تاريخ النشر 4 يناير 2015     بواسطة البروفيسور جميلة محمد هاشمي     المشاهدات 201

الصيام يعزز المناعة ويقلل اضطرابات التمثيل الغذائي

«أثبتت الدراسات فاعلية الصوم في علاج كثير من الأمراض، والتخلص من العادات السيئة مثل التدخين والإفراط في تناول المأكولات والمشروبات، وتحسين الصحة العامة»، وفقا لما قالته في حديثها إلى «صحتك» الدكتورة جميلة محمد هاشمي الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبد العزيز واستشارية التغذية العلاجية وتغذية الإ
نسان. وهذا ما ذكرته أيضا الدكتورة رولي داوفدي، الطبيبة في المركز الصحي بجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة بمقالة لها في يونيو (حزيران) الماضي، فيما أشار الدكتور بيتر فلاديمير من جامعة مينيسوتا في مقالة له نشرت هذا العام إلى انتشار الصيام منذ القدم وفي أديان عدة، وهو يشمل الابتعاد عن الأكل والامتناع عن بعض الأطعمة تحديدا، إضافة إلى توفيره قوة روحية معينة.
* طول العمر والمناعة
* أكدت دراسات قام بها عدد من الأطباء على فوائد الصوم بصفة عامة سواء على المدى الطويل أو القصير. ولكن ليست هناك دراسات كثيرة على الصيام الذي يمتد فترات طويلة (20 - 30 يوما). أما الصوم المتقطع والقصير فقد أثبتت بعض الدراسات نتائج مثيرة وواعدة جدا في الفئران والجرذان، ومنها أن الفئران التي تصوم لفترات قصيرة تعيش 40 في المائة أطول من تلك التي تتغذى كثيرا وعلى مدار اليوم، وأنها تعيش في صحة أفضل. أما لدى ذكور البشر فإن الصيام على المدى القصير يعمل على زيادة هرمون النمو لديهم بنحو 20 مرة أثناء الصيام.
وأثبتت دراسة عام 2012 أن الصوم المتقطع والحد من السعرات الحرارية يقللان الالتهاب ويعززان المناعة ضد السرطان في النماذج الحيوانية. وفي البشر جرى تصميم دراسة مقطعية لتحقيق تأثير الصوم على الـ«سيتوكينات» الالتهابية والمؤشرات الحيوية المناعية في الأشخاص الأصحاء. حيث جرى تعيين 50 (21 رجلا و29 امرأة) من المتطوعين الأصحاء الذين يمارسون الصوم في رمضان للتحقق من تعميم الـ«سيتوكينات»، وخلايا المناعة، والقياسات البشرية والتقييمات الغذائية. أجريت التحقيقات أسبوعا قبل رمضان والصيام، ثم في نهاية الأسبوع الثالث من رمضان، وبعد شهر من انتهاء رمضان. ووجد أن الـ«سيتوكينات»؛ ضغط الدم الانقباضي والانبساطي؛ ووزن الجسم؛ ونسبة الدهون في الجسم، كانت أقل بكثير خلال شهر رمضان مقارنة مع قبل رمضان أو بعد انتهاء رمضان.
* اضطرابات التمثيل الغذائي
* تقول د. هاشمي إن هناك مزيدا من الدراسات التي تؤكد أن صيام شهر رمضان يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية للمرضى المصابين بارتفاع في نسبة الدهون بالدم، ففي دراسة عن أثر الصوم على المرضى الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي والتغذية مثل مرض السكري وارتفاع دهون الدم، قام بها عبد الله أخنجي وآخرون في دولة الكويت، ومقارنة الدهون والبروتين الدهني قبل وبعد رمضان لدى 64 من كبار السن (33 ذكورا، 31 إناثا)، جرى قياس الوزن والكولسترول الكلي (TC) والدهون الثلاثية، والغلوكوز وحمض اليوريك. وتضمن اثنان من القياسات ما قبل رمضان، وآخر ما بعد رمضان. وأسفرت النتائج على أنه لم يحدث تغيير في وزن الجسم أو في مستويات الدهون البروتينية، ولكن انخفضت مستويات حمض اليوريك. وأشارت النتائج أيضا إلى أن الصيام في رمضان قد يؤثر بشكل إيجابي في الحد من خطر أمراض القلب والشرايين التاجية.
أما عن الصيام والدهون، فقد أظهرت دراسة قام بها صالح الكمري وآخرون عام 2004، حول تأثير الصيام على الدهون، وتخثر الدم وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (BMI) - بوصفها عوامل خطر لتصلب الشرايين - لدى 103 متطوعين أصحاء ولكن يعانون من السمنة المفرطة، (15 رجلا و88 امرأة) تراوحت أعمارهم بين 15 - 52 عاما. وأسفرت النتائج عن تحسن كبير في مستويات متوسط الهيموغلوبين والدهون والكولسترول، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي، واستمر لمدة أربعة أسابيع بعد الصيام (P<0.05). وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن أن يطبق نموذج الصيام في رمضان على أنه برنامج لتعديل السلوك الغذائي وتحسين دهون وضغط الدم.
* الصيام والأمراض المزمنة
* تؤكد د. هاشمي أن صيام رمضان آمن لغالبية الأمراض المزمنة ومنها السكري على سبيل المثال، على أن تجري مراقبة النظام الغذائي والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية (المواد الكربوهيدراتية والدهنية) غير المفيدة، حيث إن التناول المفرط لها قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم وزيادة الوزن، ويجب الاستمرار في ممارسة الأنشطة الجسدية اليومية المعتدلة. أما تعديل نظام الأدوية فهو أمر ضروري لنجاح الصيام في رمضان.
وفي دراسة أجريت في ماليزيا، جرت دراسة 22 من مرضى السكري الذين يعتمدون على أدوية تؤخذ عن طريق الفم، أسفرت عن أن الصيام آمن لمرضى السكري الذين يعتمدون على أدوية تؤخذ عن طريق الفم، وكان مرتبطا بتخفيض الوزن وتحسن في السيطرة على السكري بشكل عام.
كما يجب أن تجري مراقبة نسبة غلوكوز الدم في المنزل خاصة لدى المرضى المعتمدين على الإنسولين وذلك قبل غروب الشمس وبعد ثلاث ساعات من تناول وجبة الإفطار، وقبل تناول وجبة السحور لضبط جرعة الإنسولين ومنع أي نقص في سكر الدم خلال فترة الصيام.
كما أن للصوم أثرا مفيدا على دهون الدم، ففي دراسات أظهرت النتائج أن للصوم دورا إيجابيا على الصحة، حيث سجل انخفاض كبير (بنسبة 7.9 في المائة) في الكولسترول، وانخفاض كبير في تركيز الدهون الثلاثية في الدم (30 في المائة)، وارتفاع في نسبة الكولسترول الجيد HDL، وانخفاض كبير (بنسبة 11.7 في المائة) للكولسترول الضار LDL.
* نصائح عامة
* - يجب التقليل من الأطعمة والكربوهيدرات البسيطة والسكريات (الحلويات الرمضانية) حتى لا تؤثر على مستوى السكر بالدم وتسبب السمنة.
- الحرص على التنوع في الغذاء خلال المساء لأن الجسم يحتاج إلى تغذية جيدة مثل الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية كزيت الزيتون والمكسرات، وذلك لإعطاء الجسم جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها.
- الحذر من الإصابة بالجفاف خاصة لمرضى الكلى ومرضى الجهاز الهضمي والقرحة، وذلك بتناول كمية كافية من السوائل، وتجنب تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين الذي قد يسبب الجفاف والصداع أثناء النهار. وعدم الإسراف في شرب كمية كبيرة من الماء حتى لا تؤدي إلى حالة قاتلة تسمى تسمم المياه.
- تنظيم الوجبات والحرص على تناول وجبتي الإفطار والسحور ووجبة خفيفة بينهما، هذا يساعد على الحد من الإفراط في تناول الطعام. وأن تكون الوجبات متوازنة محتوية على مصادر الحبوب الكاملة والخبز، والفواكه والخضراوات الطازجة، وأن تشتمل على مصادر بروتينية (لحوم وأسماك وألبان ومنتجاتها)، وأن تحتوي على الدهون النافعة (زيت الزيتون والمكسرات)، مع تجنب الأطعمة المالحة والمعلبة والحريفة التي قد تسبب العطش أثناء الصيام.
- تجب استشارة الأطباء بالجرعات الدوائية الواجب تناولها خلال فترة الصوم حسب الحاجة.
- تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام وقبل النوم وقاية من التسوس وأوجاع الأسنان.
- قلة النوم أيضا مشكلة شائعة في شهر الصوم، لذا ينصح بالقيلولة.


أخبار مرتبطة