تاريخ النشر 14 يناير 2016     بواسطة البروفيسور خالد علي فودة     المشاهدات 201

2000 مسعف حاليا.. والمملكة تحتاج إلى 70 ألفا

أكد مختصون في كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة أن المملكة بحاجة إلى ما بين 50 و70 ألف مسعف يكون أغلبهم على مستوى البكالوريوس، وأن الوقت الحالي لا يصل عدد المسعفين ذوي المستوى العالي إلى ألفي مسعف فقط على مستوى المملكة، وهناك حاجة ماسة كبيرة إلى مثل هؤلاء، وذلك في ظل التنمي
ة المتسارعة التي تعيشها المملكة وما يصاحبها من نمو سكاني وحركة صناعية وتجارية كبيرة وزيادة في حركة المواصلات بأنواعها.
وأضاف المختصون خلال الندوة التي نظمتها "الاقتصادية" حول الوضع الراهن لمقدمي الخدمات الطبية الطارئة، أن الحاجة إلى الخدمات الطبية الطارئة للتقليل من آثار الإصابات والحوادث الناجمة تبدو جلية، كما أن التطور الملحوظ في علوم وآليات تقديم الخدمات الطبية الطارئة في الدول المتقدمة التي تواجه آثار التنمية المدنية والصناعية يحتم الاطلاع ونقل تلك الخبرات وتوظيفها بما يخدم الهدف السامي الذي تسعى إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهو التقليل من آثار الحوادث والطوارئ الطبية.
وأوضح المتحدثون أن إنشاء كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة، يتواكب مع التطورات المهمة التي حدثت خلال العامين الماضيين في الهلال الأحمر تحت رئاسة الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، التي يجب أن يواكبها كذلك خريجون ومسعفون على مستوى عال من الاحترافية في مجال تقديم الخدمات الطبية الطارئة.
واستضافت الندوة خلال هذا اللقاء كلا من الدكتور خالد بن علي فودة عميد كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة، والدكتور هاشم بن محمد بن صليح وكيل الكلية للشؤون الإدارية، والدكتور ضيف الله بن مناحي الرزيني رئيس قسم الخدمات الإسعافية في الكلية، الذين تحدثوا عن عدة محاور متعلقة بهذا الموضوع.. فإلى التفاصيل:
فودة
أوضح الدكتور خالد فودة عميد كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة، أن كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة من أوائل الكليات المتخصصة في المملكة والشرق الأوسط التي تلبي الاحتياج المتزايد لإخصائيي الخدمات الطبية الطارئة.
ومن هنا جاءت رسالة الكلية ''ريادة محلية وتميز عالمي في إعداد كوادر الخدمات الطبية الطارئة''، وذلك من خلال تخريج مقدمين ومدربين وقادة وباحثين للخدمات الطبية الطارئة على درجة عالية من الكفاءة والمقدرة والمعرفة بعلوم ومهارات وتطبيقات الخدمات الطبية الطارئة باحترافية عالية وفق مواصفات ومعايير جهات الاختصاص والاعتماد العالمية.
وبين الدكتور فودة، أن بداية البرنامج كانت في الفصل الدراسي الأول من عام 1429/1428، في كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم صحة المجتمع كبرنامج جديد بمسمى برنامج الرعاية الطبية الطارئة، وبعد موافقة مجلس التعليم العالي رقم( 3/1430) بإعادة هيكلة الكليات الصحية وكانت كلية الخدمات الطبية الطارئة ضمن الهيكلة، وذلك في الجلسة الـ 44 لمجلس التعليم العالي، ثم جاءت موافقة مجلس الجامعة في جلسته التاسعة المعقودة 18/7/1430، بإنشاء الكلية الخدمات الطبية الطارئة وعليه تم انتقال طلاب قسم الرعاية الطبية الطارئة إلى كلية الخدمات الطبية الطارئة، ومن ثم كانت موافقة مجلس الوزراء بالتوجيه البرقي رقم 4464/ م ب و تاريخ 28/5/1431، بتعديل اسم ''كلية الخدمات الطبية الطارئة'' إلى كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة بناء على موافقة مجلس التعليم العالي رقم 16/57/1431.
الهدف من البرنامج
ابن صليح
من جانبه أوضح الدكتور هشام بن محمد بن صليح وكيل الكلية للشؤون الإدارية، أن الهدف من برنامج البكالوريوس في الخدمات الطبية الطارئة، هو إكساب الطالب العلوم النظرية والمهارات العملية التطبيقية الأساسية والمتقدمة المتعلقة بتقديم الخدمات الطبية الطارئة وتطبيقاتها المبنية على البراهين والبحث العلمي في هذا المجال، تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من التقييم والتشخيص وعلاج الحالات الطبية الطارئة من خلال الممارسة الطبية التطبيقية على سيناريوهات واقعية ودمى محاكاة، كذلك إعداد كفاءات مدربة في مجال طب الطوارئ للعمل في القطاعين العام والخاص، والإسهام في إنقاذ الروح البشرية وتقليل أعداد الإصابات والوفيات في المجتمع للتفاعل والتكامل معه بتقديم الخدمات الطبية الطارئة، أيضا العمل على توفير الدورات القصيرة المتعلقة بالخدمات الطبية الطارئة المعتمدة عالميا من جهات الاختصاص.
وأشار إلى أن البرنامج راعى ضرورة تحقيق الارتباط العضوي بين رؤية البرنامج ورسالته وأهدافه من ناحية ورؤية ورسالة وأهداف الجامعة من ناحية أخرى، بحيث تسهم جهود البرنامج في مجالي التدريس والبحث العلمي إسهاما فعالا في نجاح جهود التدريس والبحث العلمي التي تضع خططها الكلية والجامعة.
الرزيني
من جهته، قال الدكتور ضيف الله بن مناحي الرزيني رئيس قسم الخدمات الإسعافية في الكلية:''إن الكلية تقدم من خلال تخصصها الأساسي أربعة برامج منها العلوم الأساسية للخدمات الطبية الطارئة، والعلوم الطبية الطارئة الإسعافية، والإسعاف البري والبحري، إضافة إلى طب الحشود والكوارث''، موضحا أن المملكة لا تزال أقل من المعدل المناسب للتغطية الإسعافية في الخدمات الطبية الطارئة على مستوى العالم.
وأضاف أن الكلية تسعى من ضمن الأهداف إلى أن يكون الخريج مؤهلا ومتمكنا ويتقن عمله مع أي حالة طبية طارئة بسبب ارتفاع تكلفة إيجاد طبيب يكون موجودا مع الحالات الإسعافية والاستعاضة عنه بإخصائي خدمات إسعافية طارئة ومؤهل، مؤكدا أن نوعية المخرجات تعتبر هاجسا كبيرا لكلية الأمير سلطان وهي رسالة تحرص عليها جامعة الملك سعود للتميز من خلالها لإيجاد مخرج على مستوى عال للتعامل مع أي حالة طبية طارئة.
وهنا أشار الدكتور فودة إلى أن المملكة بحاجة إلى ما بين 50 و 70 ألف مسعف يكون أغلبهم على مستوى البكالوريوس، قائلا :'' إن الوقت الحالي لا يتعدى عدد المسعفين ذوي المستوى العالي ألفي مسعف فقط على مستوى المملكة، وهناك حاجة ماسة كبيرة إلى مثل هؤلاء في المملكة، ولعل إنشاء هذه الكلية يتواكب مع التطورات المهمة التي حدثت خلال العامين الماضيين في الهلال الأحمر تحت رئاسة الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، ويجب أن يواكب هذه التطورات كذلك خريجون ومسعفون على مستوى عال من الاحترافية في مجال تقديم الخدمات الطبية الطارئة.
وأوضح الدكتور هاشم بن صليح أن مستقبل خريجي كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة، مطلوب بشكل كبير نظرا لحاجة مزود الخدمة الإسعافية كالهلال الأحمر إلى هذه الكوادر وعندما نتحدث عن كوادر فنحن نتحدث عن كوادر مؤهلة بالمستوى الذي يتواكب مع التطور الصحي في المملكة، وهناك حاجة كبيرة المسعفين كذلك فإن جميع المستشفيات التي لديها وحدة طوارئ فهم بحاجة إلى مسعفين يعملون في هذه الوحدات.
من جهته أوضح الدكتور فودة أن من ضمن التخصصات التي سيتم طرحها وهو تخصص طب الحشود، ونحن في المملكة نتشرف بوجود أكبر حشد من البشر طوال العام وذلك في مكة المكرمة، بالتعاون مع الإخوان في معهد الملك عبد الله لأبحاث الحج لعمل مسار لهذا التخصص المهم جدا الذي لابد أن نهتم به لتميز المملكة بالتجمع السنوي بالملايين، وهذا المجال نأمل أن تتشرف الكلية بأن يكون من ضمن تخصصاتها المستقبلية.
ندرة التخصص
طالبان يقدمان الإسعافات الأولية لإحدى الحالات المصابة.
وقال الدكتور فودة إن السبب الأساسي لندرة الكوادر الطبية في الخدمات الإسعافية هو أن هذا التخصص لم يكن يدرس في الجامعات على مستوى درجة البكالوريوس رغم وجود الحاجة إلى ذلك، ولكن لم يكن هناك من يقوم بتقديم هذا التخصص على مستوى الجامعات، حيث كانت الكليات الصحية سابقا تقدم الدبلوم فقط وبعدد قليل، إضافة إلى بعض المعاهد الخاصة التي تقدم بعض الدبلومات الصحية في هذا المجال،وهناك حاجة إلى مثل هذا التخصص بإجماع الجميع سواء العاملين في الهلال الأحمر أو في المستشفيات أو في القطاعات العسكرية.
وأضاف أنه في الوقت الحالي توجد هناك ثلاثة برامج حكومية وبرنامجان في القطاع الخاص، مبينا أن جامعة الملك سعود تشرفت بتقديم أول برنامج يقدم من الجامعة في مجال التخصصات الصحية وهو تقديم الخدمات الطبية الطارئة، وهناك برنامج مشابه يقدم أيضا من جامعة أم القرى وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للتخصصات الصحية، وهناك برنامجان آخران يقدمان عبر القطاع الخاص وجميع خريجيهما من حملة البكالوريوس.
وقال الدكتور هاشم بن صليح إن شروط قبول الطلاب ليست صعبة، ولكن نحن نهتم بمدخلات الكلية اهتماما كبيرا حتى نستطيع أن نؤهل طلبة وخريجين متميزين، ولذلك لابد أن تعتني بانتقاء الطلاب المناسبين من البداية, وكلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة من ضمن سلسلة الكليات الصحية في جامعة الملك سعود حيث إن الأنظمة التي تطبق على الكليات الصحية في القبول، تطبق كذلك على كلية الأمير سلطان فالطلاب ينبغي عليهم أن يدخلوا في السنة الأولى التحضيرية الخاصة بالكليات الصحية ثم يتم قبولهم بعد ذلك بناء على معدلات الطلاب ورغباتهم في كلية الأمير سلطان، فلا توجد شروط نرى أنها صعبة إنما نختار الطالب الذي يقتنع بالتخصص ليصبح قادرا ومتمكنا من تقديم الخدمات الطبية الطارئة بالشكل المطلوب، ومدة الدراسة مقسمة على عدة مراحل وهي على النحو التالي: السنة الأولى يدرس الطالب من خلالها سنته التحضيرية مع جميع طلاب الكليات الصحية، وثلاث سنوات يتم خلالها دراسة التخصص في الكلية، ثم السنة الأخيرة وهي سنة الامتياز يتم خلالها التطبيق الميداني.
وقال الدكتور الرزيني يجب أن نشير هنا إلى أن الهلال الأحمر لا يزال بحاجة إلى أعداد كبيرة من الخريجين وذلك للوصول إلى مستوى مقارب للمعدلات العالمية، والأمر الآخر أن الخريج له مستقبل كبير في الكثير من الجهات والقطاع الصحي وخاصة في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وكذلك في القطاع الخاص، وذلك في ظل التوسع التنموي الذي تعيشه المملكة في ظل وجود شركات ومصانع ضخمة تحرص على وجود مسعفين قريبين من مواقع العمل سواء للتدخل السريع أو للتوعية والإرشاد، إضافة إلى المستشفيات الحكومية، والطب الميداني العسكري, ولا يزال الطلب متزايدا على الخريجين كذلك في الإدارات المختصة بالنقل الإسعافي في وزارة الصحة التي تتحمل العبء الأكبر وخاصة في موسم الحج وأيضا في وقت الكوارث لا قدر الله.
من جانبه، توقع الدكتور هاشم بن صليح أن سوق العمل في هذا البرامج لا تزال مفتوحة إلى سنوات لا يمكن تحديدها، إضافة إلى أن هذه الكوادر ستسهم في توطين عدد من الوظائف والتخصصات الجديدة التي لم نفكر فيها عند وضعنا لهذه الخطط والبرامج في هذا التخصص حاليا.
اعتماد التخصص
وأكد عميد كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة الدكتور فودة، أن ديوان الخدمة المدنية حدد وظيفة إخصائي خدمات طبية طارئة معترف به، وهي على رتبة إخصائي علوم طبية تطبيقية مثل باقي التخصصات المشابهة لها كإخصائي الأشعة أو إخصائي التغذية أو إخصائي المختبرات، وذلك بنفس الدرجة وبنفس المسمى الوظيفي ولكنها خاصة بالخدمات الطبية الطارئة، فالمسمى موجود ومعترف به، فيما يتعلق بهيئة التخصصات الطبية فهناك لجنة متخصصة للخدمات الطبية الطارئة تتبع للهيئة السعودية للتخصصات الصحية تشرف على بعض المعاهد، وبيننا وبينهم تواصل لإثراء هذا التخصص في المستقبل وهو معترف به من قبل الهيئة.
وأوضح الدكتور فودة أن من الأمور التي نأمل أن تكون موجودة في كلية الأمير سلطان للخدمات الطبية الطارئة هو تخريج قادة لمثل هذا التخصص بمعنى أن يكون هناك خريجون يمكنهم مواصلة الدراسات العليا ثم بعد ذلك إما أن يعودوا إلى الكلية للتدريس أو يتجهوا للجهات الأكاديمية المختلفة سواء في القطاع الحكومي كالجامعات التي يوجد منها حاليا في المملكة نحو 22 جامعة، ونرجو من الله تعالى أن يوجد خلال السنوات العشر المقبلة قسم متخصص في كل جامعة حكومية إضافة إلى الجامعات الخاصة، ونحن نعمل في الكلية لتكون النواة من جامعة الملك سعود، ولدينا خمسة معيدين ومحاضرين كانوا مبتعثين على بعثة خادم الحرمين الشريفين، وجميعهم تم استقطابهم وتعيينهم في الكلية، وبعضهم أنهوا الماجستير وبعضهم سيواصلون درجة الدكتوراه، والكلية لا تقتصر على تخريج البكالوريوس ولكن هناك بعض الدورات التي تقدمها للقطاع الصحي كدورات الإسعاف الأولية وستكون فور اكتمال الكلية إداريا وأكاديميا حيث ستبدأ في إعطاء هذه الدورات لكل الممارسين الصحيين ومن المعروف أنه لا يستطيع أي ممارس صحي أن يمارس عمله إلا أن تكون له دورات في الإسعافات الأولية سواء المبتدئة أو المتقدمة , للكبار أو للأطفال.
وأضاف أن من ضمن البرامج التي سيتم طرحها قريبا برنامج تجسير وهو استقبال الفنيين وتطوير برنامجهم لدرجة البكالوريوس، وذلك لأن معظم الموجودين في الخدمات الإسعافية على مستوى دبلومات وتوافقا مع قرارات خادم الحرمين الشريفين وهو العناية بهذه الفئة وطرح فرص العمل لهم وتطوير مستواهم، فهذه من الأمور التي تكون فور الانتهاء من البرنامج المتكامل للبكالوريوس، وسننتقل إلى برنامج التجسير حيث سيلتحق بنا الإخوة المتخرجون من المعاهد على مستوى فني للحصول على درجة للبكالوريوس.
ويرى الدكتور بن صليح أن الكلية لا تزال في طور الإنشاء، وقمنا بعقد بعض البرامج الموجهة لبعض الفئات المستهدفة وهم طلاب السنة التحضيرية للكليات الصحية في جامعة الملك سعود، وعقدت لهم ورشة عمل للتعريف بالكلية وأهدافها، شارك فيها عميد الكلية الدكتور خالد فودة والدكتور ضيف الله الرزيني وهناك خطة إعلامية انتهجتها الكلية للأسابيع المقبلة، وستبدأ مع فترة القبول والتسجيل في أروقة الجامعة تعريف الطلاب بالكلية وما المستقبل الوظيفي لها.
الخطة الاستراتيجية
وأشار الدكتور الرزيني إلى أن هناك بعض الأمور التي ينبغي أن نبينها وهي ما نقوم به حاليا وهو وضع خطة استراتيجية للكلية، ومن شارك في هذه الخطة الاستراتيجية هم من سيحددون حاجة المجتمع إلى العديد من البرامج حيث اشترك في هذه الخطة الاستراتيجية جميع المستفيدين من الكلية وبعض من عامة المواطنين وكذلك بعض الجهات المستفيدة سواء في القطاع الحكومي العسكري والمدني، إضافة إلى القطاع الخاص ممثلا في الشركات والمؤسسات، إلى جانب القطاع الخاص التعليمي ممثلا في المعاهد الصحية.
وأضاف أنه ومن خلال هذه الخطة الاستراتيجية ستتضح الرؤية لدينا وإلى الحاجة إلى بعض الجزئيات المعينة المتفرعة من العلوم الطبية الطارئة، والنظرة الآن تقريبا واضحة إلى أن هناك حاجة إلى العلوم الأساسية في العلوم الطبية الطارئة وكذلك في الإسعاف البري والبحري، والخدمات الطبية الطارئة الميدانية، وهنا يتضح أن هناك حاجة ماسة إلى طب الحشود والكوارث إضافة إلى الحاجة إلى وجود خريجات من هذه البرامج يعملن في أقسام الطوارئ فيما يعنى بالخدمات الطبية الطارئة أو العناية المركزة، ولكن ستتضح الرؤية أكثر بعد نهاية الخطة الاستراتيجية التي قطعنا فيها شوطا كبيرا.
من جهته، أوضح الدكتور فودة أنه في السبت الماضي أقرت الخطة المبدئية من خلال مجلس الكلية والمجلس التأسيسي للكلية، وسيتم رفعها لوكالة الجامعة للتطوير والجودة ممثلة في عمادة التطوير في جامعة الملك سعود، حيث إن هناك فريقا سيقوم بدراسة الخطة الاستراتيجية متكاملة ومن ناحية جودتها وتوافقها مع الخطة الاستراتيجية للجامعة، وقد يكون هناك بعض التعديلات أو الملاحظات التي سيتم استيفاؤها ومن ثم ننتقل إلى المرحلة التي بعدها والانطلاق والبدء في مشاريع الخطة، ونأمل أن يكون مع انطلاق العام الدراسي المقبل ستنطلق الدراسة الفعلية للكلية في انتقال الدفعة الأولى من السنة التحضيرية لنا، وفي نفس الوقت ستكون الخطة الاستراتيجية قد انتهت وحتى تكون هناك نظرة واضحة لجميع المشاريع التي ستنطلق بعد ذلك من كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الطبية الطارئة.
وأوضح الدكتور فودة أن التخصص الذي تقدمه الكلية ليس بتخصص نظري ولذلك لا نستطيع أن نتوسع فيه توسعا سريعا، وذلك لأنه تخصص عملي وفيه تدريب ميداني وتدريب إكلينيكي، وبالطبع لابد أن يكون هناك تطور تدريجي في قبول الطلاب، وكلية واحدة لن تستطيع أن تفي بالغرض، ومن أهداف الكلية تخريج قادة لمثل هذا التخصص وقادة أكاديميين من الطراز الأول حتى يستطيعوا أن ينشروا هذا التخصص، مبينا أن الكلية تعتبر نواة لهذا البرنامج ، ونتطلع إلى أن يكون في المملكة من 30 إلى 40 برنامجا في الجامعات الحكومية وجامعات القطاع الخاص ( في الولايات المتحدة نحو500 برنامج ) وكل برنامج يقبل من 50 إلى 100 طالب وبذلك نستطيع الحديث خلال السنوات العشر القادمة عن الاكتفاء الذاتي في هذا التخصص، وفي الوقت الحالي لا نستطيع قبول عدد كبير بسبب طبيعة التدريب الذي يعتمد على المستشفيات وعلى مختبرات ومراكز محاكاة متقدمة وتدريب في الهلال الأحمر ولذلك لا نستطيع أن نتوسع بسرعة في هذا الموضوع حتى لا نؤثر في الجودة المقدمة.
وحول المعوقات قد تقف أمام الطلاب خلال التحاقهم بالكلية أو بعد تخرجهم منها، قال الدكتور الرزيني:''إن الكلية في الواقع ترى أن من يتقدم إليها لا بد أن يجتاز شروط القبول، ولمثل هذا التخصص لا بد أن تكون لدى الطالب قناعة كاملة بالرسالة التي يحملها للمجتمع، ومن المعروف أن قدرات الناس تختلف من شخص إلى آخر، وجسارتهم على رؤية الإصابات والأمور المؤذية تختلف كذلك من شخص إلى آخر، فقد يكون هناك من هو قادر على إتمام البرنامج من خلال التدريب الميداني مع الهلال الأحمر أو من خلال العمل في أقسام الطوارئ وممارسته الفعلية مع المرضى والمصابين وبعضهم قد لا يستطيع القيام بذلك.
وحدد الرزيني بعض المعوقات التي تعود إلى طبيعة العمل وإلى إمكانية الطالب ذاته وخصوصا طريقة تعامله مع الجمهور ومع حاجات المرضى وطبيعة إصاباتهم، إضافة إلى وجوده في أماكن وأوقات لا تكون مفرحة كأن يصادف حالة وفاة مثلا، وينبغي هنا أن يتعامل معها تعاملا احترافيا مع أفراد الأسرة أو القريبين من الحالة، كما ينبغي أن يتعامل مع المصاب من خلال تقديم الخدمة الطبية الطارئة والإنقاذ الطبي بشكل إنساني لإكمال الرسالة وما يحمله من أخلاقيات المهنة.
من جانبه، أوضح الدكتور فودة أننا نرى ذلك الحراك خلال الفترة الماضية في محاولة خلق وظائف للشباب السعودي، وهذا شيء يقره كافة المواطنين في المملكة، والنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وتبنيه لأبناء هذا الشعب الحياة الكريمة، والوظائف المناسبة لهم ونحن نتشرف في هذه الكلية بتوفير فرص جديدة غير تقليدية لهؤلاء الشباب في تخصصات لم تكن موجودة من قبل، ونرجو من الله أن نوفق في هذا المشروع حيث من المتوقع خلال السنوات العشر إلى العشرين القادمة أن يتم استيعاب نحو 100 ألف من هذه التخصصات، ولا ندعي أنهم سيكونون جميعهم من هذه الكلية ولكن ستكون هذه الكلية هي النواة لفتح مثل هذه التخصصات و البرنامج الطبي الرائد، وتكون للكلية في حد ذاتها نسبة واضحة لحل هذه المشاكل حيث نتشرف بأن نكون ضمن النظرة الثاقبة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى رأسها الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني.


أخبار مرتبطة