت: معظم الفتيات الآن يعجزن عن مسك السكين ولا يجدن طرق طهي الطعام، رغم أن إعداد أي وجبه صحية لا يتجاوز نصف الساعة، وأصبحت الأسر ترغب في تناول الوجبات من خارج المنزل بغض النظر عن آثارها الصحية.
وأضافت أن تنظيم الوقت والإعداد لتجهيز الوجبات من أهم الأمور التي يجب أن تتسلح بها المرأة الموظفة، والتي يمكن أن تبدأ تجهيز وجبة الغداء من الصباح، ثم تكمل إعداد وجبتها عند عودتها من العمل بدلا من تعريض أسرتها لخطر هذه الوجبات والإدمان عليها، ناصحة الأسر بمعرفة مكونات غذائها، وان تختار المطعم النظيف قبل الطلب، وان تدرك أن هذه الوجبات الدسمة تؤدي إلى السمنة وزيادة الدهون في الدم وإلى أمراض مثل السكري والكولسترول.


أخبار مرتبطة