وقلة حديثة -خاصة مع الغرباء-، وسكوته عند أدنى سؤال؛ يفزع آخرون من ذلك، وقد يعتبرونه مرضاً يهرعون على أثره لطبيب نفسي، وأحياناً عضوي.
حتى إن شركة “لوندبك” أعلنت عن أقراص لعلاج مثل هذه الحالات، والتغلب عليها تدريجياً، وهذه الحالة عند الأطفال هي ما يطلق عليه اسم “الخجل”، وقد بات الخجل سمة ظاهرة عند شريحة كبيرة من الأطفال، سواء في الشرق أو في الغرب.
ومن الطريف أن “إبراهام لينكون” كان رجلاً خجولاً بل شديد الخجل، وكذلك كان غاندي. وثمة فرق بين الخجل والحياء ، كما بينته في مادة (أنا خائف).
فالحياء: خلق فاضل في النفس، يبعثها على الانقباض من كل ما يعيبها، ومن التقصير في حق من له حق.
فإن كان في مواقعة محرم فهو واجب، وإن كان في إتيان مكروه فهو مندوب، وإن كان في شيء أصله مباح فهو الحياء العرفي، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: “الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ”، فالحياء لا يقع إلا وفق الشرع إثباتاً ونفياً.
أما الخجل فهو:
حالة انكسار ودهشة وتحيّر، تتلبس بالنفس، فلا يُدرى معها كيف المخرج، فينكمش صاحبها عن كل شيء، وفي صحيح مسلم أَنَّ أبا قتادة حدث قال: كنا عند عمران بن حصين في رهط منا، وفينا بشير بن كعب فحدثنا عمران يومئذ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”. قال أو قال: “الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ”. فقال بشير بن كعب: إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوِ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ.
قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ: أَلاَ أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتُعَارِضُ فِيهِ. قَالَ: فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَأَعَادَ بُشَيْرٌ؛ فَغَضِبَ عِمْرَانُ، قَالَ: فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ.
قال ابن رجب رحمه الله: والأمر كما قاله عمران -رضي الله عنه-؛ فإن الحياء الممدوح في كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- إنما يريد به الخلق الذي يحث عل فعل الجميل وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله، أو حقوق عباده فليس هو من الحياء، فإنما هو ضعف وخور وعجز ومهانة.
والفرق بينهما يتضح في البون الشاسع بين طفل يرحب بأضيافك، ويسلم عليهم ابتداءً، وبين طفل يخجل ويحمر وجهه، وينكمش من مجرد سؤال الآخرين: ما اسمك؟.
لقد جاء في السنة إشادة مطلقة بالحياء، وأنه من الإيمان، أما الضعف والدهش فليس من الحياء أصلاً، وإنْ سماه بعض الناس حياءً.
ويبدأ الخجل عادة أو تظهر أعراضه إذا نيّف الطفل على شهوره الأربعة الأولى، وإذا تجاوز عامه الأول بدأ يغطي وجهه بيديه، أو يهرب، أو يغمض عينيه إذا خاطبه شخص غريب عنه. وفي حدود سنته الرابعة يقوده الخجل إلى جلوسه هادئاً بجوار أمه، أو في حجرها ولا يكاد ينبس ببنت شفة، ويرقب أمه بعينيه في كل حركاتها. فإذا بلغ عشر سنوات واستمر على هذا فإنه يحتاج إلى علاج وتقويم، عن طريق تشخيص حالته، ومعرفة أسبابها، ورصد الإجراءات الناجعة لإخراجه منها.
وحسب الدراسات النفسية فإن نسبة 10إلى 15% من الأطفال يولدون ولديهم ميول واستعداد للخجل، يساعد على تنميتها أو استفحالها عوامل كثيرة، من النشأة، والبيت، والأسرة، والأصدقاء… وغير ذلك.
وللخجل أعراض سلوكية، ونفسية، وبدنية تنتاب الطفل، وتظهر عليه منها :
1- السكوت، أو قلة الكلام، وأحياناً الصمت المطبق، وخاصة في وجود الغرباء.
2- عدم النظر لمن يتحدث معه مهما طال الحديث.
3- الارتباك، والتردد عند القيام بأي عمل، خاصة إذا كان مع غيره.
4- الإخفاق في القدرة عن الحديث، أو التعبير إذا بدأ يتحدث.
5- الهروب ممن لا يعرفهم، ولو كانوا أصدقاء، أو أناساً خيرين.
6- تجنب اللعب والمرح مع الأطفال، وميله للانشغال وحده في لعبته، أو حجرته.
7- الإحساس أحياناً بالسقوط من فرط الخجل.
8- حالة من التعرّق.
9- إظهار التمارض للفت النظر.
10- الأنانية ومحاولة فرض رغبته على من حوله إذا اندمج معهم.
11- زيادة نبض القلب.
12- ظهور بعض اضطرابات المعدة، والتشكي الحقيقي منها.
13- جفاف في الفم والحلق، ومحاولة بلع الريق باستمرار.
14- الارتجاف وظهور رعشه لا إرادية أحياناً.
15- الشعور الدائم بالإحراج، وأنه مستهدف.
16- الإحساس بفقدان الأمان والثقة.
17- الحرص على البعد عن الأضواء، خاصة الجلسات الجماعية والحفلات… الخ.
18- الشعور المتفاقم بالنقص.
وهناك أسباب للخجل منها:
1- يرى بعض الباحثين أن العامل الوراثي له دور في خجل الطفل وإن لم تكن هناك نتائج قطعية في ذلك.
2- قسوة الوالدين في التعامل.
3- التدليل الزائد.
4- غياب دور الأب في حياة الطفل.
5- عزل الطفل عن مجتمعه.
6- الخلافات الأسرية قد تحمل الطفل على الانطواء.
7- بعض العيوب الخِلقية في الطفل، كالعرج، أو العور، أو التأتأة، أو الإصابة، ببعض الأمراض المزمنة.
8- تعلّق الأم الزائد بابنها، والإسراف في حياطته، وجعله دائماً بجوارها، لا يغيب عن عينها.
9- الحرص على أن ينشأ الطفل مثالياً في كل شي.
10- التركيز على أخطاء الطفل، وتضخيمها.
11- تذبذب نوع التربية، وعدم وضوحها.
12- خوف بعض الآباء من الحسد، مما يجعلهم يعاملون أطفالهم “الذكور” خاصة على أنهم بنات، ويشيعون ذلك، ويحجبونهم عن أعين الناس، ولفترات طويلة.
13- الإجحاف وسوء المقابلة من بعض معلمي الطفل في سنيه الأول.
14- الفقر المترتب عليه فقدان الطفل لأبسط مظاهره، كالملابس، والمصروف وغيره…
15- موت أحد الوالدين.
16- الاغتراب، فالخجل منتشر بصورة واضحة في نفسية الأطفال المغتربين مع والديهم، بسبب عدم استقرار الحياة، أو العلاقات الوطيدة المستمرة.
17- التأخر الدراسي مما يزيد الطفل شعوراً بفقدان الثقة، والخجل.
علاج الخجل عند الطفل
الأعراض النفسية قابلة للتصحيح والعلاج، لكنها تحتاج إلى صبر وطول نفس، وعدم استبطاء النتائج، أو انتظار الآثار يوماً فيوماً… وعدم مقارنة الطفل الخجول بغيره من الأسوياء.
ومن الحلول والعلاجات المجدية والمجرّبة ما يلي :
2- ليس الحل أن تجابه طفلك بقولك له:
يا خجول، يا بليد، يا كسول، انظر إلى أصدقائك… الناس لا يحبونك؛ لأنك خجول، كن رجلاً.
ويمكنك أن تقول له:
عمّك سيزورنا اليوم، ما رأيك أن تستقبله أنت، وترحب به، وتدخله البيت، أرى أنك أهل لذلك…
3- الإصغاء لمشاعر الطفل وأفكاره وآرائه، وعدم إهماله؛ فما قد يكون عندك تافهاً، لا يكون عند طفلك كذلك.
4-البعد عن السلطوية في التعامل، فنتائجها دائماً عكسية.
5- لا تقارن بين طفلك وإخوته؛ فهذا يولد عقداً نفسية، وأدواء يسهل تلافيها من البداية.
6- تربية الطفل على الاستقلال بالذات، والاعتماد على النفس.
7- الحذر من التدليل المستمر الزائد عن الحد.
8- محاولة تدريب الطفل تدريجياً على التصرف بمفرده في المواقف العمرية المناسبة.
9- احرص على ألاّ تردّ في كل شيء نيابة عن طفلك؛ خوف الإحراج، أو تغطيةً على خجله، أو عجزه عن الردّ.
10- شجّع طفلك على أي خطوة يتخذها وأفهمه أنه جدير بالتي بعدها.
11- أتح الفرصة لطفلك أن يعبر عن رأيه بقول:” لا ” في الوقت المناسب.
12- ابتعد عن النظرات الحادة المستمرة، والتي أحياناً تكون كالسياط على قلب طفلك.
13- تابع طفلك في المدرسة، مع المرشد والمدير والمعلم، وتعاون معهم لتعزيز نقاط القوة في طفلك.
14- انتبه لمن يربون طفلك معك يومياً، وأنت لا تدري، كالسائق، والخادم وغيرهم؛ فلهم تأثير غير مباشر، ومباشر أحياناً.
15- نبّه طفلك على الخطأ على انفراد، ولا تزجره، أو تعنّفه أمام إخوته، أو أصدقائه.
16- لا بأس أن تطبّق مع طفلك -قبل زيارة صديق لك أو دعوة عرس- أبسط ما يقوم به الطفل من سلوكيات. قل له مثلاً:
حبيبي سنذهب اليوم إلى عرس زميلي في العمل: ماذا يمكن أن تقول له إذا رأيته. يمكنك أن تقول له: بارك الله لك، وبارك عليك.
خذ يا بني هذه الهدية وقدمها لها …
17- لا تثقل طفلك بأعباء قد لا يستطيعها من هو أكبر منه، بل لاحظ المراحل العمرية.
18- احرص على العدل والمساواة بين الأبناء، خاصة البنات مع الذكور؛ فإن الاهتمام بالذكر فقط يولّد عند البنات الخجل والانطواء وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب.
19- شجع طفلك على مختلف الهوايات، رياضية أو ثقافية أو أدبية، فأياً كان اهتمامه فحفزّه وأيّده وادعمه بكل طاقتك.
20- إياك من ألفاظ التعيير، وألقاب الإهانة التي كثيراً ما يطلقها الآباء فتكون معول هدم لنفسية طفلك مثل:
يا حقير، يا قرد، يا أحمق، يا أهبل، يا بنت، يا كلب، يا حمار… إلى آخر القاموس الهادر، مما نقوله بعفويّة مقيتة!
21- وفّر جلسة خاصة كل يوم، أو على الأقل كل أسبوع مع طفلك، لمدة عشر دقائق، يحدثك فيها عن قصة، أو موقف، أو عن نفسه، ودعه يتكلم على سجيّته وفطرته، ولا تعلق على أي شيء، بل استحسن ما يقول، ثم عالج الخطأ لاحقاً.
22- اترك لطفلك مساحة من الحرية يكتشف فيها نفسه، ويتعلم من صوابه وخطئه.
23- لا تتخلَّ عن طفلك في المواقف الصعبة التي يتعرض لها، كمرض، أو إصابة، بأن تكل ذلك إلى سائق، أو قريب، بحجة أنك مشغول فهذا يفقدك دورك في نفس طفلك.
24- لا تيأس من تغيير طفلك، مهما بذلت من طرق وأساليب.
25- اغمر طفلك بقدر من الحنان، فربما أصبح خجولاً؛ لأنه يفتقد ذلك منك.
26- انتهز أي مناسبة، وقم بتعريف ابنك للحاضرين، واطلب منه أو ساعده على أن يعرّف نفسه.
27- اكتب له أبياتاً من الشعر، واجعله يلقيها في أقرب مناسبة أو أمام الأهل.
28- حاول أن تتعرف على مصادر الخجل عند طفلك، وكيف نشأت.
29- لا تقهر ابنك على سلوك لا يستطيعه.
30- كن مستمعاً جيداً لطفلك.
31- أحضر له قطعة من الخشب، ومطرقة ومسامير، وارسم له شكلاً هندسياً على الخشب، واجعله يملؤه بالمسامير، وإن انتهى، فأظهر له البشاشة والفرح، وعلق قطعة الخشب في مكان ظاهر في البيت، وعلّق عليها أكثر من مرة…
32- اجعله يدعو بعض أصدقائه من المدرسة لزيارته، ولتناول الغداء أو العشاء سوياً، واجعله يتجاذب معهم أطراف الحديث.
33- لا تدافع عنه دائماً أمام إخوته إن حصلت بينهم خصومة أو شجار.
34- يجب إدراك أن الطفل في مرحلة استكشاف لما حوله، وليس لديه آلية للتعامل مع كل ما يستكشفه، فلا بد من الخطأ.
35- قلْ لنفسك:
ما ذنب طفلي في ظروفي العصبية -الناتجة عن ضغط العمل أو الاختلاف مع الأصدقاء – حتى أصب عليه عقابي، وما عجزت أن أقوم به مع غيري؟
36- الهجر من وسائل العقاب، لكن لا يطول، ولا يكون حبساً في غرفة انفرادية فهذا يؤصل الرعب والخوف في نفس الطفل.
37- تجنّب كثرة الأوامر في وقت واحد.
38- احذر من التناقض أمام الطفل كأن تنهاه عن شيء ثم تأمره به.
39- خاطب طفلك بما يفهم، وليس بما تفهمه أنت.
40- لا تتحدَّ طفلك.
وهذه جرعة أخرى من الوسائل والأسباب المعينة على تدارك خجل الطفل، وتطبيعه على الحياة مع الآخرين، دون حواجز أو معوّقات:
41- إذا شكا إليك طفلك فهذه فرصة لك، تدلّ على أنه يريد أن يتعلم.
42- لا تضخّم أخطاء طفلك فهذا يعقّد الحل.
43- نادِ طفلك بأحب الأسماء إليه أو بكنيته، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نُغَر(عُصفور) يلعب به، فمات؛ فدخل عليه النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فرآه حزيناً؛ فقال: “مَا شَأْنُهُ؟”.
قالوا: مات نُغَره فقال: “يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟”.
44- قُصّ لطفلك قصصاً من تاريخ الإسلام، مما تحتوي على الشجاعة والإقدام؛ كما جاء في البخاري: عن هشام بن عروة عن أبيه أَن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا للزُّبير يوم اليرموك: أَلاَ تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟
فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ.
فَقَالُوا: لاَ نَفْعَلُ.
فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ.
قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهْوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَكَّلَ بِهِ رَجُلاً.
45- فرّق عند تعاملك مع أخطاء ابنك بين قولك: أنت مخطئ، وقولك: هذا خطأ، والأخيرة هي الصواب، فالتركيز على الخطأ أولى.
لا تقلْ لطفلك: أنت ولد قاسٍ.
وقلْ: لقد تصرّفت بقسوة مع أخيك.
قلْ: هذا الفعل خطأ بدل من أنت مخطئ.
قلْ: لقد اتّسخت ثيابك ،بدلاً من: أنت غير نظيف.
46- اعلم أن مكعباً من الحلوى عند طفلك أفضل من كتاب جديد، وثوب جديد منقوش أحب إليه من ساعات من الكلام المزخرف المعسول، فقدِّر ذلك وعليك بالهدية ولو كانت صغيرة، مع عدم الإسراف فيها، وإغراقه بها، كي لا يفقد الإحساس والفرح بما تهديه إليه.
ولتكن لكل هدية مناسبة؛ فهذه لأنه رد رداً جميلاً، وهذه لأنه استقبل ضيفاً، وهذه لأنك تحبه…
47- لاعب طفلك وداعبه؛ ففي البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ (يسأل عن الحسن بن علي): ( أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ؟).( وهو الصغير الرضيع، وقالها على سبيل الإشفاق والرحمة) فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أو تغسِّله، فجاء يَشْتَدُّ حتى عانقه وقبّله، وقال: (اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ)، وفي البخاري عن عروة عن عائشة – رضي الله عنها – قالت جاء أعرابي إلى النّبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النَّبي – صلى الله عليه وسلم -: ( أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ).
48- أنت مَن تغرس السلوك في طفلك؛ فانتبه لذلك!
بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ وَمَنْ يُشابِهُ أَبَهُ فَما ظَلَمْ
49- احرص أن تتناول الطعام مع طفلك غداء أو عشاء، وافتح معه مجالاً للحوار أثناء ذلك.
50- كوّن علاقة خاصة بينك وبين طفلك، كأن تخبره بشيء وتعلمه أنه سر بينكما، وأنك خصصته بذلك، أو أعطه غرضاً، واطلب منه أن يحفظه لك في مكان آمن وغير ذلك.
51- سِر مع طفلك في الشارع، وقل له: ما رأيك نذهب من هذا الشارع أم ذاك؟
52- اشترك مع طفلك في تنظيف السيارة أو المجلس.
53- تجنّبْ أن تقول لطفلك: ما زلت صغيراً، لن تفهم ما أقوله لك…
54- احذر من الازدواجية في معاملة ابنك عن طريق احترامه أمام الناس، واحتقاره عندما يكون بمفرده.
55- مارس لعبةً مع طفلك، وحاول أن تجعله يفوز مرة وتفوز أنت أخرى.
56- اطرح على طفلك بعض الألغاز، وكافئه إن قام بحلها.
57- اغرس في طفلك أننا بشر، والبشر يخطئون، والمميز هو ا لذي يتعلم من أخطائه.
58- لا بأس أن تعتذر لطفلك إن أخطأت، وبين له عملياً أنك أيضاً تخطئ، وأنه لا يمنعك خجل أو حياء من أن تعالج خطأك.
59- علّم طفلك ونبهه أن الكرة الأرضية تدور حول الشمس وليس حوله هو.
60- احذر من قولك لطفلك: تعبت من أجلك وأعيش لراحتك…الخ
61- زر جيرانك، ودع لطفلك حرية اختيار هدية، ولو كانت غير مناسبة.
<<
اغلاق
|
|
|
التي ربما تتطور لدى البعض إلى درجات مرضية أعلى تصل أحيانا إلى الإصابة بمرض الاكتئاب.
وحول سبل الحماية من سطوة هذا اليأس والوقاية من الاكتئاب، يقول الدكتور أسامة محمد عبد الجواد- نائب رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى بنها، إن كل إنسان يتعرض لمشاعر اليأس مرارا، وأهم أسباب الإصابة بالاكتئاب شعور الإنسان بأن من حوله لا يستطيعون التواصل معه، وهو الشعور الذي تتعدد أسبابه لكن نتيجته واحدة هي الاتجاه إلى العزلة التي تكون مفتاح الاكتئاب.
وأوضح أن أهم هذه الأسباب: (أساليب التنشئة غير الصحيحة بسبب وجود مشاكل أسرية، إدمان أحد الأبوين، التعرض لقصة حب فاشلة، عدم تقبل الجسم خاصة إذا كان الشخص يعانى من زيادة الوزن أو النحافة، الفقر، سوء التغذية، إدمان الخمور والمخدرات...) وغيرها.
المخ قد يكون السبب
وأضاف أن بعض النظريات ترى أن شعور الشخص بالاكتئاب يرجع إلى حدوث اضطرابات في كيمياء المخ أثناء التعرض لموقف محبط، وذلك لأن خلايا المخ ترسل مواد كيميائية يطلق عليها "المرسلات العصبية" ويعتقد الباحثون أن مرسلات عصبية معينة تعاني من قصور أثناء الاكتئاب ومرسلات أخرى تعاني من الزيادة أثناء الإصابة بالهوس.
علاج بدون طبيب
وحول طرق العلاج من الاكتئاب، قال إنها متعددة، منها:
- التخلص من المشاكل الانفعالية سواء بالكتابة أو التحدث أو الحركة
- التعود على الابتسامة
- كسر الروتين اليومي
- تقبل الفشل
- التعرض للشمس والإضاءة
- التغذية الجيدة
- ممارسة الرياضة بشكل يومي
<<
اغلاق
|
|
|
يعانون
من فرط الحركة نتيجة نقص التوعية بهذه الفئة على مستوى المدارس والمجتمع.
وأشارت المعيدة بكلية التمريض بجامعة الملك سعود رقية أحمد الحجي في بحث دراسي أعدته بعنوان “مصادر الضغط النفسي لدى آباء وأمهات الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه” إلى أن عينة البحث شملت ١٣٠ أبا وأما، مبينة أن الدعم الاجتماعي ليس مؤثرا كبيرا في دعم الوالدين اللذين يعاني أطفالهم من فرط الحركة.
وأكدت أن نقص الموارد المتوفرة للأسرة والمعينة لها في الحياة ومنها المدارس والدور الممرضة النفسية وكافة الطاقم الصحي من أهم مصادر الضغط النفسي على الوالدين، حيث تقل كثيرا التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المؤسسات التعليمية وكذلك المجتمع، إضافة إلى قلة التوعية باحتياجات هذه الفئة، معللة بأن هذا الاضطراب لا يؤثر على الطفل فحسب بل يتجاوزه ليشمل الأبوين وكافة أفراد الأسرة.
وأضافت الحجي في بحثها أن فرط الحركة من الاضطرابات النفسية والعصبية الشائعة لدى الأطفال، حيث يتميز هذا الطفل بفرط النشاط بالمقارنة مع أقرانه ويجد صعوبة في الجلوس لفترات طويلة عندما يتطلب الأمر منه كالصف أو السيارة، إضافة إلى الاندفاعية للإجابة قبل إنهاء السؤال أو عدم توقع العواقب، وفي حال تشتت الانتباه على سبيل المثال شرود الطفل المصاب بفرط الحركة خلال شرح المعلم، فيجد صعوبة في الانخراط في التمارين التي تتطلب التركيز العالي.
وقالت “إن الأبحاث عادة ما تشير إلى المشاكل الاجتماعية التي تواجه أطفال هذا الاضطراب كالرفض الاجتماعي من الأقران كالمشاركة في اللعب أو دعوة لتبادل الزيارات، أما المشاكل الأكاديمية فتتمثل في ضعف التحصيل الدراسي أحيانا مما يؤدي إلى مشاكل نفسية كضعف الثقة بالنفس، وكل هذه الأمور تلقي بعاتقها على نفسية والدي الطفل عندما يجدون أن طفلهم لا يعيش طفولته بشكل طبيعي، إلى جانب ما يعانونه من جهد معه داخل المنزل كمحاولة إنهاء واجب مدرسي يستغرق ضعف ما يحتاج إليه أقرانه لعدم قدرته على التركيز أو ضبط مواعيد النوم أو عدم قدرته على ضبطه في الأماكن العامة”.
<<
اغلاق
|
|
|
مؤخراً حملة التوعية الاولى بالعنف الاسري في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر تحت عنوان "كسر حاجز الصمت" وذلك من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء.
وتهدف هذه الحملة الى التعريف بمشكلة العنف الأسري وفهم مسبباتها ومن ثم مناقشة الحلول الممكنة لها حيث تشير الدراسات التي توضح ابعاد هذه المشكلة الى انه بلغ عدد حالات اساءة المعاملة التي تلقتها لجنة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية في الرياض، في العام الماضي 508حالات، شكلت حالات الضحايا الذكور منها 56حالة، والاناث 452حالة وكان 48بالمائة من هؤلاء الضحايا بين سن 19و 35سنة، وبلغت نسبة الاطفال الصغار والرضع 17بالمائة وكبار السن 4بالمائة اما غالبية هذا الايذاء فقد تسبب فيه الآباء 29% والازواج 25% .
وقد بدأت الحملة بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة الافتتاح للدكتور خالد الدراك رئيس قسم الخدمات الاجتماعية ورئيس اللجنة المنظمة للحملة الاولى للعنف الاسري والذي شكر فيها الجميع على الحضور ومما يدل على حرصهم لايجاد حلول مناسبة والتباحث حول الآثار السلبية للعنف الاسري وهذا كله يعكس الجدية بالالتزام بقضايا المجتمع السعودي.
واشار في تعريفه للعنف الاسري على انه "الاستخدام المتعمد للقوة او القدرة الجسدية بالتهديد او بالفعل ضد شخص اخر تؤدي الى اصابته او وفاته او وقوع ضرر نفسي"
واضاف الى ان الاحصائيات في المملكة تدل على ان الرجال يشكلون مانسبته 90% من المعتدين يقع نصفها من الازواج على زوجاتهم، ومابين العامين 2005و 2007ووفقاً لمركز الحماية الاجتماعية بالدمام تم الابلاغ عن 223حالة كانت 50% منها أي (111حالة) اعتداء جسدي و35% (79حالة) اعتداء نفسي و4% أي (9حالات) تحرش و6% أي (14حالة) هروب.
واشار الى انه استشعار لهذه المشكلة فقد شرعت دائرة الخدمات الطبية في ارامكو السعودية بتنظيم الحملة بهدف نشر الوعي بين افراد المجتمع وتسليط الضوء على عدد من الحالات ونشر معلومات اكثر دقة عن حجم الظاهرة.
ثم بدأ برنامج حملة العنف الاسري بمحاضرة بعنوان (العنف الاسري نظرة عامة) قدمها من قسم الطب النفسي بمركز الظهران الصحي التابع لارامكو السعودية الدكتور عبدالصمد الجشي وتحدث فيها عن نوعية العنف سواء العنف الدفاعي او العنف الخبيث وتحدث عن العنف الذي ينبع عن حالة احباط مصحوب بعلامات التوتر.
واشار في محاضرته الى العنف ضد الطفل مثل الضرب ولاعتداء العاطفي عليه مثل النقد اللاذع وقال الدكتور الجسي ان مصادر العنف هي العنف الاسري والعنف المدرسي والعنف المجتمعي "الخارجي" وقال لا توجد احصائيات دقيقة بالمملكة عن عدد حالات الاعتداء وقال انه تم اكتشاف 5100حالة عن طريق هيئة حقوق الانسان منها 5حالات تعرضت للعنف الاسري في جدة خلال عيد الاضحى المبارك.
وابان في محاضرته الى انه اهم المسببات للعنف الفقر حيث شكلت الاحياء الفقيرة نسبة 46% واشار الى ان التأشر بالاصدقاء بما نسبته 50% قد يحول الطفل الى العنف واضاف ان هناك عوامل اخرى اجتماعية وخاصة علاقة الأبوين وكذلك سياسية ودينية وحتى وسائل الاعلام مثل التلفزيون تساعد على العنف لدى الطفل.
ثم ورقة مقدمة من رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور عمر ابراهيم المديفر بعنوان "الآثار النفسية للعنف الاسري" والتي تحدث فيها عن الصراع بين الجنسين وضرب مثال راتب الزوجة اذا كان اعلى . كما تحدث عن المسكرات والمخدرات انها من اسباب ظهور العنف الاسري بالمملكة وتطرق الى بعض الحالات المباشرة التي كان يعالجها وشرح اسبابها بصفة عامة بدون تحديد واشار الى المشاكل الزوجية واسبابها سواء ثقافي او اجتماعي او حتى علمي "الشهادات" بين الزوجين واشار في ختام محاضرته الى العوامل المساعدة على العنف الاسري.
ثم قدم رئيس العيادات الخارجية بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة الدكتور عادل الجمعان محاضرته بعنوان "كثير من العاطفة قليل من العنف" والتي اوضح فيها الجمعان ارشادات عامة للاسرة ومتى تلجأ الاسرة للمساعدة الخارجية او استشارة ذوي الاختصاص.
كما قدمت الدكتورة هدى العيولي من لجنة الحماية الأسرية في الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ورقتها بعنوان "دور وزارة الصحة في العنف الأسري" واوضحت العيوني الفرق بين لجنة الحماية وفريق الحماية وكذلك الاجراءات الرسمية التي تتخذها وزارة الصحة من حيث اجراءات النظام لتقديم البلاغ لاي جهة كانت.
وفي الجلسة المسائية فتحت حلقة نقاش شارك فيها من مركز الظهران الصحي بارامكو السعودية الدكتور ياسين قدال وكذلك رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الملك فيصل بالدمام الدكتور أحمد الحليبي بالاضافة الى الدكتور عمر المديفر والدكتور عبدالصمد الجشي والدكتورة هدى العيوني والدكتور عادل الجمعان.
وقد خرجت هذه الحملة بعدة توصيات منها زيارة المدارس لشرح اسباب العنف الاسري وحقوق الطفل وخاصة في المراحل الابتدائية وتفعيل دور مراكز الاحياء وتفعيل الرقم المجاني لوزارة الشؤون الاجتماعية والاهتمام بدور الايواء وكان اهم التوصيات التي طالب بها المحاضرون هي زيادة المشرفيين التربويين بالمدارس وربط عقد النكاح بالفحص المبكر وربطه ايضاً بالتأهيل قبل الزواج.
<<
اغلاق
|
|
|
وقبيح»
استشاريون نفسيون وحقوقيون ينذرون المجتمع من ألفاظ تحول الأطفال إلى مرضى وعدوانيين
مخاوف من أن تحول الكلمات النابية الأطفال إلى مرضى وعدوانيين (تصوير: أثير السادة)
الدمام: سامي العلي
كشفت دراسة سعودية حديثة، أن 38.7 في المائة من الأطفال الذين يتعرضون للإساءة المشاعرية من خلال بعض الكلمات مثل: غبي، كسلان، قبيح.
وكانت الدراسة الميدانية التي أعدها الدكتور علي الزهراني بكلية الطب في جامعة الطائف، واستغرقت ثلاثة أشهر، أبانت أن نحو 38.7 في المائة من الأطفال في المجتمع يتعرضون للإساءة المشاعرية من قبل المحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، من ناحية وصف المجتمع لهم ببعض الكلمات السيئة مثل، غبي، كسلان، قبيح، والتي تهين الأطفال وتتأثر بها مشاعرهم باتجاه الأسوأ.
وأوضح الزهراني في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن عينة الدراسة شملت 800 من الذكور والإناث، من فوق 18سنة، حيث بلغت نسبة الذكور الذين أجريت عليهم الدراسة 66 في المائة، أن أكثر الأطفال الذين يتعرضون لهذه الكلمات تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة، وهي ما تسمى بمرحلة المراهقة عند الإنسان.
وأوضحت الدراسة، إن الآباء يأتون في المرتبة الأولى من حيث الإساءة إلى الأطفال، في حين يأتي في المرتبة الثانية الاخوة الذكور الكبار، يليهما الأقارب، ثم الأمهات، وبعد ذلك المعلمين والزملاء.
وأشار الزهراني، إلى أن أخطر ما يتعرض له الأطفال من جراء هذه الكلمات، هو الاضطرابات النفسية والتي تبقى مع الإنسان حتى في الكبر، والتي عادة ما يكون الآباء في غفلة عن أسباب هذه الاضطرابات والأمراض، والتي منها انخفاض تقدير الذات والإندفاعية والعدوانية والقلق والاكتئاب.
وبينت الدراسة، أن الأشخاص الذين قلت أعمارهم عن 30 سنة، كانوا أقل عرضة للإيذاء المشاعري، وذلك بنسبة 21.9 في المائة، بسبب نشأة الأطفال في مجتمع وجيل يختلفون من ناحية التعلم والوعي عن سابقه، في حين كانوا من أعمارهم فوق 30 سنة، أكثر عرضة للإيذاء المشاعري، بنسبة 37.5 في المائة.
ويرجع الزهراني ذلك بقوله «إن الجيل الحالي من المجتمع هو أكثر وعيا وتعلما عن سابقه، كذلك انتقال المجتمعات والأجيال من مرحلة لأخرى، والذي أصبح أكثر وعيا بمخاطر استخدام الكلمات النابية على الأطفال».
وتقول عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين، إنه وردت للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عددا من النساء والأطفال يشتكون من العنف اللفظي، سواء الصادر من الأب أو الزوج أو حتى الأقارب، حيث بينت آخر إحصائية للجمعية للعام الماضي أن نسبة العنف البدني والنفسي بالنسبة للمرأة والطفل نحو 36.5 في المائة في السعودية، في المقابل كان الاتهام والقذف نحو 5.6 في المائة. ولمحت زين العابدين إلى أنه يوجد دراسة حول تعرض الأطفال للعنف اللفظي، لم يتم الإنتهاء منها.
ويرى الدكتور جمال سالم الطويرقي، استشاري الأطفال والمراهقين في مستشفى الحرس الوطني في الرياض، أن تكرار الألفاظ مثل قبيح أو مغفل أو كسلان، على الطفل قد يصيبه بالإحباط، وأنه إنسان فاشل لا يستحق الحياة أو العيش، ويكون الطفل معقدا في حياته الاجتماعية، يمنعه من الذهاب إلى المدرسة ومخالطة الآخرين من أقرانه، وهذا ما ينذر أن يلحق الطفل الضرر بنفسه بشكل كبير، منها الانتحار، وهذا عادة ما يكون نادرا.
ويضيف الطويرقي، أن الكلمات السيئة التي تطلق على الأطفال عادة لا يعي الآباء والأمهات أو المحيط الاجتماعي، تأثيراتها النفسية والسلوكية على الطفل، من جراء تكرارها، والذي قد يتحول الطفل إلى عدواني ينتقم من زملائه في المدرسة أو إخوانه في البيت، ويكبر هذا الشعور مع الطفل حسب الكلمة التي تطلق عليه، والذي يعتقد أنها تنطبق عليه، ما تحد من قدراته، والذي لا يستطيع التخلص منها، ويرى أنها وصمة عار عليه.
واضاف الطويرقي أن أغلب ما يتعرض له الأطفال من ألفاظ سيئة تكون عادة من البيئة المدرسية، بسبب قلة تفهم ووعي مخاطر الألفاظ والألقاب السيئة بين الأطفال الذين يطلقونها على أنفسهم، كذلك التي تصدر من المعلمين باتجاه الأطفال، وطالب الطويرقي، وزارة التربية والتعليم بوضع مناهج تعليمية نفسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، مبينا عن أهمية علم النفس لدى طلاب هاتين المرحلتين.
ويقول الدكتور عبد الصمد الجشي، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين بمستشفى أرامكو، أن الألفاظ السيئة مثل غبي وكسلان وقبيح لها تأثيراتها السلبية، تبدأ عند الإنسان منذ طفولته، وهي ألفاظ غير مقبولة لدى الطفل، وتجرح مشاعره، وإن كان لا يستطيع أن يعبر عن ردة فعله باتجاه هذه الكلمات التي تؤثر على مشاعره، ويضيف الجشي، أن هذه الكلمات تؤثر في علاقاته الاجتماعية، وقدرته في التعامل مع الآخرين، كذلك ثقته بنفسه، ونظرته إلى المجتمع. وبين الجشي، أن الأطفال يتأثرون من الأقارب بشكل كبير، التي تبدأ من الوالدين والإخوان، ثم المعلمين، لأن الطفل في هذه المرحلة يشعر بالأمان داخل الأسرة، التي يجب أن تحافظ عليه وتشعره أنه آمن ومستقر في داخلها، مبينا أن الطفل الذي يخرج عن نطاق الأسرة، سيكون غير آمن فيها، وهذا ما سيؤثر عليه بشكل أكبر، موضحا أن الطفل في هذه الحالة، قد يصاب بالرهاب الاجتماعي، وهو عدم قدرته على مواجهة الآخرين، ويصاب بنوبات من القلق عن إنجازه عمل داخل المجتمع، وعدم قدرته على الكلام أو التعبير بشكل صحيح.
وقال الجشي، إنه يجب تحفيز الطفل بكلمات تشعره أنه قادر على تولي المهمات وإنجازها، وإنه إنسان ذكي، كذلك تشجيعه على الاعتماد على نفسه، وعدم تصيد الأخطاء عليه، الذي يشعره بالإحباط، مبينا أن هذا السلوك السلبي من الكلمات ناتج عن بيئة اجتماعية، لا تفرق بين تفاوت الأطفال من ناحية التفكير والقدرة العقلية ومستوى الذكاء.
<<
اغلاق
|
|
|
نفسي سعودي إلى إنشاء مراكز في الأحياء السكنية لمواجهة مشاكل وتخفيف موجة العنف الأسري بالدرجة الأولى. فيما ذكر آخر أن العنف الأسري سيصبح أحد الأسباب الرئيسية للموت والعجز في العالم في 2020 حسب توقعات دولية.
جاء ذلك خلال أعمال الندوة التي نظمتها أرامكو السعودية في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية "سايتك" الخميس الماضي بمشاركة عدد كبير من المختصين.
واقترح رئيس العيادات الخارجية بمستشفى حراء بمكة المكرمة الدكتور عادل الجمعان دعم وزارات الداخلية والتربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية لتشكيل هياكل مراكز الأحياء واعتبارها خط مواجهة أول لمعالجة عنف الشارع والعنف الأسري.
وعزا الجمعان في حديث لـ"الوطن" ارتفاع حالات العنف الأسري لأسباب اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى ثقافة العادات والتقاليد لدى البعض.
من جهته قال الدكتور عبدالصمد الجشي من قسم الطب النفسي بمركز الظهران الصحي إن 90% من الأطفال المتعرضين للاعتداء في العالم يتعرضون للعنف من قبل رجال، وما بين 20% - 50 % من النساء في العالم يتعرضن للضرب المبرح من قبل أزواجهن. وأشار إلى أن سبب ارتفاع نسبة اكتئاب النساء في دول العالم هو العنف بأنواعه في المنزل والعمل.
ونفى الجشي وجود إحصاءات دقيقة لحالات العنف الأسري في المملكة لكنه أشار إلى أن جمعية حقوق الإنسان السعودية رصدت 5 آلاف حالة في المملكة العام الماضي وأن 12 حالة عنف تحدث شهرياً في منطقة الرياض، و16 حالة انتحار. وطالب بتطبيق القانون الذي يجرم من يمارس العنف مع زوجته وأولاده.
من جهة أخرى حمّلت عضو لجنة الحماية الأسرية في الشؤون الصحية بالشرقية الدكتورة هدى العيوني المعلمين الجزء الكبير من مسؤولية توعية الطلاب من آثار العنف الأسري وعواقبه، ومتابعة الطالب الذي يعاني من التفكك الأسري والظلم من ذويه للحد من العنف وإيجاد علاج مناسب لكل مشكلة تحدث.
أما رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض الدكتور عمر المديفر فقال إن الإعلام له تأثير في انتشار مفاهيم خاطئة تتسبب في العنف الأسري من خلال بعض المسلسلات والأفلام والرسوم المتحركة. مشيرا إلى أن حل تلك المشكلات من قبل المختصين في علم النفس فعال أكثر من تدخل الجهات الأمنية. وانتقد في الوقت نفسه غياب عيادات للطب النفسي في بعض مناطق المملكة لمعالجة المشاكل والأمراض النفسية.
وفي نهاية الندوة اقترح الدكتور عادل الجمعان حلولاً للعنف الأسري، منها مواجهة المشكلة والاعتراف بها، ومحاولة تغيير المفاهيم السلبية، وتكوين اللجان والجمعيات المختصة، وتطبيق الجهات الأمنية أنظمة صارمة للحد من العنف الأسري، وسرعة الانتهاء من المحاكم الأسر
<<
اغلاق
|
|
|
5% فقط من حالات التحرش بالأطفال في المملكة تصل إلى المختصين، نتيجة لجوء غالبية الأهالي إلى التكتم على مثل هذه الحالات، حيث يضحّون بحق أبنائهم وبناتهم، خشية على سمعتهم بين الناس.
ولفت الجشي خلال دورة تدريبية قدمها في مستشفى الأمل للصحة النفسية في الدمام، استهدفت العاملين في المراكز الصحية والمراكز المتخصصة الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الأطفال، إلى أن أكثر ما يشجع المتحرشين على التمادي في سلوكهم هو تخوف أهالي المتضررين من الإفصاح عن الحالات، مبينا أن الأضرار التي تلحق بالطفل المعتدى عليه كبيرة وعميقة الآثار، مشيرا إلى أن بعض الآثار تكون مباشرة، وبعضها الآخر قد يظهر لاحقا، ويمكن أن تتحول إلى بوادر انحراف، إضافة إلى تأثيرها على ضعف مستوى الطفل التعليمي، ونشوء بعض المشاكل في سلوكه تجاه المجتمع، وقلقه وعدوانيته.
ونوه الجشي في حديثه إلى المشاكل الجنسية التي قد تطرأ على الطفل مع تقدمه في العمر، مشيرا إلى إصابة بعض من يتعرضون للتحرش ببعض المشاكل الجنسية التي تظهر بعد زواجهم، سواء كانوا إناثا أم ذكورا، وقال «قد يميل الطفل المتضرر إلى المثلية بنسبة 2%»
وبين استشاري الصحة النفسية إمكانية تحول المعتدى عليه إلى معتدٍ على غيره في الكبر، ناصحا أقارب المتضررين من حالات التحرش بضرورة أخذهم إلى معالج نفسي متخصص، الأمر الذي قد يسهم في تحسن حالتهم النفسية بنسبة تصل إلى 70%، مطالبا بتشديد العقوبات القانونية الرادعة على المتحرشين جنسيا بالأطفال، الذين أثبتت الدراسات الحديثة أن 75% منهم من محيط عائلة الطفل المتضرر.
يصاب الطفل المعتدى عليه بمشاكل نفسية كثيرة
<<
اغلاق
|