باسم مجموعة اضطرابات الحالات المزاجية التي تشمل عددا من الاضطرابات التي تظهر فيها أعراض الاكتئاب.
الاكتئاب الذهاني ينطوي على مزيج من اعراض الاكتئاب الرئيسية السريرية، مع اعراض الذهان ويصيب 15% - 19% ممن يعانون من الاكتئاب الرئيسي. كذلك، تحدث هذه الظاهرة في حالات نادرة جدا في اكتئاب ما بعد الولادة (لدى 1% من الحالات).
الاكتئاب الذهاني يزداد عادة عندما تظهر اعراض الاكتئاب بمستوى حاد جدا، وخصوصا في الحالات التي ينشا فيها خطر الانتحار، التوهم او مخاوف اخرى والضعف الادراكي.
الاكتئاب الذهاني - خصائص هذا الاضطراب:
الاكتئاب الذهاني يشمل اعراض الاكتئاب السريري، مثل الحزن، الياس، عدم المبالاة وعدم المبادرة. الى جانب ذلك، تظهر اعراض ذهانية مع نوبات ذهانية بمستوى متغير. الاعراض الذهانية التي تظهر كجزء من الاكتئاب الذهاني، تنقسم الى نوعين. النوع الاول يشمل اعراضا ذهانية تطابق الصفات الاكتئابية. على سبيل المثال، الخرس (فقدان القدرة على الكلام)، الاهمال الذاتي الشديد، وانواع الوهم التي تتطابق مع شعور الحزن والياس. على سبيل المثال، افكار حول صوت يقول للشخص انه عديم القيمة. النوع الثاني، يشمل اعراضا ذهانية تناقض الاعراض الاكتئابية. هكذا، على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالاكتئاب، ويكون لديه في نفس الوقت شعور بالعظمة، والشعور بان لديه معرفة واسعة وقوة مفرطة.
مراحل تشخيص مرض الاكتئاب النفسي السريري
بالفيديو: كيف تعمل مضادات الاكتئاب؟
شاهدوا هذا الفيديو لكي تروا كيف تعمل بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب
الاكتئاب الذهاني - التشخيص والعلاج:
الاكتئاب الذهاني قد يشكل تحديا للعلاج حيث ان احد هذه التحديات الرئيسية هو تشخيص هذه الظاهرة، بكل ما يتعلق بالقدرة على التمييز بين الاكتئاب الذهاني وحالات الفصام على انواعها. على سبيل المثال، عندما يتعلق الامر بالاكتئاب الذهاني الذي يشمل الاعراض الاكتئابية التي تتطابق مع الاعراض الذهانية، فان الصورة السريرية لمرض انفصام الشخصية تكون مشابهة جدا. كذلك، في كثير من الحالات تكون الاعراض الذهانية طفيفة او مخفية. التشخيص السليم هو في غاية الاهمية، لانه يحدد العلاج وكذلك احتمالات الشفاء. وثمة تحد اخر يرتبط بنوعية العلاج. علاج الاكتئاب الذهاني يعتمد على دمج الادوية المضادة للذهان مع الادوية المضادة للاكتئاب التي تعطى ضمن التشاور مع اخصائي الامراض النفسية. احيانا، يتم ايضا دمج العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) او اي علاج نفسي.
العلاج بالصدمة الكهربائية
ومع ذلك، فقد تبين اكثر من مرة ان الاعراض لا تستجيب للعلاج، وانه في كثير من الحالات يحدث تحسن مؤقت يتبعه تفاقم للحالة. ونظرا لصعوبة التشخيص والعلاج، مع وجود خطر الانتحار، يكون من الضروري في كثير من الحالات ادخال الشخص الى مستشفى العلاج النفسي لفترات متغيرة. كذلك، هنالك حالات اخرى تتطلب التدخل العلاجي السريع، وخاصة حالات الاكتئاب الذهاني التي تظهر ضمن اكتئاب ما بعد الولادة. العلاج في هذه الحالات مصيري ليس فقط بسبب القلق للام، وانما لنوعية علاقتها مع الطفل وسلامته.
اليوم، هناك من الخبراء من يدعون بان الاكتئاب الذهاني ليس نوعا فرعيا من الاكتئاب الرئيسي، انما هو اضطراب منفصل. وتستند الحجج على الاختلافات العصبية البارزة بين الحالتين. في المقابل، يرى البعض ان هناك صلة بين مجموعتي الاضطرابات، بحيث انه توجد في الطرف الاول اضطرابات الحالات المزاجية، وفي الطرف الاخر الاضطرابات النفسية.
<<
اغلاق
|
من الطبع, الصفات, الاحاسيس, الافكار والسلوكيات المتاصلة والفريدة لدى شخص معين؛ فمن الممكن ايجاد تنوع واسع بين الاشخاص، من حيث الصفات والتراكيب الشخصية، في تجمع سكاني واحد. عندما تكون هذه التراكيب المختلفة للشخصية حادة, تفتقد الى الليونة ودائمة التردد, فعندها تدعى بالشخصية "غير الطبيعية" (او ان صاحبها يعاني من الاضطرابات النفسية)، اذ عندما تطرا ظروف مغايرة تتطلب ليونة في هذه المكونات الشخصية, فاذا كان الشخص ذا مركبات تفتقر الى الليونة في شخصيته، فقد تحد من قدرته على التاقلم, وبالتالي يكون المصاب باضطرابات الشخصية معرضا للوقوع في الازمات والمعاناة, عاجزا عن ممارسة حياة طبيعية. لا يعي ذو الشخصية غير الطبيعية اشكالية هذا الاختلاف, بل يكون على قناعة ان المشكلة التي تواجهه تكمن في الاشخاص والظروف المحيطة به, وهذا ما يعيق احتمالات العلاج، اذ لا يستجيب الشخص للعلاج، وفي اكثر الحالات لا يرى حاجة للعلاج او التغير. يبدا ظهور هذه الشخصية غير الطبيعية عند الفرد في جيل المراهقة, وخلافا للمرض النفسي, تعتبر الشخصية غير الطبيعية تركيبة ثابتة للفرد، ومن غير الوارد ان يؤثر فيها العلاج الدوائي. قد يكمن اصل المشكلة - لتشكل الشخصية غير الطبيعية (او للاضطراب في الشخصية) - في العوامل الوراثية والعوامل المحيطة. يتم تصنيف انواع اضطرابات الشخصية لمجموعات وانواع محددة، بحسب نظام تصنيف وتشخيص انواع الشخصية المتعارف عليه في علم النفس العلاجي (DSM). يتم التصنيف وفق عوامل مشتركة لانواع مختلفة، بحيث تحوي كل مجموعه انواعا مختلفة، الا ان بينها عوامل اساسية مشتركة؛ مما يعني ان من الوارد وجود شخصيات مختلفة في ذات المجموعة.
يتوفر العلاج النفسي المرضي لمعالجة هذه الظاهرة، كما وتتوفر علاجات دوائية مساعدة لمنع، او علاج المخاوف التي تنشا عند المرضى في مثل حالات الاكتئاب والخوف.
المجموعة الاولى
تندرج ضمن هذه المجموعة انواع الاشخاص الانعزاليين او المنعزلين والذين يعتبرهم الاخرون غريبي الاطوار ومختلفين.
اضطراب الشخصية المرتابة (Paranoid personality): يتميز المصابون باضطراب الشخصية المرتابة، بفهمهم لسلوكيات الاخرين، على انها موجهه لتهديد والحاق الاذى بهم. غالبا ما يكون اصحاب هذه الشخصية كثيرو الشك، ومن الصعب ان يثقوا بالاخرين؛ وتشكل هذه التصرفات بالنسبة لهم الية للحماية من المحيطين بهم، ومن الاضرار التي قد تلحق بهم، بسبب عدوانية وعدم نزاهة المحيطين. قد تشكل هذه التصرفات مشكلة حقيقية للمصابين بهذا الاضطراب، وقد تلحق الكثير من الضرر في حياتهم الاجتماعية, العملية, الزوجية وقد يسبب الافراط فيها جلب كل المتاعب وحدوث الكوارث التي يخافون منها اصلا، كالتسبب في الطلاق او الفصل من العمل.
اضطراب الشخصية الانعزالية (Schizoid personality): يتميز المصابون بهذا الاضطراب بالانطوائية والانعزالية، ولا يشعرون بالحاجة لصحبة الاخرين. غالبا ما يقومون بالنشاطات التي تتطلب الانعزالية. ويختار ذوو الشخصية الانعزالية العمل في مهن لا تتطلب العمل الجماعي. يفضل المصابون بهذا الاضطراب، في كثير من الاحيان، قضاء اوقاتهم في النشاطات الفكرية والنظرية، وان يكرسوا عواطفهم في الاهتمام بالحيوانات عوضا عن اهتمامهم بغيرهم من البشر.
اضطراب الشخصية الفصامية (Schizotypal personality): يشبه صاحب هذه الشخصية, الشخصية الانعزالية بعض الشيء، الا انه يكون اكثر غرابة، وبطريقة تثير الانتباه لاسلوب الملبس والكلام. يؤمن عادة بالافكار الفلسفية والغريبة. عادة ما يكون المصابون باضراب الشخصية الفصامية قليلو الارتباطات الاجتماعية ويجدون صعوبة في الاندماج مع الاخرين. يشبه عالمهم الداخلي عالم الاطفال، مليء بالاصدقاء الخياليين, ولديهم الكثير من المخاوف والتخيلات. وغالبا ما يكونون عرضة للاصابة بالاكتئاب المزمن.
المجموعة الثانية:
تندرج ضمن هذه المجموعة انواع الشخصيات المتلونة, كالاشخاص الذين تتسم سلوكياتهم بالحدة مع المحيطين بهم، وغالبا ما تكون متضاربة وغير متناسقة؛ كما وتندرج الشخصيات الحدودية وغير الاجتماعية ضمن هذا التصنيف.
اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic personality disorder): يشبه اصحاب هذه الشخصية, شخصية نركيس الاسطورية، الذي وقع في حب صورته المنعكسة على الماء، مستغرقا بشؤونه دون الاحساس بوجود الاخرين. كثيرا ما يشعر المصابون باضطراب هذه الشخصية بالتعالي، وبانهم اصحاب شان ويبنون التخيلات التي تشعرهم بانهم متميزون ولامعون. يتصرفون احيانا، باستغلالية جليلة وينتظرون تلقي الاستحسان والتقدير الكبيرين من المحيطين بهم. لا تكون كل هذه التصرفات، في كثير من الاحيان، الا ستارا يداري شخصيتهم المهزوزة وشعورهم بالحاجة الدائمة الى محفزات ايجابية، وتلقي الدعم من الاخرين. يجد اصحاب هذا الاضطراب صعوبة كبيرة في بناء العلاقات الشخصية، وغالبا ما يعانون الوحدة, كما ويكونون عرضة للاصابة بالاكتئاب، وخاصة مع التقدم في السن.
اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic Personality Disorder): قد يظن البعض ان غالبية المصابين بهذا الاضطراب، هم من جمهور السيدات, بسبب ان اصحاب هذه الشخصية يعانون فرط الحساسية ويسعون دوما ليكونوا في مركز اهتمام الاخرين. يبالغون في التعبير عن عواطفهم، ويميلون الى الخداع والمبالغة. قد تظهر تصرفاتهم مغرية بعض الشيء (بحسب الافكار المسبقة للمتلقي). قد تستتر تحت هذا الغطاء معاناة عاطفية عميقة, بعيدة المدى، والتي تحتاج الكثير من التهدئة. يميل اصحاب هذا الاضطراب للاصابة بامراض جسمانية مع انعدام وجود سبب عضوي حقيقي.
المجموعة الثالثة:
تندرج ضمن هذه المجموعة انواع الشخصيات التي تبدو للاخرين وكانهم دائمو الخوف والانزعاج وتضم:
اضطراب الشخصية التجنبية: يشبه المصابون بهذا الاضطراب، اولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية, اذ يكونون في الغالب منعزلين ولا يرتاحون للاختلاط بالاخرين. الا ان تجنبهم الاختلاط بالاخرين، نابع من استصغارهم للذات ولقدراتهم، واحتقارهم لانفسهم بشكل مبالغ فيه. يحاول هؤلاء الاشخاص تجنب الاختلاط بالناس رغم رغبتهم الشديدة بالاختلاط, خوفا من تلقي الانتقادات من الاخرين. عادة ما يكونون كثيري الخجل, عديمي الثقة بانفسهم وسريعي التاثر. تسبب لهم هذه الصفات الفشل في علاقاتهم الشخصية وفي حياتهم العملية.
اضطراب الشخصية الاعتمادية: يتميز المصابون بهذا الاضطراب باحساسهم بالخوف وباستصغارهم لانفسهم, الا انهم يتميزون باحتياجهم للاخرين لمساندتهم في اتخاذ القرارات. توجد لديهم الدوافع في بناء علاقة اتكالية مع شخص اخر. كثيرا ما يجعلهم هذا الاضطراب عرضة لاستغلال الاخرين لهم. وعادة ما يقبلون هذه العلاقة التي يشوبها الاستغلال خوفا من البقاء وحدهم. قد يعايش صاحب الشخصية الاعتمادية الكثير من الاضطرابات النفسية، عندما ينفصل عنه من يعتمد عليه.
اضطراب الشخصية الوسواسية: يتميز اصحاب الشخصية الوسواسية بدقة التنظيم والتخطيط، وباهتمامهم الشديد بادق التفاصيل وصغائر الامور. عادة ما يجابهون الصعوبات في القيام بالمهام، بسبب نزعتهم للكمال, بحيث يهتمون بان تنجز المهمات على اكمل وجه، حتى في اصغر التفاصيل. كذلك من الصعب عليهم الاشتراك مع الاخرين في الاعمال، لحرصهم المفرط في انجاز الاعمال بالطريقة المخطط لها، وعدم تقبلهم للتغيير والعفوية. قد ينظر اليهم البعض على انهم اصحاب مشاعر ضحلة، وقد ينظر اليهم اخرون على انهم يحملون الضغينة. من السهل والملائم لهم العمل في الاعمال التي تتطلب الكثير من الدقة في التفاصيل، مثل ادارة ورقابة الحسابات. وقد يكون هؤلاء عرضة للاصابة بالاكتئاب عند الظروف التي تتطلب الخروج عن الرتابة, مثل تلقيهم ترقية في مكان العمل.
اضطراب الشخصية العدائية - السلبية (Passive - aggressive): يتميز المصابون باضطراب الشخصية العدائية - السلبية، بعدم المقدرة على التعبير عن العدوانية ظاهريا وبشكل مباشر, بل يلجئون للتعبير عن هجوميتهم بالخفاء وبطرق ملتوية، مثل عدم النجاعة في العمل، الجدال, الشكوى والتذمر والنقد المبالغ فيه. كثيرا ما يشعر اصحاب هذا الاضطراب بانهم سيئو الحظ، وعادة ما يكونون كثيري الحسد للاخرين. يثيرون الكثير من الغضب في علاقاتهم مع الاخرين، واحيانا يجرون على انفسهم العداء بشكل ظاهر؛ لهذا السبب كثيرا ما يفشل المصابون بهذا الاضطراب في بناء علاقتهم مع الاخرين، ويسبب لهم الضرر في مختلف مناحي حياتهم الشخصية, العملية والاجتماعية.
<<
اغلاق
|
سمرٍ سرية أقيمت في منازل صديقاتهن، وأشخاص اعتادوا مدّهنّ بالكميات والجرعات بأسعار خيالية... لا يقتصر الأمر على ذلك، إنما باتت السجون مزدحمة بالمدمنات اللواتي يعالجن في المستشفيات الخاصة أو الحكومية بعد القبض عليهن سواء بتهمة الحيازة لكميات بسيطة للاستعمال الشخصي، أو بكميات زائدة للاتجار.
ما ذكرناه ليس سيناريو لمشهد تمثيلي انما هو واقع في السعودية. بل إن الكثيرات من المدمنات لا يعلم عنهن الإعلام شيئاً ويصعب الوصول إليهن بسبب العادات التي تحكم المجتمع وخوف العائلات من الفضيحة. لكن العمل لإنقاذ هذه الحالات مازال مستمراً وبشكل متواصل. وقبل شهر ونصف افتتح القسم النسائي لعلاج المدمنات في «مستشفى الأمل» في جدة، وهو يقدم خدماته العلاجية والتأهيلية والوقائية للاناث من مختلف الفئات العمرية. «لها» زارت القسم والتقت مدير المستشفى الدكتور أسامة آل إبراهيم والدكتورة ابتهاج فلاته للاطلاع علىدور القسم في حماية الفتاة من العودة إلى براثن الإدمان.
آل ابراهيم: لا نعاقب مريضة الإدمان
تحدث مدير مستشفى الأمل الدكتور أسامة بن أحمد آل ابراهيم عن هذا القسم قائلاً: «القسم هو أحد أقسام مستشفى الامل في جدة الذي يُعتبر من الصروح الطبية العريقة التابعة لوزارة الصحة التي أنشأتها الحكومة السعودية لمعالجة مرضى إدمان المخدرات وتأهيلهن. ويقوم المستشفى بدور وقائي وعلاجي وتأهيلي في مجال إدمان المخدرات بأنواعها المختلفة، مع العلم أن رسالة المستشفى هي تقديم افضل الخدمات لمعالجة مرضى الادمان في اطار شمولي متقدم وبواسطة فريق من أفضل المتخصصين، وباتباع اسلوب طبي نفسي اجتماعي ارشادي وديني.
وبالنسبة الى القسم النسائي فقد تم تشغيل العيادات الخارجية والطوارئ التي تستقبل الحالات على مدار الساعة وطوال أيام الاسبوع. وبالنسبة الى أجنحة التنويم فمن المتوقع بمشيئة الله العمل فيها بعد ستة أشهر من الافتتاح».
وعن آلية العمل في القسم ومشرفات القسم أشار الى أنه عند حضور الحالة للعلاج يتم استقبالها واجراء التقويم الطبي والنفسي والاجتماعي واجراء الفحوص الطبية والمخبرية اللازمة.
وفي ضوء النتائج توضع بالاضافة إلى المقاييس والاختبارات النفسية المطلوبة للحالة، ثم يتم بعد ذلك عمل الخطة العلاجية التي تشمل الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والارشادية والدينية، مع الاستعانة بالاسرة في مرحلتي التقويم والعلاج حسب الحاجة. ويعمل في القسم فريق من الكوادر النسائية المتعددة التخصصات، منها الطب النفسي وعلم النفس السريري والخدمة الاجتماعية والتثقيف الصحي والارشاد الديني والتمريض وشؤون المريضات والسجلات الطبية والمختبر. ويجري العمل حالياً على استقطاب التخصصات الاخرى المطلوبة».
وأشار آل ابراهيم إلى ان المريضات يحضرن الى المستشفى بأنفسهن أو بواسطة اسرهن أو بتحويل من الجهات الحكومية الطبية أو الاجتماعية أو الامنية أو من جهات أخرى، مضيفاً: «نظرا الى حداثة تشغيل القسم النسائي من المبكر الحديث عن أرقام لعدد المراجعات.
وفي ما يتعلق بالاحصائية التي نشرتها بعض الصحف المحلية اعتقد بأن ماتم نشره من أن مستشفى الأمل كشفت عن احصائية تُشير إلى أن عدد المراجعين من مدمني المخدرات في جدة ارتفع عام ٢٠٠٤ إلى ٣٤ ألف مراجع يتلقون العلاج لم يكن صحيحاً ويفتقر إلى الدقة والمصداقية.»
وأكد أن المستشفى جهة لعلاج المريض وتأهيله وليس لها علاقة بالجوانب القانونية والأمنية، قائلاً: «لا تقع عقوبات لدينا على مريضات الإدمان ولا يتعرضن لأي إجراءات قانونية داخل المستشفى ويتم التعامل معهن كحالة مرضية ويحظين بدرجة كافية من السرية ويتمتعن بحقوق المريض أسوة ببقية المنشآت والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة في السعودية».
فلاته: لا يُشترط للعلاج أن يكون تطوعياً ليكون فعالاً
من جهتها، أشارت الدكتورة ابتهاج فلاتة، وهي احدى المشرفات على علاج المدمنات في القسم النسائي، الى أن الفتيات قد يدمّن أي نوع من المخدرات الموجودة، ومنها المنشطات والأفيون والمنومات والحشيش والكحول وغيرها. وقالت: «مع أن الادمان يحدث أكثر في مرحلة الشباب إلا أنه يمكن أن يحدث في جميع الفئات العمرية ولدى أي من الفئات الاجتماعية، وأؤكد ان الحكومة السعودية الرشيدة أولت الاهتمام الكبير والمباشر لعلاج حالات الإدمان، كما وفرت الميزانية المناسبة لذلك، وهذه التكاليف تدخل ضمن ميزانية المستشفى السنوية».
وأضافت: «برامج العلاج التي تخضع لها المدمنة تتم على مرحلتين، أولاهما مرحلة ازالة السموم، وقد تتم من خلال العيادات الخارجية أو بالتنويم. وهي مرحلة قد تستغرق أسبوعاً إلى ثلاثة اسابيع بحسب الحالة. ويجري فيها تقويم شامل للمريضة لمعرفة الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية المسببة لإدمانها، وأيضاً علاج الاعراض الانسحابية او الانسمامية للمواد الادمانية.
أما المرحلة الثانية فنعني بها مرحلة تعديل السلوك والتأهيل وتستغرق أشهراً، ويتم فيها تحديد السلوكيات السلبية المسببة أو المصاحبة لإدمان المريضة وتعديلها من خلال برامج علاجية طبية نفسية واجتماعية وارشادية ودينية. وهناك البرامج التأهيلية لمساعدة المدمنة في اعادةالاندماج في المجتمع، بالاضافة الى العلاج الاسري للحالات التي تستدعي التدخل العلاجي الارشادي لأسرة المدمنة.
ويتم عادة التعاون بين المستشفى والجهات العلاجية بما يخدم مصلحة المريضة وحسب الانظمة المعمول بها».
وعما اذا كانت الفتيات يُجبرن على تلقي علاج الادمان أم يصلن برغبتهن وكامل ارادتهن إلى المستشفى قالت فلاته: «قد تأتي الفتاة بكامل رغبتها للعلاج، وقد تأتي بناء على رغبة أسرتها أو بتحويل من الجهات الطبية أو الاجتماعية أو الأمنية. وتجدر الاشارة هنا إلى أن الدراسات العالمية في مجال الادمان تشير إلى أنه لا يُشترط للعلاج أن يكون تطوعياً ليكون فعالاً، بل يمكن للاجراءات الإلزامية سواء من جهة العمل أو الاسرة أو حتى الجهات القانونية أن تؤدي إلى تحقيق الاستفادة من البرنامج العلاجي وتعافي المريضة من الادمان.
وقد يتم إلزام المريضة بالعلاج إذا كان هناك خطر مباشر على نفسها أو على الآخرين إذا لم تعالج. أما بالنسبة الى ما يتعلق بتنويم الفتيات أثناء العلاج، فسيتم ذلك بعد ستة أشهر من افتتاح القسم وتفعيل جناح التنويم بسعة ٢٠ سريراً».
وعن هروب بعض المدمنات من المستشفى، أكدت انها لم تواجه أي حالة هروب، «وأعتقد أن ارتباط الفتاة بالمخدر وانتشاره في جسدها هما السبب الذي يدفع بعضهن للهروب نتيجة التعود على تخدير الجسد بكمية معينة من السموم».
وجزمت بأن اسر المدمنات متعاونة مع المستشفى، «و لم نواجه حتى الآن أسراً رفضت استقبال المدمنات بعد العلاج، بل على العكس يتم الترحيب بهن واستيعابهن ومحاولة دمجهن في الحياة الطبيعية مجدداً. كما ان الفريق الطبي يحرص على اشراك الاسرة في العملية العلاجية منذ البداية والتعاون مع المريضة وتقديم الارشاد والدعم النفسي والاجتماعي والمعنوي لها».
يماني: الجهات الأمنية تعاقب المدمنة بعد العلاج
أوضح المحامي نايف يماني أن العقوبة التي تقع على المدمنات تتراوح بحسب الحيازة وبناء على الجرم، قائلاً: «إذا كانت الفتاة المدمنة محولة من جهة أمنية إلى مستشفى للعلاج ويقع عليها العقاب بناء على جرمها، فقد يكون ذلك بسبب حيازتها كمية تدخل في باب الاتجار والترويج. والعقوبة تقع بناء على الجرم ونوعه. أما إذا كانت الكمية لاستعمالها الشخصي فالعقوبة هنا مختلفة وتأتي بعد العلاج».
وأضاف: «إذ لم يكن لديها سوابق فالعقوبة مخففة جداً. وإن كانت الكمية التي بحوزتها بسيطة ولا تزيد عن الاستعمال الشخصي فإنها وبعد الانتهاء من العلاج توقع إقراراً أمام الجهات الأمنية المسؤولة بعدم معاودة هذا الأمر، وإن قُبض عليها مرة أخرى بعد توقيعها الإقرار تعاقب بحسب كمية المخدرات. وتختلف عقوبتها بحسب الحالة وعدد الغرامات و تقدير القاضي».
<<
اغلاق
|