المواليد
مقدمة:
إن متابعة الأطفال منذ ولادتهم تعتبر من ضروريات الحياة العصرية ومن انجح الوسائل للحصول على مجتمع سليم قادر على العطاء حيث أن أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل.
والمملكة العربية السعودية تعد من الدول التي يوجد بها نسبة عالية من المواليد وفئة الشباب فيها تشكل نسبة اكبر من كبار السن، لذلك فانه من الضروري العمل على متابعة الأطفال منذ ولادتهم بطريقة سليمة لضمان تمتعهم بالصحة الجيدة والعقل السليم.
التعريف بالبرنامج :
يتوفر هذا البرنامج في جميع الدول المتقدمة حيث أثبتت الدراسات انه أفضل طريقة توصل إليها العلم لمتابعة المواليد بهدف الاكتشاف المبكر لأي مؤشرات تدل على احتمال حدوث إعاقة مستقبلية للطفل والعمل على تلافيها.
وقد أدى هذا إلى انخفاض عدد حالات ذوي الاحتياجات الخاصة في تلك الدول بصورة كبيرة تصل إلى 10% بعد أن كانت 50 – 60 % في بعض الدراسات.
وقد وضع البرنامج خصيصا للأطفال الخدج اللذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل لان أعدادهم متزايدة مع تطور مراكز العناية المركزة للمواليد وتوفر أجهزة وأدوية حديثة لم تكن موجودة في الماضي أدت إلى إبقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة ( بعد مشيئة الله ), وأصبحنا نرى مواليد يعيشون بعد ولادتهم في الأسبوع 24 من الحمل وبأوزان تصل إلى 500 جرام فقط.
ويمكن أيضا أن يشمل هذا البرنامج أطفالا آخرين غير الخدج، مثل متلازمة داون، نقص الأكسجين أثناء الولادة، إصابة المولود بتشوهات، والعديد من الأمراض والحالات التي ممكن أن تؤدي إلى إعاقة.
موقعنا من العالم :
بفضل الله تعالى ثم جهود حكومتنا الرشيدة، فانه يتوفر لدينا مراكز للعناية المركزة لحديثي الولادة خصوصا في مدينة الرياض تضاهي مثيلاتها في أمريكا وكندا وأوروبا، ويوجد العديد من الأطفال كانت أوزانهم عند الولادة 500 جرام أو اقل كتبت لهم الحياة وخرجوا إلى المجتمع، ولكن وللأسف الشديد لا يوجد أي مركز خاص بمتابعتهم في أي مستشفى أو مركز في المملكة، وقد تكون مستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض هي الأفضل في متابعة المواليد لديها على مستوى المملكة والشرق الأوسط.
تجربة شخصية:
منذ العام 1999م، قمت بإنشاء عيادة متابعة المواليد في مستشفى الملك خالد الجامعي.
وبالرغم من قيامي بهذه العيادة وحيدا وبمجهودات شخصية بحثه بالإضافة لانشغالي بعملي الأساسي كاستشاري عناية مركزة للمواليد ورئيسا للوحدة، إلا أن النتائج الأولية أثبتت أن نسبة الإعاقة في الأطفال المولودين لدينا تساوي النسب العالمية (وقد تم نشر ذلك في أحد المجلات الطبية)، وأصبح من النادر جدا جدا أن ترى أي طفل مولود لدينا يأتي إلى عيادة الأعصاب ولديه إعاقة. فما بالكم لو كان لدينا برنامج متكامل؟
أهداف البرنامج:
1. الاكتشاف المبكر لأي مؤشرات تدل على احتمالية تعرض الطفل لإعاقة مستقبلية.
2. في حال اكتشاف أي مؤشرات سلبية، يتم على الفور عمل برنامج وقائي متكامل للحيلولة دون حدوث إعاقة أو للتخفيف منها بوضع برنامج تأهيلي يشمل علاج طبيعي ووظيفي.
3. التحدث مع الأهل والشرح المفصل لهم وبحث المشاكل التي تواجههم في التعامل مع الطفل وإعطاء النصائح اللازمة.
المرضى اللذين يشملهم البرنامج:
هذا البرنامج خاص بالمواليد اللذين يعانون من الحالات التالية:
1. الأطفال الخدج ولهم الأولوية.
2. اختناق أثناء الولادة.
3. تشنجات بعد الولادة أو وجود اختلال بالجهاز العصبي.
4. خلل بالكروموزومات أو الجينات.
5. تشوهات خلقية.
6. ارتفاع نسبة الصفار لدرجة تؤثر على المخ.
7. حالات أخرى حسب ملاحظات طبيب المولود.
8. حالات أخرى حسب ملاحظات الأم.
الجدوى الاقتصادية:
إن العناية بالطفل المعاق جسديا أو عقليا تكلف الدولة الملايين من الريالات حيث انه بالإضافة لحاجته للعلاج الطبيعي فانه يحتاج علاج تأهيلي يشمل توفير الأدوية والأجهزة الخاصة مثل الكرسي المتحرك والكهربائي والأطراف الصناعية وما إلى ذلك، هذا بالإضافة لرواتب العاملين.
أما بالنسبة لبرنامج متابعة المواليد والاكتشاف المبكر، فان التكلفة اقل من ذلك بكثير حيث أنها في اغلب الحالات لا تتعدى رواتب العاملين والعلاج الطبيعي.
التخصصات والخدمات المطلوبة:
1. تخصص حديثي الولادة.
2. طب الأطفال.
3. طب أعصاب أطفال.
4. طب نفسي أطفال.
5. طب عيون أطفال.
6. طب انف وأذن وحنجرة.
7. علاج طبيعي.
8. علاج وظيفي.
9. أخصائيون اجتماعيون.
10. منسقات للعيادة.
11. نظام اتصالات وخدمة الحاسب الآلي.
12. نظام سجلات وتقارير طبية.
13. العاب للأطفال.
14. مستلزمات خاصة بفحص القدرات حسب نوع الفحص.
كيفية قبول الحالات والتعامل معها:
• يقبل فقط الأطفال اللذين في سن مبكرة خلال الأشهر الأولى من العمر وليس الأطفال المتقدمين في العمر ويعانون من إعاقة حيث أن هدف البرنامج هو الاكتشاف المبكر ومنع الإعاقة والتدخل المبكر وليس علاج الإعاقات المتقدمة حيث انه تتوفر مراكز خاصة بذلك.
• يقوم البرنامج بتغطية مدينة الرياض، وفي حالة نجاحه يمكن التوسع.
• يتم التخاطب مع المستشفيات المعنية ويتم التعريف بالبرنامج.
• تقبل الحالات حسب الشروط.
• يتم تنسيق القبول مع مكتب الاستقبال.
• كل مريض يكون له برنامج خاص به يتم وضعه عن طريق الفريق الطبي بعد أن يتم تقييم حالته.
• يتم تقييم المريض في نفس اليوم بواسطة جميع التخصصات المطلوبة دون الحاجة لإعطائه مواعيد متفرقة مما يسهل على الأهل ويوفر عليهم عناء المواصلات.
البحث العلمي:
سيكون هذا البرنامج بإذن الله منهالا لكم هائل من الأبحاث العلمية والدراسات التي يمكن نشرها على مستوى العالم، كما انه سيكون أول مصدر إحصائي علمي دقيق في الشرق الأوسط يمكن من خلاله معرفة نسبة الإعاقة وأنواعها في الأطفال.
وفي الختام اسأل الله عز وجل أن يسخر لهذا العمل من يقوم على إنشائه لينفع به الإسلام والمسلمين وان يجد الآباء والأمهات المبتلين فيه ضالتهم وان يخفف به أحزانهم ويهون مصيبتهم فانه لا يشعر بمعاناتهم إلا من ابتلاه الله بطفل معاق.
دكتور/ بدر حسن سبيه
أستاذ مشارك في طب الأطفال
استشاري أطفال وحديثي الولادة
رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (سابقا).
المشرف على عيادات متابعة المواليد
المنسق المحلي وممثل جامعة الملك سعود للبرنامج الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية
مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض (سابقا).
المشرف على برنامج الزمالة السعودية لطب حديثي الولادة – مستشفى الملك خالد الجامعي.
<<
اغلاق
|
الملك خالد الجامعي الدكتور بدر حسن سبيه ان استخدام المشايات في المنزل يعتبر من أسباب حدوث اصابات الأطفال خصوصا في السنوات الثلاث الاولى من الحياة.
وهذه الاصابات قد تكون خطيرة او مميتة لا قدر الله في بعض الأحيان, وهناك نسبة كبيرة من الأطفال المعوقين في المستشفيات نتيجة لتعرضهم لاصابات منزلية.
واضاف ان الكثير من الأمهات وخصوصا في مجتمعنا يقمن باستخدام المشايات لاطفالهن وذلك يرجع إلى سببين رئيسيين.. :
السبب الاول هو اعتقادهن بان المشاية تساعد الطفل على المشي مبكرا .
والسبب الثاني هو انشغالهن في الأعمال المنزلية وبالتالي محاولة ابعاد الطفل عن اماكن انشغالهن في المنزل وخصوصا المطبخ وبالذات إذا كان الطفل يحبو بصورة جيدة.
ومن خلال الدراسات والأبحاث العلمية العالمية, ثبت علميا بان المشايات تؤدي إلى تأخير المشي عند الأطفال ولا تساعد عليه, وهناك أيضا دراسات اثبتت ان الأطفال الذين يستخدمون المشايات يمشون على اصابع الأرجل بدلا من القدمين عندما يمشون بدون مشاية, اضف إلى ذلك الحوادث المنزلية الخطيرة والقاتلة في بعض الاحيان التي تنجم عن استخدام المشايات وعلى رأسها سقوط الطفل من الدرج وهو في المشاية مما يؤدي في أغلب الاحيان إلى كسور مضاعفة أو ارتجاج او نزيف في المخ مما قد يؤدي إلى اعاقة دائمة أو وفاة لا سمح الله, وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات العلمية من استخدام المشايات, إلا انه يباع سنويا ما يقارب المليون مشاية حول العالم. ولكن هنالك في بعض الدول المتقدمة علميا لا تجد هذه المشايات تباع في محلات ألعاب الاطفال او لوازم الطفل. ونصح د. سبيه جميع الأمهات بعدم استخدام المشايات وذلك حفاظا على سلامة الاطفال.
<<
اغلاق
|
نسبة الاعاقة الجسدية والفكرية لدى الأطفال الخدج في المملكة إذا لم يتنبه المسؤولون عن القطاع الصحي لهذا الأمر في ظل عدم توفر برامج خاصة في المستشفيات لمتابعة هذه الشريحة من المرضى مؤكداً على ضرورة إنشاء وتطوير برامج لمتابعة الأطفال المواليد الذي من شأنه فرز الحالات التي قد تؤدي إلى إعاقة فكرية أو جسدية في المستقبل وعلى رأسها الولادة المبكرة مما يحتم إجراء فحوصات للقدرات العقلية والجسدية للاكتشاف المبكر ومن ثم وضع برنامج تدخل مبكر لمنع الإعاقة يحتوي على جميع التخصصات ذات العلاقة.
ولفت استشاري الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور بدر حسن سبيه في تصريح ل(الجزيرة) أنه منذ عام 1999م وهو يسعى لإيجاد مثل هذا البرنامج في المستشفى الجامعي مؤكداً أن عدم وعي المسؤولين عن القطاع الصحي وإدراكهم لحجم المشكلة سوف يؤدي إلى تزايد أعداد الأطفال الخدج وبالتالي ارتفاع نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لوصولهم السن الذي يحتم خروجهم للمجتمع واختلاطهم بالناس وأشار إلى أنه بالإمكان السيطرة على هذه الأعداد والحد منها فيما لوكان هنالك اكتشاف وتدخل مبكرين واعتبر سبيه أن أي طفل يولد قبل الأسبوع 37 من الحمل هو طفل خديج وأنه كلما نقصت مدة الحمل زادت الخطورة على حياة الطفل المولود وزادت احتمالية تعرضه لمشاكل صحية سواء إعاقة جسدية (شلل دماغي) أو فكرية (تخلف عقلي) وطالب وسائل الإعلام في أن تقوم بدورها كما فعلت مع مرض التوحد في توعية المجتمع بخطورته مؤكداً أن الأطفال الخدج لا يقلون عن الأطفال التوحديين في التعرض للمخاطر.
<<
اغلاق
|