تاريخ النشر 15 يوليو 2015     بواسطة الدكتور سعيد محمد العمودي     المشاهدات 201

دم المشيمة والحبل السري

دم المشيمة والحبل السري هو عبارة عن الدم الموجود في المشيمة والحبل السري بعد ولادة الطفل الذي يتم جمعه بعد الولادة مباشرة ويعتبر الحبل السري قناة بين الجنين والأم أثناء الحمل حيث يحمل الدم المؤكسد والغذاء للجنين وهو مصدر غني جدا بالخلايا الجزعية. وقد اكتشف العملماء وجود خلايا آخرى تسمى خلايا ال
ماسنكايمل الجذعية والتي يتم استخراجها منه بسهولة.
والخلايا الجزعية هذه تملك القدرة على تجديد نفسها بالإنقسام إلى خلايا جزعية أخرى. كما تملك أيضا القدرة على التحول إلى خلايا وانسجة آخرى مثل خلايا العظم والكبد والغضروف وأنسجة الجهاز العصبي. وبخصوص أمراض الدم تعتبر الخلايا الجزعية بمثابة الخلية الأم لإنتاج خلايا الجهاز المناعي ويمكن أيضا تحولها إلى: (1) خلايا الدم البيضاء وهي الخلايا الأساسية للجهاز المناعي حيث تقوم بالدفاع عن الجسم من جميع الميكروبات. (2) خلايا الدم الحمراء وتقوم هذه الخلايا المحتوية على  مادة الهيموجلوبين بنقل الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم ونقل ثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى خارج الجسم عن طريق الرئة. (3) الصفائح الدموية وهي الخلايا الرئيسية في عملية تخثر الدم بعد النزيف. وبناء على ما سبق تعتبر الخلايا الجزعية مهمة جدا في علاج الأمراض الوراثية والسرطانية بما في ذلك أمراض الدم الخبيثة والحميدة. ويعتبر دم المشيمة والحبل السري  مصدراً غنيا بالخلايا الجزعية التي تتشابه في تركيبها وو ظيفتها مع الخلايا الجزعية الموجودة في المشيمة والحبل السري خلايا بدائية فطرية لم تتعرض للميكروبات ولها قدرة كبيرة على التكاثر بالإضافة إلى أن نسبة نقل الأمراض عن طريق زراعة دم المشيمة والحبل السري منخفضة جداً حيث لم تعرض هذة الخلايا لأي خلل في الحامض النووي أو الجينات الموجودة داخله...
دواع استخدام زراعة دم المشيمة والحبل السري
تستخدم هذه الطريقة في علاج أمراض الدم السرطانية مثل فشل النخاع العظمي وتشوه خلايا النخاع العظمي واللوكيميا واللمفوما وأمراض الأيض الحيوي (الميتابوليزم ) وأمراض الجهاز المناعي وبالرغم من أن هذه الأمراض تعالج عن طريق زراعة النخاع العظمي المأخوذ من متبرع سواء كان أخ أو أخت مريض كمتبرع نسبة ضيئلة تقدر بحوالي 30% بمعنى أن 70% من المرضى يحتاجون إلى متبرع غير قريب أو إلى مصدر آخر للخلايا الجزعية مثل دم المشيمة والحبل السري ويعتبر نقل دم المشيمة والحبل السري الإختيار الأفضل فمثلاً نسبة إصابة المريض المعالج بزراعة خلايا جزعية من المشيمة والحبل السري بمرض (GVHD) غرافت فيروس هوست ديزيز أقل من نسبة المريض المعالج بزراعة الخلايا الجزعية المأخوذة من متبرع بالغ حيث أن هذا المرض ينتج عن طريق مهاجمة جهاز المناعة الموجودة في الخلايا الجزعية المزروعة في أسجة المريض مما يؤدي إلى أمراض خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. وبما أن دم المشيمة والحبل السري يحتوى على خلايا جزعية بدائية وفطرية فإن جهاز المناعة أيضاً يكون غير ناضج مما يؤدي إلى تقليل الإصابة بهذه المرض.
وتعتبر المشكلة الوحيدة في دم المشيمة والحبل السري أن كميته قليلة وبالتالي فإن عدد  الخلايا الجزعية أقل من عددها في الدم المأخوذ من متبرع بالغ وهذا الأمر آدى إلى إيجاد طريق لزيادة عدد الخلايا الجزغية في دم المشيمة والحبل السرينذكر منها : (1) زراعة الخلايا الجزعية في المختبر. (2) اعطاء المريض وحدتين من دم المشيمة والحبل السري استخرجتا من طفلين مختلفين وتعتبر الطريقة الثانية هي الإختيار الأفضل حيث تم استخدامها وأدت إلى نتائج متميزة.
جمع وحفظ دم المشيمة والحبل السري
يتم جمع دم المشيمة والحبل السري بغرض استخدامهما لنفس الطفل في حالة إصابته بمرض يحتاج إلى زراعة خلايا جزعية في مراحل العمر اللاحقة ويتم جمعها في مستشفى الولادة بعد الولادة مباشرة و لايوجد أي دليل على أن عملية الجمع تشكل ×طورة على الطفل أو الأم خاصة في حال استخدام طرق طبية سليمة معترف بها.. وبعج أن يجمع الدم يتم خلطه بمواد حافظة ثم يخزن في بنوك خاصة لهذا الغرض تحت درجات خاصة متدنية جدا (-200 تحت الصفر) في محلول (النيتروجين) حيث تحفظ لسنوات طويله إلى حين استخدمها.
وقد أنشئت بنوك لدم المشيمة والحبل السري في أمريكا وأوربا وأيضاً عدة بنوك داخل المملكة المتحدة معنية بالتخزين.. ويمكن للعائلة أن تتبرع بدم المشيمة والحبل السري لإستخدتمه لمرضى آخرين حيث يمكن أن تتبرع في البنوك الحكومية أو البنوك الخاصة أيضا وبما أن دم المشيمة والحبل السرييعتبران مصدر الخلابا الجزعية يمكن القول أن التبرع بهذا الدم يخدم ويعالج مرضي كثيرين من أمراض الدم السرطانية فلماذا ومع ولادة كل طفل لا نحمى حياة إنسان آخر.


أخبار مرتبطة