تاريخ النشر 25 أكتوبر 2014     بواسطة الدكتورة بلقيس عابد باخطمة     المشاهدات 201

سعوديات يبحثن عن نكهة الطبخ القديم بالأواني الحجري

بدأ العديد من السيدات العودة للطهي بالأواني الحجرية والفخارية خلال شهر رمضان المبارك، لما تتركه هذه الأواني من نكهة خاصة في الأطعمة، باعتبارها طريقة قديمة وتراثية لطهي الطعام، وباعتبار رمضان موسما لتقديم الوجبات المتنوعة والمختلفة. تقول أم صالح اليامي من نجران إن العودة للأواني الحجرية المنحوت
ة من الأحجار، واستخدامها في تجهيز الوجبة الرئيسة في الإفطار، تستهوي العديد من السيدات، وخاصة في إعداد الوجبات المصنوعة من القمح واللحم، وتسمى الرقش والعريك.
وأضافت أن أبرز هذه القطع التي يتم الطهي فيها هي المداهن والبرام، حيث يطبخ العيش والسمن والحريك والحميسة "قطع اللحم في المداهن التي تختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها"، كما يطبخ في البرام وخاصة اللبن، كما يتم الطهي في "الجفان "حيث يتم وضع الخبز وعركه فيها . 
وقالت أم صالح إن الأواني الحجرية حافظت على قيمتها التاريخية والسعرية التي تتباين بين 50 إلى 1000 ريال في الأسواق النجرانية والجنوبية، مبينة أن هذه الأواني تتميز باحتفاظها بالحرارة لفترة طويلة، وتميز الطعم فيها، كما تحب العديد من الأسر وضع اللحم والتمر في المطارح المصنوعة من الخسف لحفظه، والشرب من القرب والزير و المشراب، وهي موجودة إلى الآن، وكثير من الناس يحنون لاستخدامها، كما تنشط في نجران وعسير أسواق موسمية ودائمة لبيع الأواني الحجرية، وهي تلقى رواجا كبيرا من أهالي المنطقة ومن السائحين الأجانب الذين يجدون في تلك الأواني إحدى أهم المقتنيات والهدايا التي يحرصون على شرائها من الأسواق النجرانية والأسواق الشعبية في عسير. 
وتقول أم سعيد القحطاني (بائعة في سوق الثلاثاء) إن الطبخ في الأواني الحجرية والفخارية يستهوي سكان منطقة عسير وزوار المنطقة الذين يتهافتون على شراء هذه الأواني والتي يحبون الطهي بها فيستخدمون الحرضة "لوضع السمن والعسل والبرمه للطبخ والنحت لصنع المغش "وطهي اللحم كما يستخدم القدح للشرب ولوضع السمن والعسل وحفظه فيها.
وأضافت أن زوار المنطقة يحرصون على شراء هذه القطع التذكارية والتي تتراوح أسعارها من 50 ريال للقدور الفخارية تبعا لأحجامها وإلى 300 ريال ثمن التنور، إضافة إلى أسعار مختلفة من 60 إلى 80 ريال للحرضة، والتي يقدم فيها اللحم والمرق والعريكة على السحور أو الفطور.
وأشارت صالحة الهزازي من جازان إلى أن جازان مشهورة بأطعمتها المميزة والتي يعد استخدام الأواني الحجرية والفخارية من أهم مميزاتها، حيث يتم طهي مغشات اللحم في الأواني الحجرية التي يطلق عليها اسم "البرم "كما يتم طهي السمك والايدامات والوجبة التي تشتهر بها جازان وهي المرسة "والمدوله "الحنيذ"، حيث تقوم المرأة بطهي الطعام ووضعه في الميفة أو التنور ويأتي المغرب، وقد نضج الطعام، وأصبحت له نكهة خاصة إنها نكهة التراث القديم وطعام الجدات والأمهات، والذي يحرص الكثير من الناس على تناوله.
وقالت إن هناك عدداً من المصنوعات الحجرية منها ما هو مصنوع من الحجر الصابوني ومنها ما هو من المرمر والحجر الجيري، ومنها أوان للطبخ وحفظ الطعام.
يقول الأديب على مغاوي إن عسير مشهورة بأوانيها الفخارية والحجرية ومنها الشدخ والرجلة والمدلو والمغش والمقالي المصنوعة من الحجر. أما البرم والمخفشة فهي مصنوعة من الفخار.
وأضاف أن العديد من الأسر تحرص على استخدام هذه الأواني ووضعها في التنور، لما لها من طعم مميز، فقد كانت المرأة في عسير قديما تضع هذه الأواني منذ الصباح في التنور، وتخرج لعملها في الفلاحة والري والتجارة، وتعود في الظهر وجميع ما في التنور قد نضج.
وقال مغاوي إن من أهم الأطعمة التي تطهى في هذه الأواني اللحم بأنواعه والهريسة والفتة والحلبة والمرق ومغش السمك وهو مشهور في تهامة .
وأشار إلى أن الكثير من السيدات تحب الطهي بالطريقة القديمة خلال رمضان وتبدأ بوضع الأطعمة في الميفا "التنور" وتخرجها وقت الإفطار، ويحب أفراد الأسرة هذه الطريقة في الطهي والتي تتميز بأنها لذيذة، وأنها تحفظ مكونات الأطعمة، وهي طريقة شائعة في عسير وجازان ونجران .
وأكدت عضو هيئة التدريس بكلية التربية للبنات بجدة والمختصة في علم الاطعمة الدكتورة بلقيس باخطمه أن حرص بعض الأسر على الطهي في الأواني القديمة يعد ظاهرة صحية، ولكن بعد التأكد من سلامة تصنيعها، وأنها غير قابلة للتفتت بوجود درجة الحرارة، مشيرة إلى أن العودة للطبيعة هي أساس الصحة.
وأضافت الدكتورة باخطمه "لقد سمعنا الكثير والكثير عن الأواني الألمنيوم وآثارها السلبية على الصحة، وأنها قد تتحلل وتتفاعل مع الأغذية عند الطهي، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة، كما حذرت العديد من الدراسات من استخدام الأواني الحديثة المصنوعة من التيفال وغيره، مما أدى بالعديد من السيدات إلى استخدام أواني الاستنلستيل أو الأواني الفخارية والحجرية".
ونصحت الدكتورة باخطمة باستخدام الأواني الفخارية المطلية من الداخل، والأواني الحجرية المصنوعة من حجر الصوان، مشيرة إلى أن الكثير من المطاعم تستخدم الحجر في تقديم وجباتها وخاصة الطواجن "البامية والمسقعه واللحوم والأسماك والربيان، كما يوجد العديد من الدول مثل إندونيسيا وماليزيا تستخدم الأخشاب وأوراق الموز وجوز الهند في طهو المأكولات، كما تقدم وجبات خاصة تستخدم فيها الأواني الحجرية كعنصر أساسي في الطهي وخاصة الوجبات الصينية والتايلندية.


أخبار مرتبطة