تاريخ النشر 4 يناير 2015     بواسطة البروفيسور جميلة محمد هاشمي     المشاهدات 201

اللياقة الصحية.. شرط لحج آمن

موسم الحج ملتقى سنوي كبير، يشهد أكبر حشد بشري عالمي من المسلمين القادمين من مشارق الأرض ومغاربها في مكان واحد، بكل عاداتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم الصحية. وهذا الجمع بحد ذاته يعد سببا مباشرا ووسطا مناسبا لانتقال كثير من الميكروبات والأمراض، في وقت يتوق فيه كل حاج إلى أداء فريضته بسهولة ويُسر، الأمر
 الذي استوجب التقيد بعدد من الممارسات الوقائية والصحية لضمان عدم التعرض للمشكلات الصحية التي ترتبط بالازدحام والإجهاد والوجود في أماكن مكتظة.
الغذاء الصحي أولا
في حديثها لـ«صحتك»، أكدت الدكتورة جميلة محمد هاشمي الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبد العزيز واستشارية التغذية العلاجية وتغذية الإنسان، أن الغذاء الصحي هو أول ما يهم الحاج، ويجب أن يكون متنوعا وموفرا للاحتياجات من السعرات الحرارية والبروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والسوائل. وحتى يكون غذاؤه صحيا متوازنا، يمكن للحاج أن يتبع الآتي:
*تناول الفواكه والخضراوات الطازجة بعد غسلها جيدا، فهي مصدر جيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية والطاقة.
*تناول الخبز الأسمر بقدر الإمكان.
*تناول التمور مع منتجات الألبان «لبن، حليب، زبادي، أجبان».
*تناول السوائل «مياه، عصائر» بصورة مستمرة لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل.
*عدم الإفراط في شرب المياه الغازية.
الإنهاك الحراري
تواصل د. جميلة هاشمي حديثها بأن التعرض لأشعة الشمس وقتا طويلا والتعرق وعدم شرب كميات كافية من الماء ربما تؤدي إلى إجهاد حراري، وإلى ضربة الشمس، التي تعد حالة مَرَضية حرجة، لذلك يجب الاحتياط بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة وقتا طويلا، كما ينصح بشرب كميات كافية من الماء والعصير، خصوصا عصائر الحمضيات لاحتوائها على الأملاح.
يحدُث «الإنهاك الحراري» في حالة نقص الماء والملح في الجسم، أو نقص أحدهما نتيجة الإجهاد الشديد، يصاحبه عادة إحساس بالإرهاق والعطش، مع غثيان وتشنجات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، خصوصا في عضلات البطن والساقين، ويتم علاج الإنهاك الحراري بإعطاء محلول ملحي، مع تدليك العضلة المتشنجة برفق ونقل المصاب إلى مكان ظليل وتبريد جسمه برشه بالماء.
أما «ضربات الشمس»، فإن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بها، هم القاطنون في المناطق الباردة، وكبار السن، ومرضى السكري، والفشل الكلوي، والإسهال. وأعراض ضربة الشمس هي: إغماء وتشنجات نتيجة ارتفاع حرارة الجسم، ويكون علاجها بالحفاظ على تنفس المصاب، والتأكد من أن لا شيء يعوق مجرى التنفس عنده، لأنه عادة يكون فاقدا للوعي، مع عدم إعطائه أي سوائل عن طريق الفم لمنع وصولها إلى الرئتين، وينبغي نقله إلى أقرب مركز لإسعافه. كما تعد «الحروق الجلدية»، الناتجة عن تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة فترة طويلة، من المشكلات الشائعة في الحج، حيث تبدأ البشرة بالاحمرار، ثم تظهر عليها فقاعات مائية يصاحبها ألم شديد، ويجري علاجها بنقل المصاب إلى مكان ظليل، مع استخدام الكمادات الباردة ووضع مرهم للحروق مثل سلفات الفضة وتغطيتها بشاش طبي معقم جاف، إلى حين مراجعة الطبيب.
مريض السكري
لمرض السكري خصوصية كونه من الأمراض المزمنة التي لا بد من التعايش معها في جميع أحوال الحياة وظروفها، ومنها أداء فريضة الحج. ينصح الدكتور حميد حمد الصحافي استشاري ومدير مركز السكر بمستشفى حراء بمكة المكرمة، مرضى السكري أثناء تأديتهم مناسك الحج بالآتي:
*أن يرافق المريض شخص أو حاج لديه معلومات كافية عن مرض السكري وإسعافه.
*حمل بطاقة تعريف بأنه مصاب بالسكري، وتقرير طبي من الطبيب المعالج.
*حمل كمية كافية من الإنسولين أو الحبوب الخافضة للسكر، وحافظة باردة لحفظ الإنسولين.
*جهاز قياس سكر الدم مع شرائط التحليل.
*حقنة غلوكاغون لعلاج نقص سكر الدم، خاصة إذا فقد الوعي.
*أثناء الجلوس في الحافلة، على المريض تحريك قدميه من وقت لآخر.
*التقليل من جرعة الإنسولين أو أقراص السكري قبل أداء المناسك البدنية مثل الطواف والسعي أو رمي الجمرات، تفاديا لانخفاض سكر الدم.
*ملاحظة أعراض ارتفاع أو انخفاض سكر الدم وإسعافها فورا.
*حمل قطع سكر أو حلوى لاستخدامها عند الإحساس بأعراض هبوط سكر الدم مثل كثرة العرق والرعشة في الأطراف والإحساس بالجوع والصداع والدوخة وزيادة نبضات القلب.
*لبس حذاء طري لين وواسع أثناء تنقلاته، وتجنب المشي حافيا، تفاديا للرضوض والجروح.
*اصطحاب بعض المطهرات والمضادات الحيوية الموضعية لعلاج التهابات الجلد عند حدوثها.
*تأدية المناسك ذات المجهود البدني بعد العصر أو في الليل مثل الطواف والسعي ورمي الجمرات واستعمال المظلات الواقية من الشمس عند الخروج في الشمس.
مريض الضغط والقلب
يشير الدكتور عبد الجبار محمد الفتني، استشاري طب الأسرة ومدير العيادات الخارجية بمستشفى شرق عرفات، إلى أن أحد أكثر أسباب الوفيات شيوعا أثناء الحج هي أمراض الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب مثل الجلطة أو الذبحة الصدرية، وأن الإصابة بها تزداد لعدة أسباب مثل الازدحام الشديد، الحر، والتعرض لأشعة الشمس، والجهد البدني الكبير، وعدم انتظام النوم.. إلخ. لذلك، يجب على كل مصاب بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب اتباع النصائح التالية أثناء أداء المناسك، مثل: الالتزام بالاحتياطات العامة، وشرب سوائل كافية، والانتظام في مواعيد النوم، وتجنب الزحام، وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتناول الأدوية الموصوفة بانتظام.
* كبار السن
يتعرض الجسم مع التقدم في السن لتغييرات كثيرة؛ منها ضعف الكتلة العضلية، وزيادة الدهون، كما تزيد لديه فرصة الإصابة بالكثير من الأمراض مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وهشاشة العظام، وغيرها. وتزداد نسبة حدوث هذه المشاكل المرضية مع ما يشهده الحج من ازدحام شديد وحرارة عالية.
الدكتور عبد الجبار الفتني يقدم بعض النصائح إلى كبار السن من الحجاج:
*يجب التأكد من إمكانية أداء الحج من الطبيب المعالج.
*أخذ التطعيمات الأساسية: الحمى الشوكية، الأنفلونزا الموسمية، الكزاز..
*حمل بطاقة بلاستيكية بالمعلومات الأساسية والصحية وموقع المخيم وأرقام التواصل عند الحاجة.
*تناول وجبة خفيفة قبل أداء النسك وشرب سوائل كافية.
*استخدام الشمسية لتقليل حرارة الشمس وعدم المشي لمسافات من دون داع.
*لبس النعال المناسب ويفضل أن يكون مقفلا من الأمام.
*لبس الملابس الواسعة المريحة.
*حمل أقراص الملح للوقاية من انخفاض ضغط الدم وقطع من الحلوى للوقاية من انخفاض السكري.
*عند الشعور بالتعب والإرهاق مراجعة أقرب منشأة صحية.


أخبار مرتبطة