تاريخ النشر 29 مارس 2015     بواسطة الدكتورة ام الخير عبدالله ابو الخير     المشاهدات 201

سعوديات ناجيات من السرطان يكشفن عن أسلحتهن السرية

سرطان الثدي عبارة لها واقع مخيف على النفس تحمل بين طياتها الألم والأوجاع التي تصاحب كل من سيطر عليه ذلك المرض الملقب بـ"الخبيث" كونه يأتي دون سابق إنذار، فينتشر في جسم الإنسان ويصل إلى مراحل متعددة إن لم يتم اكتشافه مبكراً، وأثبتت الإحصائيات أن ما يقارب 1600 حالة جديدة يتم اكتشافها سنوياً في ال
مملكة العربية السعودية.
في إطار ذلك، نظمت وزارة الحرس الوطني المؤتمر العالمي "سان انطونيو" لسرطان الثدي على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة ما يقارب 1000 طبيب وطبيبة ومختص في البحث العلمي بمجال تشخيص وعلاج الأورام تحت شعار "لأجلكم" لمرضى سرطان الثدي والناجيات منه.
تواجدت "سيِّدتي" في هذا الحدث العلمي المميز لحصد المقابلات مع الفريق الطبي ومشاركة الناجيات تجربتهن مع المرض الذي واجههن، رافعات أسلحتهن السرية لمواجهته.
بداية توضح الدكتورة أم الخير عبدالله أبو الخير رئيسة اللجنة العلمية ورئيسة قسم أورام الكبار في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض أن الإحصائيات والدراسات تؤكد أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تزيد عاماً تلو الآخر، وتعود أسباب تلك الزيادة لعدة عوامل، من أهمها: أن الكشف المبكر أصبح يكتشف حالات جديدة مصابة بالمرض، كذلك بسبب تزايد أعمار السيدات، بالإضافة إلى الإصابة بالسمنة، وعدم ممارسة الرياضة.
- أنواع سرطان الثدي
لسرطان الثدي أنواع تصنف تبعاً للتصنيف الجيني، فهناك سرطان الثدي "الثلاثي السالب"، وهو أخطر نوع؛ لأنه لا يستجيب للعلاجات الهرمونية أو المناعية الموجهة إلى المستقبلات، بالإضافة إلى نوع آخر يحمل على سطحه الكثير من مستقبلات البروتين، فهذا يستجيب للعلاج الحيوي، وأسهل الأنواع وأيسرها هو النوع الذي لديه استقبالات هرمونية، إذ يستجيب للعلاج بشكل فعال وإيجابي.
- اعرفي طبيعة جسمك
يجب على كل امرأة أن تقوم بالفحص الذاتي في سن مبكرة لكي تعرف طبيعة جسمها بنفسها، حينها ستعلم أبسط التغييرات التي ستطرأ عليه، وبذلك يمكنها اكتشاف المرض مبكراً، بالإضافة إلى القيام بالفحص الطبي كل ثلاث سنوات، فالاكتشاف المبكر يزيد من نسبة الشفاء لتصل إلى 98% .
تجارب الناجيات
- رب ضارة نافعة
تسرد زين مرزوقي "متقاعدة" تجربتها مع المرض قائلة: "اكتشفت مرضي منذ ست سنوات بالصدفة عندما تحسست منطقة الثدي فوجدت ورماً غريباً ظاهراً، فتوجهت لإجراء الفحوصات التي أظهرت إصابتي بسرطان الثدي، وعند تبليغ ابني لي بنتيجة التحاليل، وجدت دموعي تنهمر بشكل لا إرادي، وخضعت بعدها لثلاث عمليات لاستئصال الثدي، ثم أكملت العلاج بالكيماوي، وما جعلني أقوى هو الدعم الكبير من أهلي وأبنائي، فالجميل بالمرض أنه جمعنا، وأصبحت أقول: "رب ضارة نافعة"، وعندما تنتابني لحظات ضعف كنت أسأل نفسي: كيف أكون مرشدة طلابية أحل مشاكل الآخرين وأقوي من إرادتهم وأنا ضعيفة؟"
وعن سلاحها السري لمحاربة السرطان تقول: "حاربته بالإيمان والإرادة القوية، فكنت دائماً أقول للسرطان: أنت هدية من رب العالمين؛ لأنه أحبني أهداك لي، غيرتني وأصبحت بسببك إنسانة جريئة واجتماعية بشكل أكبر".
- "شكراً ما قصرت"
تقول صباح اليوسف: "كنت دائماً أجري الفحص الدوري الخاص بالثدي، وفي إحدى المرات اكتشفت وجود أكياس به، ولكن الأطباء أكدوا لي أنها أكياس ماء، ولكن بعد ذلك بدأت أشعر بألم في الصدر واحمرار من الخارج، فذهبت لإجراء الفحوصات، وكنت أعلم عند خضوعي للأشعة أن الفرق بين الورم الحميد والخبيث هو نقطة، فالحميد يظهر كبقعة سوداء أما الخبيث فيظهر على شكل بقعة سوداء داخلها نقطة بيضاء، ورأيت حينها النقطة، وشعرت بخوف ليس على نفسي لكن على أولادي الصغار، فزوجي توفاه الله، ولا يوجد من يرعاهم غيري، واستمرت رحلة علاجي مع الكيماوي لمدة تسع سنوات، أما سلاحي السري لمقاومته فهو الدعاء وحبي لأبنائي، وأقول للسرطان: "شكراً ما قصرت"، فقد نبهتني لأشياء غفلت عنها جعلتني قريبة من الله، أنت لست بمرض، إنك صديق".
- السرطان ضعيف ونحن أقوى منه
أما الدكتورة فاطمة العبادي فتقول عن تجربتها: "أنا أعمل في المجال التثقيفي الصحي الطبي، وشاهدت حالات كثيرة للسرطان، وتعاملت معها، ولكن لم أتوقع أن أكون صاحبته، فحين علمت بمرضي وسمعت كلمة سرطان أصابني الخوف الشديد، فلجأت إلى شقيقي الطبيب وأبلغته، وفاجأني برد فعله، إذ وجدته يرد علي بكل هدوء قائلاً: "بسيطة قومي باستئصاله"، حينها زالت جميع مخاوفي، وأدركت أنه أمر هين، وقمت بإجراء العملية لاستئصاله، بعدها جاءت مرحلة العلاج بالكيماوي وحلق شعري، وهذا الوقت الذي بكيت فيه، فلم أجد صورتي التي أعرفها، ولكنني كنت مستمرة في محاربتي للسرطان بسلاح الدعاء والصلاة، وأقول للسرطان: " أنت أضعف منا بكثير، ونحن الأقوى ونستطيع التغلب عليك"، مشيرة إلى أن تجربتها غيرتها كثيراً، إذ جعلتها إنسانة أكثر مرونة ترى الحياة جميلة وتتمعن بكل معانيها.
- الثقافة الخاطئة أرهبتنا من السرطان
تقول الأخصائية النفسية حصة السبهان: "اكتشفت المرض وكان عمري حينها "23 عاماً"، حيث لاحظت وجود كتلة في الثدي، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اكتشف المرض، فكلمة سرطان مخيفة، وفي تلك المرحلة كنت أشاهد مسلسلاً أثر علي جدياً بشكل كبير، إذ كان يدور حول امرأة شريرة تصاب في نهاية المسلسل بالسرطان عقاباً على أفعالها، ثم تموت، فكنت أربط الشر والعقاب بمرضي، وأخذت فكرة سيئة عن نفسي، بعدها خضعت للعلاج وقمت باستئصال الورم، ثم المعالجة بالكيماوي، وصدمت حين رأيت شعري يتساقط دفعة واحدة، ولم أتقبل مظهري لمدة شهر ونص، ولكنني تخطيت كل ذلك مستخدمة سلاح الصبر والإرادة القوية، وأقول للسرطان بعد شفائي منه: "شكراً غيرت حياتي، فقد أصبحت أفضل بكثير، وقد علمتني الصبر وتقدير نعم الله".


أخبار مرتبطة